الاتحاد الأوروبي يخصص 896 مليون يورو تمويلا للسودان.. ومحادثات بريطانية سرية مع “الدعم السريع”
وكالات
أعلن الاتحاد الأوروبي عزمه تخصيص 896 مليون يورو من إجمالي مخصصات التمويل الإنساني والتنموي للسودان.
وذكرت المفوضية الأوروبية – في بيان، نشرته عبر موقعها الرسمي – أنها شاركت، مع فرنسا وألمانيا، في استضافة المؤتمر الإنساني الدولي للسودان والدول المجاورة في باريس بمناسبة مرور عام على اندلاع الصراع في السودان، وكان الهدف من المؤتمر هو تعزيز الدعم للأشخاص المتضررين مما أصبح من أسوأ الأزمات الإنسانية وأكبر أزمة نزوح في العالم.
وفي سياق متصل، قالت صحيفة الجارديان إن وزارة الخارجية البريطانية تجري محادثات سرية مع قوات “الدعم السريع” السودانية التي تخوض قتالا شرسا مع الجيش السوداني منذ أكثر من عام، وتواجه اتهامات بارتكاب تطهير عرقي وجرائم حرب.
وأفادت الصحيفة البريطانية في تقرير نشرته أمس الاثنين بأن مسؤولين بوزارة الخارجية البريطانية، لم تحدد مستواهم، يقودون تلك المحادثات مع قوات الدعم السريع، في حين أدانت جماعات حقوقية تلك المحادثات مع القوات المتهمة بالتطهير العرقي وجرائم الحرب.
وأضافت الجارديان أن هذه الأنباء تثير تحذيرات من أن مثل هذه المحادثات “تخاطر بإضفاء الشرعية” على ما وصفتها بالمليشيا سيئة السمعة التي تواصل ارتكاب جرائم حرب متعددة، في حين تقوض مصداقية بريطانيا الأخلاقية في المنطقة، وفق تعبيرها.
ونقلت الصحيفة وصف إحدى جماعات حقوق الإنسان استعداد المملكة المتحدة للتفاوض مع قوات الدعم السريع بأنه “صادم”.
وذكرت الغارديان أن استجابة بموجب قانون حرية المعلومات “إف أو آي” (FoI) البريطاني تكشف أن كبار المسؤولين في وزارة الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية “إف سي دي أو” (FCDO) حثوا على عقد محادثات مع قوات الدعم السريع. وكانت أحدث هذه المحادثات بين المملكة المتحدة و”الدعم السريع” في مارس/آذار الماضي.
ووفقا للصحيفة، فقد جاء في رد “حرية المعلومات” أن وزارة الخارجية والتعاون الدولي حاولت الاتصال بممثلين من قوات الدعم السريع ونجحت في ذلك. وكان آخر اتصال ناجح يوم الأربعاء في السادس من مارس الماضي عندما التقى مسؤولون من وزارة الدفاع والأمن مع ممثلين عن قوات الدعم السريع.
وأضاف مسؤولون بريطانيون أنهم، حتى الآن، لم يلتقوا بقائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي.
وقال المدير المشارك لمركز الحوكمة وحقوق الإنسان بجامعة كامبريدج البريطانية شاراث سرينيفاسان إنه على الرغم من أنه “يتفهم إغراء التحدث إلى قوات الدعم السريع، فإن هذا النهج لم يؤد إلا إلى تأجيج العنف في السودان”، وفق ما نقلت عنه الغارديان.
وأضاف أن “التحدث مع الذين يحملون الأسلحة كان جزءا من استمرار العنف والاستبداد في السودان على مدى العقدين أو الثلاثة عقود الماضية”. و”البراغماتية لم توصلنا إلى أي مكان”، حسب تعبيره.
من جهتها، قالت مادي كروثر، المديرة المشاركة لمنظمة حقوق الإنسان (رهان السلام)، “لقد صدمت. يبدو الأمر وكأنه خطوة فظيعة. بالنسبة للسودانيين، سيكون الأمر بمثابة صفعة”.
وأضافت كروثر “ستكون هناك صدمة مطلقة، وشعور حقيقي بالخذلان التام من حكومة المملكة المتحدة”. وأشارت إلى أن التاريخ أثبت أن الحديث مع قوات الدعم السريع “لم يسفر عن سوى القليل من الإيجابيات”، وفق تعبيرها.