التفاصيل الكاملة لواقعة «فتاة الشروق».. السيسي يتصل بأسرة «حبيبة» وقرار من النيابة والوضع الصحي حرج
النيابة تحبس سائق سيارة تابعة لأحد تطبيقات النقل الذكي 4 أيام على ذمة التحقيقات بتهمة معاكسة فتاة الشروق والشروع في خطفها
والدة الفتاة: السيسي أعلن تقديم كافة المساعدات اللازمة لعلاج حبيبة.. وأبلغنا إمكانية نقلها للعلاج في الخارج إذا تطلب الأمر
أمل سلامة: وسائل النقل الذكى لم تعد آمنة بعد تكرار الاتهامات بالتحرش ومحاولة الاختطاف
النائبة: يجب التزام الشركات المرخص لها بأداء الخدمة بتأمين قواعد المعلومات بما يحافظ على سريتها وعدم استغلال بيانات المواطنين
كتبت: ليلى فريد
مازالت مأساة الفتاة حبيبة الشماع التي ألقت بنفسها من سيارة تابعة لشركة توصيل شهيرة، خشية تعرضها للاختطاف من سائق المركبة، تشغل الرأي العام، ومواقع التواصل الاجتماعي.
بدورها أمرت النيابة العامة بحبس سائق سيارة تابعة لأحد تطبيقات النقل الذكي 4 أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة معاكسة فتاة الشروق والشروع في خطفها، كما قرر قاضي المعارضات أمس، مد فترة الحبس الاحتياطي لـ15 يومًا.
وفي سياق متصل تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في القضية، واتصل بأسرة الفتاة للاطمئنان على حالتها.
وتشكّرت والدة الضحية دينا إسماعيل في تصريحات لها، الرئيس لتواصله الشخصي مع الأسرة وإعلانه تقديم كافة المساعدات اللازمة لعلاج ابنتهم، مشيرة إلى أن السيسي أبلغهم بإمكانية نقلها للعلاج في الخارج إذا تطلب الأمر.
أتى ذلك بينما أكد الأطباء المعالجون للفتاة حسب ما ما قال عمها، أن وضعها الصحي ما زال صعبا، مشددين على أنهم لن يتمكنوا من إجراء جراحة عاجلة لها لأن المخ تحرك من مكانه، وهناك نزيف داخلي ورشح.
وكانت وزارة الداخلية كشفت ملابسات الحادث الذي وقع بمنطقة التجمع شرق القاهرة وصدم المصريين.
وقالت في بيان، إن أحد شهود العيان أفاد بأنه رأى الفتاة خلال سيره بطريق السويس تقفز من باب خلفي لإحدى السيارات، فتوقف لمساعدتها، وأبلغته أنها كانت تستقل السيارة التابعة لأحد تطبيقات النقل الذكي، ولدى محاولة قائد السيارة معاكستها قامت بالقفز من المركبة خشية تحرشه بها، وتم نقلها للمستشفى.
وأعلنت الوزارة أنه تم تحديد وضبط السائق، وتبين أنه يقيم بمحافظة الجيزة، إلا أنه نفى خطف حبيبة، موضحاً أنه أغلق نوافذ السيارة ورش معطرا، إلا أنه فوجئ بتصرف غريب من الفتاة.
إذ أكد أنها قفزت من السيارة، لكنه أكمل سيره ولم يتوقف خشية تعرضه للإيذاء، حسب قوله.
في حين علّق المتحدث الرسمي للشركة على الواقعة بأنها تشعر بحزن عميق حول ما حدث وتتعاون مع سلطات التحقيق للتأكد من اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة.
وأضاف أن الفريق المختص بالاستجابة للحوادث لديها على تواصل مع أسرة الراكبة، مردفاً أن الشركة تلتزم دائماً بتوفير رحلات آمنة وموثوقة للركاب، وتحظر إرشاداتها أي عنف أو سلوك غير لائق، ويتم التعامل مع أي تصرف من هذا النوع بكل جدية.
إلا أن عائلة الضحية رفضت بيان الشركة واعتبرته “كذبا وادعاءات لا أساس لها من الصحة”.
يشار إلى أن تلك القضية كانت شغلت لأيام الشارع المصري، في حين انتشر وسم “فتاة الشروق” للدلالة على قصة الشابة العشرينية.
تحرك برلماني بشأن الواقعة:
أعلنت النائبة أمل سلامة، عضوة لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب؛ تقدمها بطلب إحاطة عاجل إلى المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب؛ موجه إلى مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء؛ بشأن تشديد الاجراءات والقواعد اللازمة لتشغيل السائقين في تطبيقات وسائل النقل الذكى العاملة في مصر (أوبر.. إندرايف.. وديدي)، وما يستجد من شركات بعد تعدد حالات التحرش ومحاولات الاختطاف وآخرها الواقعة المؤسفة التى تعرضت لها (فتاة الشروق) وتحرر لها المحضر رقم 1016/ 2024 ج الشروق؛ والذي اتهمت فيه سائق السيارة بمحاولة التحرش بها واختطافها.
وقالت النائبة في طلبها إن وسائل النقل الذكى لم تعد آمنة؛ بعد تكرار الاتهامات بالتحرش ومحاولة الاختطاف؛ رغم أنها تعد أحد وسائل النقل الرئيسية لقطاع عريض من المواطنين.
وتابعت أنه نظرا لغياب الرقابة؛ فإن تطبيقات وسائل النقل الذكى لم تعد تلتزم بتنفيذ قرار رئيس الوزراء رقم 2180 لسنة 2019 بشأن القواعد والإجراءات اللازمة لتطبيق أحكام قانون النقل البري للركاب باستخدام تكنولوجيا المعلومات الخاصة بحصول السائقين على تراخيص العمل بتلك الشركات؛ حيث تسمح تلك الشركات بتشغيل من لديهم أحكام جنائية ويتعاطون المواد المخدرة.
وشددت أمل سلامة على ضرورة تشديد الرقابة على شركات وسائل النقل الذكى (أوبر.. اندرايف.. وديدي) وغيرها، للتأكد من التزامها بالقواعد والإجراءات التى حددها قرار رئيس مجلس الوزراء؛ الخاصة بقواعد التشغيل واختيار السائقين؛ بما في ذلك صحيفة الحالة الجنائية وتحليل المخدرات بشكل دوري؛ للتأكد من حسن السير والسلوك لجميع العاملين في وسائل النقل المختلفة.
وطالبت بضرورة مراعاة حرمة الحياة الخاصة التى يقرها القانون والدستور، مع ضرورة إتاحة المعلومات الخاصة بالعاملين لديها إلى جهات الأمن لممارسة اختصاصها وفقا للقانون.
وأكدت على ضرورة التزام الشركات المرخص لها بأداء الخدمة بتأمين قواعد البيانات والمعلومات بما يحافظ على سريتها وعدم استغلال بيانات المواطنين.
والدة الفتاة دينا عمر ردت على بيان الشركة بخصوص التواصل مع الأسرة، مؤكدة أن “هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة”.
وذكرت خلال مداخلة هاتفية في برنامج “الحكاية” على قناة “إم بي سي مصر”: “محدش تواصل معانا من الشركة، والبيان بتاعهم كله كذب”.
وتابعت أن ابنتها استقلت سيارة الشركة، الأربعاء الماضي، عند الساعة 6 و50 دقيقة وقفزت منها الساعة 7 ودقيقة، مردفة: “حد اتصل بيا وقالي حبيبة في مستشفى الشروق العام. ولما وصلت لقيتها على الأرض كلها غرقانة بالدم وقاطعة النفس وبيخيطوا دماغها من غير بنج”.
كذلك تابعت أن شاهد العيان أخبرها أن حبيبة قفزت من السيارة، وقالت لها إن السائق كان ينوي خطفها ثم أصيبت بتشنجات وفقدت الوعي. ومضت قالة: “بنتي فاقدة للوعي ونسبة إدراكها 3 من 15 درجة، وتعاني من تجمعات كبيرة في المخ”.
وكشفت والدة الفتاة أن السائق له سوابق جنائية، مشددة على أن ابنتها قوية وقفزها من السيارة دليل على تعرضها لموقف صعب وللخطف، مؤكدة أنها لن تقدم على مثل هذا السلوك لو كان السائق قد قام بتخويفها فقط.
وختمت قائلة: نية السائق ليست سليمة، وقد ألغى الرحلة على التطبيق واستكمل طريقه بعدما قفزت حبيبة دون أن يهتم بما حدث.
في حين انتقد الإعلامي عمرو أديب شركة النقل، مشدداً على أن ردها على الواقعة لم يكن على المستوى المطلوب لشركة بهذا الحجم، وأن هذا قد يثير ردة فعل سلبية في الشارع.
وقال إن “رد الفعل في الشارع حول محاولة اختطاف الفتاة حبيبة على يد سائق الشركة الشهيرة سيئ جداً. لو فيه تقصير إطلعوا وضحوا للناس”.