التغطية مستمرة| شيرين أبو عاقلة تعيد الروح لنقابة الصحفيين.. عزاء وتكريم وشموع وهتافات وتضامن مع فلسطين في تأبين الشهيدة (من القاهرة لجنين ألف تحية لشيرين)
كتب- محمود هاشم:
لم تجمع الشهيدة الصحفية شيرين أبو عاقلة الفلسطينيين وحدهم على التوحد نحو قضية الوطن ونضاله المستمر، لكنها تأثيرها تخطى حدود الوطن نفسه، ليجتمع على تكريمها الصحفيون المصريون ووجوه من جميع التيارات داخل نقابة الصحفيين، مساء أمس، لإلقاء مشهد وداع رمزي على روحها أعاد بدوره إلى النقابة زخمها المفتقد منذ فترة ليست ببعيدة.
المئات من الزملاء حرصوا على إعداد تكريم وتأبين خاص لروح الشهيدة أبو عاقلة، وإعلان التضامن مع القضية الفلسطينية، فامتلأت أركان النقابة بصورها، مزيلة بعبارات “وداعا شهيدة الصحافة الفلسطينية والعربية”، و”لن نترك القتلة يفلتون من العقاب”، “شيرين أبو عاقلة.. شهيدة الحقيقة”.
العلم الفلسطيني والكوفية أيضا كانا حاضرين بشكل كبير في حفل التأبين، في تعبير عن التضامن والدعم للقضية والشعب الفلسطيني الشقيق، وبينما كان الحاضرون يرفعون العلم الفلسطيني دعما لنضال شعبه، أحرق عدد من الزملاء العلم الإسرائيلي، في رسالة واضحة بموقف الصحفيين الثابت بإدانة الاحتلال ورفض جميع أشكال وصفقات التطبيع معه.
حمل الصحفيون الشموع تعبيرا عن إدانة الجريمة التي ارتكبها جيش الاحتلال باغتيال الشهيدة أبو عاقلة، واستهداف زملائها، فضلا عن رفض الفظائع التي ينتهجها العدوان ضد الشعب الفلسطيني، كما وحرص آخرون على كتابة عبارات الدعم والرثاء والتضامن في دفتر عزاء بجوار صورة الشهيدة الراحلة، ووضعوا بجانبها باقات من الورود، فضلا عن علم فلسطين.
وقائع انتهاكات الاحتلال وجرائم الاستيطان والتهجير والعدوان – التي يبذل كل مساعيه لإخفاء حقيقتها عن أعين العالم – كانت أيضا حاضرة في صور حفل تأبين أبو عاقلة، لتذكر دائما بالمعاناة اليومية التي يعيشها الشعب الفلسطيني، وسط صمت وتجاهل عالمي واضح.
رسائل دعم كثيرة لشيرين أبو عاقلة وفلسطين قدمها الصحفيون في هتافاتهم خلال حفل التأبين، ومن بينها “من القاهرة لجنين ألف تحية لشيرين”، و”فلسطين عربية رغم أنف الصهيونية”، “بنرددها جيل ورا جيل، بنعاديكي يا إسرائيل”، “يا صهيوني صبرك صبرك، في رام الله هنحفر قبرك”، “التغطية مستمرة”.
نقيب الصحفيين ضياء رشوان، بدوره دعا الحاضرين في احتفالية النقابة لتأبين شهيدة الصحافة الفلسطينية والعربية، للوقوف دقيقة حدادا على روحها، وإشعال الشموع تكريما لمسيرتها المهنية، بحضور السفير الفلسطيني في القاهرة، دياب اللوح.
كما اقترح رشوان، على مجلس النقابة، إعلان جائزة في مسابقة الصحافة المصرية باسم الشهيدة شيرين أبو عاقلة، يتم تخصيصها لتغطيات شؤون فلسطين، لتضاف إلى جائزة الشهيد للتغطية الميدانية.
وأعلن رشوان أيضا انضمام النقابة للإجراءات والخطوات القانونية لاتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي للصحفيين، وضم طاقم النقابة القانوني لمقاضاة الاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني.
كان 28 صحفيا من الفائزين بجوائز التفوق الصحفي في دورتي 202 و2021، بطلب إلى نقيب الصحفيين ضياء رشوان، لإطلاق اسم الصحفية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، على دورتي مسابقة التفوق الصحفي المنقضيتين.
كما طالب الصحفيون، في طلبهم المشترك الذي تقدموا به اليوم الأحد، بإطلاق اسم أبو عاقلة على إحدى جوائز مسابقة التفوق الصحفي السنوية، ومنح درع الصحفيين المصريين إلى أسرة الشهيدة الفلسطينية، على أن يسلمه وفد من الفائزين وأعضاء مجلس النقابة إلى السفارة الفلسطينية بالقاهرة.
ودعا المتقدمون بالطلب إلى تحديد موعد عاجل للحفل المؤجل للإعلان عن تكريم الصحفيين المصريين للشهيدة الفلسطينية، وتسليم الجوائز للصحفيين في دورتي 2020 و2021.
وقال الزميل ماجد سمير، مقدم الطلب نيابة عن الموقعين، إن الطلب يأتي تكريما لروح ونضال الصحفية الفلسطينية الزميلة، مؤكدا أن استشهاد أبو عاقلة على أيدي الاحتلال الإسرائيلي يكشف عن ضرورة الحاجة إلى محاسبة المسؤولين عن الجريمة، التي شاهدها العالم أجمع، مع ضرورة توفير آليات وضمانات مشددة لمنع استهداف الصحفيين في أثناء تأدية واجبهم المهني.
وأضاف سمير لـ”درب”: “نعيش جميعا كصحفيين في دائرة الخطر نفسها ، التي قد تنتهي إلى المصير ذاته حال استمرار تجاهل توفير الحماية الكافية، وتطبيق الآليات العقابية المطلوبة لمنع تكرار هذه الجرائم مستقبلا”.
كما كانت شعبة المصورين بنقابة الصحفيين، قررت إطلاق اسم الصحفية الراحلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة على نسخة 2022 من مسابقة الشعبة للتصوير.
وقالت الشعبة في بيانها، إنها “تنعي ببالغ الحزن الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة والتي اغتالتها يد الاثم والعدوان أثناء تغطيتها لجرائم العدوان الصهيوني”.
وأدان أكثر من 1760 صحفيا مصريا جريمة الاحتلال الإسرائيلي التي أسفرت عن استشهاد الزميلة الصحفية والمراسلة شيرين أبو عاقلة، خلال تغطيتها لأحداث اقتحام مخيم جنين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، صباح اليوم الأربعاء.
واستشهدت أبو عاقلة وأصيب زميلها علي السمودي، خلال ممارستهما واجبهما المهني في تغطية الاقتحام الدموي لجنين في الضفة الغربية المحتلة.
وأكد الصحفيون المصريون، في بيان للتوقيع، تضامنهم مع زملائهم في فلسطين في مواجهة جرائم الاحتلال بحقهم، وبحق الشعب الفلسطيني والتي تأتي استمرارا لتاريخ طويل من مجازر وانتهاكات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني بكل فئاته.
وعزي الصحفيون المصريون أهالي وزملاء الشهيدة شيرين أبو عاقلة وكل الصحفيين في فلسطين المحتلة، مطالبين المجتمع الدولي وكل المؤسسات المعنية بحرية الصحافة، بالتحقيق الفوري في مقتل أبو عاقلة والاعتداء على مقرات أكثر من ٢٣ وسيلة إعلامية وجميع جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين والشعب الفلسطيني بوصفها جرائم حرب ضد الإنسانية.
وأكد الموقعون على البيان على تمسكهم بقرارات الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين بإدانة الجرائم الإسرائيلية ومنع كل أشكال التطبيع الشخصي والمهني مع العدو الإسرائيلي، وفضح جرائمه بحق الفلسطينيين.
كما طالبوا اتحاد الصحفيين العرب بوقفة جادة ضد أي مطبع سواء كان أفراد أو كيانات أو مؤسسات، واختتم بيانهم بـ”المجد لشيرين أبو عاقلة.. الحرية والنصر لفلسطين.. عاشت فلسطين حرة”.