التفاصيل الكاملة لواقعة التكسير في حجارة الهرم الأكبر.. ونواب: الجهل سيد الموقف ويجب محاسبة المخالفين 

أثار مقطع الفيديو المتداول لبعض العمال يقومون بأعمال تكسير في أحد حجارة الهرم الأكبر في الجيزة، العديد من ردود الفعل الغاضبة، فيما أصدرت السلطات المصرية، بياناً نفت خلاله المساس بجسم الهرم، أو أحجاره الأثرية. 

وبررت وزارة السياحة والآثار هذه الأعمال بأنها لتركيب منظومة إضاءة جديدة ضمن أعمال تطوير هضبة الأهرامات، مؤكدة أن تلك الأعمال طالت مواد بناء حديثة غير أثرية تم وضعها منذ عقود لتغطية شبكة إنارة الهرم دون المساس بجسم الهرم أو أحجاره الأصلية. 

وأكدت الوزارة على التزامها الكامل بحماية وصيانة التراث الأثري والحضاري لمصر، كما دعت مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى تحري الدقة قبل تداول أي معلومات غير صحيحة قد تؤدي إلى إثارة البلبلة والرأي العام، بحسب البيان الذي صدر عن الوزارة. 

بدورها أعلنت الدكتورة مها عبد الناصر، عضو مجلس النواب ونائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي استنكارها الشديد لما حدث في منطقة الهرم من قيام إحدى الشركات بالحفر في موقع أثري بالغ الأهمية لإتمام عمليات صيانة، دون مراعاة القواعد والإجراءات اللازمة لحماية التراث القومي. 

وأوضحت عبد الناصر أن ما حدث يُظهر بوضوح غياب الالتزام بتطبيق معايير واضحة ومُلزمة للتعامل مع الآثار، مما يُهدد سلامة هذه المواقع التاريخية. 

وطالبت النائبة أؤكد باتخاذ عدد من الخطوات بشكل عاجل: 

1. إقرار كود موحد للتعامل مع الآثار، يتضمن الإجراءات اللازمة في عمليات الحفائر، الترميم، والصيانة، سواء في المواقع الأثرية أو المتاحف. 

2. إدراج هذا الكود ضمن اللائحة التنفيذية لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، لضمان تطبيقه بشكل قانوني وفعّال. 

3. محاسبة الجهات المخالفة لأي من هذه القواعد، مع ضمان ألا تتكرر هذه الانتهاكات التي تُعرض تراثنا للخطر. 

وأضافت محذرة: ما لم نتخذ هذه الخطوات الضرورية، سيظل الجهل سيد الموقف، وسنفقد المزيد من تاريخنا الذي لا يُقدر بثمن 

كانت وزارة السياحة والآثار، نشرت بيانا توضيحا بشأن الفيديو المتداول حول أحد أحجار الهرم الأكبر بمنطقة أهرامات الجيزة الأثرية. 

وقالت “السياحة” ردًا على الفيديو المتداول على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، والذي يُظهر أعمالاً تُفسَّر على أنها هدم لأحد أحجار الهرم الأكبر (خوفو) بمنطقة أهرامات الجيزة الأثرية، إن ما يظهر في الفيديو ليس هدماً، بل هو إزالة لمواد بناء حديثة (مونة) غير أثرية، والتي تم وضعها قبل عقود مضت بهدف تغطية شبكة الكهرباء الخاصة بإنارة الهرم. 

ووفق البيان، يقوم المجلس الأعلى للآثار، حالياً، بإزالة هذه المواد ضمن مشروع تحديث شبكة الإنارة الخاصة بالهرم الأكبر، وذلك دون المساس بجسم الهرم أو أي من أحجاره الأصلية. 

وأكدت الوزارة التزامها الكامل بدورها في حماية وصيانة التراث الأثري والحضاري لمصر، كما تدعو مرتادي مواقع التواصل الاجتماعي إلى تحري الدقة قبل تداول أي معلومات غير صحيحة قد تؤدي إلى إثارة البلبلة والرأي العام. 

بدورها تقدمت النائبة هناء أنيس رزق الله، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، بطلب إحاطة لرئيس مجلس النواب المستشار حنفي جبالي موجهاً لوزير السياحة والأثار بشأن تكسير أحجار الهرم لمد كابل كهرباء. 

وقالت هناء أنيس في طلب الإحاطة: أتقدم إليكم بهذا الطلب الإحاطة بشأن ما تداولته وسائل الإعلام ومنصات التواصل الإجتماعي في الأيام القليلة الماضية عن قيام بعض الجهات المعنية بتكسير جزء من الهرم لغراض مد كابل كهرباء والذي تم مؤخرا في إطار عملية تمديد وتطوير شبكة الكهرباء في المنطقة وهو ما يعد انتهاكا صارخا للتراث الثقافي والتاريخي الذي يعد جز اء مستوى من هوية مصر، ويمثل قيمة إنسانية وحضارية عظيمة على العالم. 

وأوضحت أنه تم تنفيذ أعمال تكسير واسعة في منطقة الهرم لتمديد الكابل الكهربائي، مما أسفر عن تأثيرات سلبية على حركة المرور وسلمة المواطنين، بالإضافة إلى تدهور الوضع البيئي في المنطقة بسبب األتربة والضوضاء الناتجة عن أعمال الحفر والتكسير. 

وذكرت أن عملية تكسير الأرصفة والشوارع في المنطقة ذات الطابع السياحي والتجاري تسببت في تعطيل النشاط التجاري وخلق مشكلت مع السكان المحليين والزوار على حد سواء. 

وتابعت: من المعروف لدي العالم أجمع أن الهرم الألكبر في الجيزة هو أحد عجائب العالم السبع، وقد أدرجته منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي، مما يجعله محط أنظار العالم ولذلك، فإن أي تصرف يؤثر على سلمته أو يهدد بقاءه، سواء كان عمدا أو غير عمد، يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على هذا المعلم التاريخي. 

وطالبت باتخاذ ما يلزم من إجراءات عاجلة للتحقيق في هذا الأمر ومعرفة الأسباب التي أدت إلى حدوث هذا التكسير، والعمل على اتخاذ التدابير اللزمة للحفاظ على الموقع التاريخي وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل. 

وأضافت: أرجو من سيادتكم إحاطتي بما يتم اتخاذه من إجراءات للحفاظ على التراث الثقافي لمصر، وأية خطوات يتم اتخاذها لحماية اآلثار والمواقع السياحية في المستقبل من أي تهديد أو تدمير محتمل. 

يشار إلى أنه تنفذ الحكومة المصرية منذ عام 2014 مشروعاً لتطوير هضبة الأهرامات بمشاركة بعض الشركات المصرية والعالمية، بهدف تطوير مسار الزيارة داخل هضبة الأهرامات وتنظيم حركة دخول المركبات وإقامة مركز للزوار، مع توفير الخدمات الأساسية للسياح من حمامات وأماكن للترفيه وتناول الأطعمة والمشروبات، مع إعطاء تراخيص للعاملين المحليين من أصحاب الدواب وعربات الخيول المستخدمة في التنزه والتي يستخدمها السياح من رواد المكان، وتوفير اللافتات والعلامات الإرشادية لمساعدة الزائرين وتوفير المعلومات التاريخية حول المكان. 

وتنفذ إحدى الشركات المصرية الخاصة مشروع تطوير لعروض الصوت والضوء في منطقة الأهرمات، حيث تعمل على تعديل نظام الإضاءة وإحلال أجهزة العرض القديمة بأخرى حديثة. 

وانطلق العرض الأول للصوت والضوء في منطقة أهرامات الجيزة، يوم 13 أبريل عام 1962 بحضور الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر، بعد ذلك بدأ بالتتابع تنفيذ المشروع في العديد من المناطق الاثرية على مستوى جمهورية مصر العربية، حيث تم افتتاح العرض في معبد الكرنك عام 1072 ، بعد ذلك تم افتتاحه في جزيرة فيلة عام 1985 في أصوان جنوبي مصر. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *