البنك الدولي يعلق تعامله مع تونس على خلفية اعتداءات على مهاجرين أفارقة بعد تصريحات سعيّد
وكالات
علق البنك الدولي “حتى إشعار آخر” محادثاته مع تونس بشأن التعاون المستقبلي بعد اعتداءات على مهاجرين من دول أفريقيا جنوب الصحراء في أعقاب خطاب ألقاه الرئيس قيس سعيّد ندد فيه بـ”جحافل المهاجرين غير النظاميين”.
وتضمنت مذكرة لرئيس البنك ديفيد مالباس بعثها إلى الموظفين الإثنين، أن خطاب سعيّد تسبب في “مضايقات بدوافع عنصرية وحتى حوادث عنف”، وأن المؤسسة أرجأت اجتماعا كان مبرمجا مع تونس حتى تنتهي من تقييم الوضع.
وتابع مالباس في المذكرة “نظرا للوضع، قررت الإدارة إيقاف إطار الشراكة مع الدولة موقتا وسحبه من مراجعة المجلس”. لكن وكالة الأنباء الفرنسية نقلت أن المشاريع وبرامج التمويل الجارية ستستمر.
وعاد مئات المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء إلى بلدانهم من تونس خوفا من موجة عنف إثر تصريحات الرئيس.
وأمر سعيّد المسؤولين في نهاية فبراير باتخاذ “إجراءات عاجلة” للتصدي للهجرة غير النظامية، مدعيا بدون دليل وجود “ترتيب إجرامي” يهدف إلى “تغيير التركيبة الديموغرافية” في تونس.
وزعم أن مهاجرين يقفون وراء جرائم في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا، ما أدى إلى موجة من عمليات الطرد من العمل والمساكن والاعتداءات اللفظية والجسدية.
ومن جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، الاثنين، إن الولايات المتحدة تشعر “بقلق بالغ” إزاء تصريحات الرئيس التونسي بشأن الهجرة والتقارير عن اعتقالات تعسفية، وحَثّ السلطات التونسية على الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بحماية حقوق اللاجئين وطالبي اللجوء والمهاجرين.
وتسبب خطاب ألقاه الرئيس قيس سعيد قبل أسبوع في مجلس الأمن القومي دعا من خلاله إلى تشديد القيود على تدفق المهاجرين، إلى أزمة دبلوماسية مع عدد من دول إفريقيا جنوب الصحراء بجانب اتهامات من منظمات حقوقية ومنظمة الاتحاد الأفريقي للسلطة في تونس ببث خطاب يحض على الكراهية. وبدأت دول مثل كوت ديفوار ومالي وغينيا بترحيل المئات من رعاياها بعد تعرضهم إلى مضايقات وممارسات “عنصرية” وفق شهادات أدلوا بها.
من جانبه أدان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك “التصريحات العنصرية والمعادية للأجانب الهادفة إلى زيادة الكراهية العنصرية”، وفق ما نشرته المنظمة على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”.
ومن جانبه، اتهم وزير الخارجية التونسي نبيل عمار، يوم الاثنين، جهات لم يسمها بممارسة عمليات تضليل لتأجيج الأزمة المرتبطة بمهاجري دول إفريقيا جنوب الصحراء في تونس.
وأشار الوزير التونسي في مؤتمر صحفي بمقر وزارة الخارجية اليوم، إلى تداول أخبار كاذبة ومقاطع فيديوهات غير صحيحة على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال الوزير إن تلك المقاطع إما أنها قديمة أو أنها تتضمن أحداثا في دول أخرى، ونفى وجود سياسة عنصرية ممنهجة، وقال إن “تونس آخر بلد يمكن اتهامه بالعنصرية”.