الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: ما يشهده مخيم عين الحلوة يسيء لنضال شعبنا ويقدم خدمة مجانية للعدو الصهيوني ومخططاته العدوانية
كتب – أحمد سلامة
أعربت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (في لبنان)، عن القلق البالغ إزاء ما يشهده مخيم “عين الحلوة” من أحداث مؤسفة بعد وقوع اشتباكات أسفرت عن سقوط ضحايا.
وقال بيان أصدرته الجبهة إنه “في الوقت الذي يصعّد فيه جيش الاحتلال ومستوطنيه جرائمهم الوحشية بحق شعبنا، ومحاولاتهم المحمومة لتهويد أرضنا ومقدساتنا، والاقتحامات المتواصلة من قبل المستوطنين للمسجد الأقصى، بحراسة جيش وشرطة الاحتلال، وفي الوقت الذي يسطّر فيه شعبنا أسمى آيات الصمود، في مواجهة جرائم العدو، وفي ظل تعاظم قوة مقاومينا الأبطال وتصديهم لتلك الاعتداءات، والرد على جرائم العدو المتواصلة، إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومعنا كل أحرار وشرفاء شعبنا وأمتنا، نتابع بقلقٍ بالغ ما يشهده مخيم عين الحلوه من أحداث مؤسفة، واشتباكات دامية تسيء لنضال شعبنا وكفاحه الوطني، وتقدم خدمة مجانية لدولة الكيان المؤقت المغتصب للأرض والحقوق الفلسطينية، بما يشكل حرفًا لبوصلة نضال شعبنا، ولحجب الأنظار عن جرائم العدو، خاصةً في ظل تنامي وتطورالعمل المقاوم على أرض فلسطين عمومًا، وفي قرى ومدن وبلدات الضفة الغربية على وجه الخصوص”.
وأضاف البيان “إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أمام نزيف الدم المتواصل، ومنذ اللحظات الأولى لاندلاع الأحداث المؤسفة عملنا بكل جهد، ومعنا كل الغيورين والمخلصين من أبناء شعبنا وقواه الحية، لوضع حد لتلك الاشتباكات، وسنواصل بذل كل الجهود المخلصة لوقف إطلاق النار، ومحاسبة المرتكبين، وعودة الحياة إلى المخيم”.
واستكمل البيان “وفي هذا السياق، فإننا نؤكد على أننا نتوجه بأحر التعازي، وأصدق مشاعر المواساة من عوائل الشهداء، متمنين لهم الرحمة، وللجرحى الشفاء العاجل، وعودتهم إلى أهلهم وذويهم سالمين معافين، ونتوجه بتحية إكبار إلى أهلنا الصامدين في بيوتهم ومنازلهم داخل المخيم، وإلى أهلنا الذين اضطروا مكرهين للخروج من منازلهم، هائمين على وجوههم جراء الاشتباكات حفظًا لدمائهم وأرواح أبنائهم”.
واسترسل “نؤكد أن ما يجري في مخيم عين الحلوة، هو عملُ مدان ويجري في توقيت مشبوه، خاصةً أنه تزامن مع انعقاد اجتماع الأمناء العامين في القاهرة للبحث في سبل تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وإنهاء الانقسام، وهذا ما أثار غيظ وحفيظة العدو الصهيوني وأعداء شعبنا، ونؤكد أن ما يشهده المخيم يثير الشكوك والريبة، ويهدد الوجود الفلسطيني في لبنان، ويستجلب مخططات إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، ومحاولة محمومة لتصفيتها، وتعريض السلم الأهلي والإساءة للعلاقات الأخوية اللبنانية الفلسطينية”.
ودعا البيان إلى الوقف الفوري لإطلاق النار، وسحب المسلحين من الشوارع، وإعادة الحياة إلى المخيم، وعودة النازحين إلى بيوتهم، والعمل بشكل فوري لمساعدة الأهالي في إعادة بناء وترميم بيوتهم وممتلكاتهم وتعويضهم عما لحق بهم من خسائر مادية، والضرب بيد من حديد على كل المخلين بما جرى الاتفاق عليه في اجتماع هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان، الذي انعقد في سفارة دولة فلسطين في الجمهورية اللبنانية.
وقال البيان “ندين ونستنكر بشدة جريمة اغتيال الأخ اللواء أبو أشرف العرموشي ومرافقيه. كما ندين كل أشكال العبث والفوضى داخل المخيمات الفلسطينية، وندعو الجميع إلى تحمل مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية والإنسانية والدينية، بما من شأنه حفظ أمن واستقرار مخيماتنا، وصون دماء وكرامة أبناء شعبنا وممتلكاتهم، باعتبار ذلك مهمة وطنية، لتعزيز صمودهم لحين تحقيق عودتهم إلى أرضهم وديارهم التي اقتلعوا منها”.
وأضاف “ندعو إلى تشكيل لجنة تحقيق في الأسباب التي أدت إلى ما يشهده المخيم من سفك للدماء، وتدمير للممتلكات، وتسليم مرتكبي الجريمة للسلطات الأمنية والقضائية اللبنانية فورًا، ودون تسويف ورفع الغطاء السياسي والعائلي عن كل المخلين بالأمن.. ونؤكد أن مخيماتنا، خاصة مخيم عين الحلوة باعتباره عنوانًا وعاصمةً للشتات الفلسطيني، ستبقى عنوانًا لحق العودة، ومرجلًا يغلي صمودًا ومقاومةً حتى تحرير فلسطين وعودة أهلها إليها”.
واختتمت الجبهة البيان بتوجيه الشكر والامتنان لكل المساعي الحميدة التي بذلت، ومن مختلف القوى والأحزاب والشخصيات والفاعليات الرسمية والشعبية الوطنية والإسلامية اللبنانية والفلسطينية، من أجل حقن الدماء وحفظ الأرواح.