البيت الأبيض: مستعدون لإجراء مناقشات مع موسكو.. وهناك مقترحات روسية “لن نوافق عليها أبدًا”
وكالات
أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أنها مستعدة لإجراء مناقشات مع روسيا حول مقترحاتها الأمنية في يناير، لكنها شددت على أن ثمة شروطا لن توافق الولايات المتحدة على تلبيتها “أبدا”.
وقال مسؤول بارز في إدارة الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس: “الولايات المتحدة مستعدة لخوض بحث دبلوماسي في أوائل يناير عبر قنوات عدة… وأكدنا لروسيا أن تقدما جوهريا لا يمكن تحقيقه إلا في أجواء خفض التصعيد”.
وأضاف المتحدث مع ذلك أنه لم يتم حتى الآن تحديد موعد أو مكان لإجراء هذه المحادثات، مؤكدا أن إدارة بايدن تنوي الرد على المقترحات الروسية خلال هذه المناقشات وليس في المجال العلني.
وشدد المسؤول على أن هناك مقترحات من طرف روسيا “لن توافق الولايات المتحدة عليها أبدا”، إلا أن ثمة مجالات أخرى “يمكن استكشافها”.
ونشرت روسيا يوم 17 ديسمبر مشاريع اتفاقات مع الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الناتو تشمل بنودا حول ضمانات أمنية متبادلة في أوروبا بما في ذلك عدم نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى في مناطق الوصول إلى بعضهما بعضا وتخلي الحلف عن مواصلة توسعه.
وأكد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، أن عدم رد الناتو والولايات المتحدة على مطالب روسيا حول الضمانات الأمنية يمكن أن يؤدي إلى دورة جديدة من المواجهة.
كان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد أكد أنه لم يتم التخطيط لعقد لقاء جديد بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأمريكي جو بايدن.. مضيفا “لا توجد خطط لذلك الآن”، ومشددا في الوقت ذاته على أن “المفاوضات يجب أن تستمر لنزع التوتر المحيط بالأزمة الأوكرانية”.
وأضاف: “نريد أيضا أن تخفض روسيا التوترات من خلال سحب قواتها من الحدود مع أوكرانيا.. إن التفاوض في مثل هذه الظروف أكثر ملاءمة بكثير مما هو عليه عندما تستمر التوترات في التصاعد”.
وتابع: “الولايات المتحدة منخرطة في كل من الدبلوماسية والاحتواء فيما يتعلق بروسيا، وهي مستعدة للرد بقوة على تلك الخطوات التي تعتبرها عدوانية”.
وقال: “نحن مستعدون لاستخدام الحوار حول الاستقرار الاستراتيجي مع روسيا، ومجلس روسيا والناتو ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا لإجراء محادثات أمنية”.
من جهتها، أكدت موسكو أنها “لا تهدد أحدا ولا تنوي مهاجمة أحد، وأن التصريحات حول (العدوان الروسي) تستخدم ذريعة لنشر المزيد من معدات الناتو العسكرية قرب حدود روسيا”.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن قيام الولايات المتحدة بتسليح أوكرانيا وحثها على مواجهة روسيا يخلق تهديدات خطيرة للأمن القومي الروسي.
وقال بوتين في كلمة له خلال اجتماع موسع لقيادة وزارة الدفاع الروسية في موسكو، الثلاثاء، “ماذا تفعل الولايات المتحدة الآن على الأراضي الأوكرانية، الواقعة ليس على بعد آلاف الكيلومترات من حدودنا، ولكن على عتبة دارنا. ويجب أن يفهموا أنه ليس لدينا مكان لمزيد من التراجع”.
وتابع: “لا توجد أسلحة فرط صوتية لدى الولايات المتحدة حتى الآن، لكننا نعرف متى سيمتلكونها. هذا أمر لا يمكن إخفاؤه. و(يوما ما) سيسلمونها إلى أوكرانيا. هذا لا يعني أنهم سيستخدمونها غدا، لأنه يوجد لدينا “تسيركون”، وليس لهم مثله بعد. لكن تحت هذا الغطاء سيسلحونهم وسيدفعون متطرفين من الدولة المجاورة باتجاه روسيا، بما في ذلك إلى شبه جزيرة القرم، على سبيل المثال، وذلك في ظل ظروف مواتية لهم، كما يبدو لهم”.
وتساءل الرئيس الروسي: “هل يعتقدون أننا لا نرى هذه التهديدات؟ أم يعتقدون أننا سنتفرج عليها مكتوفي الأيدي؟ لم يعد لدينا مكان للتراجع”!