الاعتداء الجنسي على الأطفال.. البابا فرنسيس يؤكد حزنه «العميق» لجراح ضحايا الكنيسة الفرنسية
أعرب البابا فرنسيس، الثلاثاء، عن حزنه «العميق» بعد نشر تقرير حول التعديات الجنسية على الأطفال في الكنيسة الفرنسية التي «أدركت هذه الحقيقة المروعة».
وقال المتحدث باسم الفاتيكان، ماتيو بروني، معلنا رد فعل البابا أمام صحفيين: «يتضامن في المقام الأول مع الضحايا، مع حزن عميق لجراحهم وامتنان لشجاعتهم على التنديد بذلك. يتضامن أيضا مع الكنيسة الفرنسية، بهدف أن تتمكن، بعدما أدركت هذه الحقيقة المروّعة، (…) من سلوك طريق التوبة».
وتعرض أكثر من 216 ألف طفل لانتهاكات أو اعتداءات جنسية ارتكبها رجال دين كاثوليك في فرنسا بين 1950 و2020، على ما خلصت إليه لجنة تحقيق مستقلة نشرت نتائجها، الثلاثاء.
وأوضح رئيس لجنة التحقيق، جان-مارك سوفيه، لدى عرضه التقرير أمام الصحفيين، أن هذا العدد يصل إلى «330 ألفا إذا ما أضفنا المعتدين العلمانيين العاملين في مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية» من معلمين في مدارس كاثوليكية وعاملين في منظمات للشبيبة وغيرهم.
وأكد سوفيه «هذه الأعداد ليس مقلقة فحسب بل مروعة وتستدعي تحركا أكيدا».
واحتسبت هذه الأعداد نتيجة تقدير إحصائي يضم هامش خطأ قدره 50 ألف شخص على ما أوضح رئيس لجنة التحقيق المستقلة. وقال سوفيه الذي تولى رئاسة اللجنة في 2018، إن الكنيسة الكاثوليكية أبدت «حتى مطلع الألفية لامبالاة عميقة لا بل قاسية حيال الضحايا».
وعرض سوفيه نتائج التحقيق أمام مجمع الأساقفة الكاثوليك في فرنسا والرهبانيات ومسؤولين عن جمعيات ضحايا.
وأعربت الكنيسة الكاثوليكية الفرنسية عن شعورها بـ«العار والهول» بعد صدور التقرير طالبة «الصفح» من الضحايا.
وقال رئيس مجمع أساقفة فرنسا المنسنيور إريك دو مولان بوفور: «أود في هذا اليوم أن أطلب منكم الصفح، أطلب الصفح من كل واحد وواحدة».
ونددت اللجنة التي تتألف من 22 عضوا بظاهرة نُظمية» منتشرة جدا في الكنية. واقترحت «الإقرار بمسؤولية الكنيسة». وأوضح سوفيه «المبدأ التوجيهي الأول الذي توصي به اللجنة هو الإقرار بمسؤولية الكنيسة بما حصل منذ البدايات». وطلبت أيضا «تعويضا» ماليا لكل الضحايا.
أعلنت الهيئة المستقلة للتحقيق في الاعتداء الجنسي في الكنيسة الفرنسية، أن الكنيسة لم تقم بما يكفي لتجنب هذه الجرائم، وأكدت أن علم اللاهوت الكنسي يحتاج إلى مراجعة بعض المفاهيم.
وقال رئيس اللجنة، جان مارك سوفيه، في التقرير الذي أعلنه الثلاثاء، إن ما بين 165 و270 ألف ضحية لرجال دين منذ عام 1950.
وأكد رئيس اللجنة أنه يتعين القيام بمراجعة لعلم اللاهوت الكنسي، ومفاهيم الطاعة وحرمة الكاهن، وأشار إلى أن الكنسية بحاجة إلى إنشاء محكمة داخلية.
وأضاف جان مارك في تقريره أن تعاليم الكنيسة الكاثوليكية حول موضوعات مثل الجنس والطاعة وحرمة الكهنوت ساعدت على خلق نقاط، سمحت بدورها بوقوع الاعتداءات الجنسية من قبل رجال الدين.
وقال إن الكنيسة بحاجة إلى إصلاح الطريقة التي تعاملت بها مع تلك القضايا لإعادة بناء الثقة مع المجتمع.