الاحتلال الإسرائيلي يصعّد عدوانه الأكبر منذ الانتفاضة الثانية: حصار ودمار وشهداء في مدن الضفة الغربية
الاحتلال يحاصر مستشفيات جنين ويمنع الطواقم الطبية من إنقاذ الجرحى ويهدم منشآت ويجرف أراضي في القدس
الرئيس الفلسطيني يقطع زيارته للسعودية.. و”فتح” و”حماس”: العدوان الإسرائيلي لن يكسر شعبنا.. والمقاومة مستمرة
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ الليلة الماضية عدوانًا واسعًا على مدن شمال الضفة الغربية، شمل جنين، طولكرم، وطوباس، وأسفر عن استشهاد وجرح العشرات، وتدمير البنى التحتية. يُعد هذا العدوان الأكبر منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
استخدم الاحتلال الإسرائيلي في هذا العدوان طائرات مروحية ومسيرات، بالإضافة إلى عدد كبير من الآليات العسكرية والجرافات. فرضت قوات الاحتلال حصارًا على مدن جنين، طولكرم، وطوباس، كما قامت بتجريف الشوارع وتدمير المنشآت، ومنعت فرق الإسعاف من الوصول إلى المصابين في المناطق المستهدفة.
في تطور خطير، قامت قوات الاحتلال بمحاصرة مستشفيات مدينة جنين، ومنع الطواقم الطبية من الوصول إلى المصابين وإنقاذهم، مما يهدد حياة مئات المرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة. ووفقًا لمصادر محلية، استشهد ثلاثة فلسطينيين جراء قصف مسيرة تابعة للاحتلال الإسرائيلي لمركبة في قرية صير جنوب شرقي جنين.
وفي القدس، هدمت جرافات الاحتلال منشآت وجرفت أراضي في حي وادي الجوز وبلدة صورة باهر، مما يزيد من حدة التوترات في المنطقة.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرر قطع زيارته إلى السعودية والعودة إلى أرض الوطن لمتابعة التطورات. وأكد الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أن هذا العدوان يشكل تصعيدًا خطيرًا، وحمّل الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة مسؤولية ما يحدث، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لوقف هذا العدوان.
من جانبها، أدانت حركة “فتح” العدوان، مؤكدة أنه لن يرهب الشعب الفلسطيني أو يكسر إرادته. وأشارت الحركة إلى أن ممارسات الاحتلال الفاشية تستهدف اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، داعية إلى تحرك دولي لوقف حرب الإبادة.
حركة “حماس” وصفت العملية العسكرية بأنها محاولة لتوسيع حرب الإبادة في الضفة الغربية، ودعت إلى النفير العام لمواجهة الاحتلال. وأكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، أن المقاومة ستستمر في التصدي للعدوان، مشددة على أن العملية العسكرية ستكون مستنقعًا جديدًا يغرق فيه جنود الاحتلال.
في هذه الأثناء، حذرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية من أن العدوان الإسرائيلي يهدف إلى تنفيذ مخطط تهجير قسري للفلسطينيين وتقسيم الضفة الغربية، مطالبة بعقد لقاء وطني لوقف هذه المخططات ودعم صمود الشعب الفلسطيني.
هذه التطورات تأتي وسط تصاعد وتيرة العنف في الضفة الغربية منذ أكثر من عام، مع توقعات بأن تستمر العملية العسكرية لفترة أطول، ما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والسياسي في المنطقة.