الإندبندنت: فيسبوك سيقلل المحتوى السياسي على منصته.. ومارك زوكربيرج: الناس لا يريدون أن تسيطر السياسة على خدماتنا
الشركة أجرت تعديلات على خوارزمياتها لدعم الأخبار التي يجري التحقق منها والحد من الإعلانات السياسية في أوقات التقلبات
ترجمة – نور علي
أعلن الرئيس التنفيذي لشركة “فيسبوك”، مارك زوكربيرج، أن شركته ستقلل من المحتوى السياسي لمستخدميها، في وقت الذي يعتزم فيها مؤسس “فيسبوك” وزوجته، بريسيلا تشان، إطلاق مجموعة جديدة تركز على إصلاح العدالة الجنائية، ودعمها بمبلغ 350 مليون دولار من ثروتهما الخاصة.
ونقلت صحيفة الاندبيندنت البريطانية أن زوكربيرج قال في مكالمة مع مستثمرين ومحللين، الأربعاء الماضي، عقب الإعلان عن أرباح الشركة في الربع الأخير من العام، إن “تقليل المحتوى السياسي هو استمرار للعمل الذي كنا نقوم به لفترة من الوقت لتخفيف التوتر، وعدم تشجيع المحادثات المثيرة للانقسام.
وأشار زوكربيرج، إلى أن الشركة تدرس الآن خطوات لتقليل كمية المحتوى السياسي الذي يراه المستخدمون في الأخبار التي تظهر لهم على “فيسبوك”، لكنه لم يقدم أي تفاصيل بشأن كيفية التخطيط للقيام بذلك.
وأضاف: “أحد أهم التعليقات التي نسمعها من مجتمعنا الآن، هو أن الناس لا يريدون أن تسيطر السياسة والصراع على تجربتهم لخدماتنا”.
وتابع زوكربيرج: “ثمة اتجاه عبر المجتمع، بأن الكثير من الأمور أصبحت مسيّسة، وأن السياسة لديها سبيل للتسلل إلى كل شيء. الكثير من التعليقات التي نراها أن الناس لا يريدون ذلك”. وأضاف “علينا أن نوازن بين هذا الأمر ، وبين التزامنا العميق بحرية التعبير. لكن إذا أراد الناس مناقشة (السياسة) أو الانضمام إلى هذه المجموعات، ينبغي أن يكونوا قادرين على فعل ذلك”.
ووفقاً للاندبندنت، فإن تصريحات زوكربيرج جاءت في أعقاب أحداث اقتحام أنصار للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب مبنى الكابيتول الأميركي في 6 يناير الجاري، والفوضى التي انتهت بمقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات.
وتلقى فيسبوك انتقادات من عدة سياسيين ومجموعات بسبب إنكارهم دور شركة التواصل الاجتماعي في تنظيم مثيري الشغب. قالت شيريل ساندبرج ، المديرة التنفيذية لفيسبوك في 15 يناير: “أعتقد أن هذه الأحداث تم تنظيمها إلى حد كبير على منصات لا تملك قدراتنا على وقف الكراهية ، وليس لديها معاييرنا ولا تتمتع بشفافية”.
وطبقا للاندبندنت يبدو أن هذا لم يكن دقيقًا ، حيث استخدم مثيرو الشغب المؤيدون لترامب بشكل علني منصات التواصل الاجتماعي ، بما في ذلك فيسبوك ، لتنظيم الهجمات.
و كتب السناتور الأمريكي إد ماركي في رسالة إلى زوكربيرج ” العديد من مجموعات فيسبوك والصفحات الموجودة على نظامك الأساسي والتي تعمل كمنتديات للمستخدمين للتواصل حول موضوع معين، هي أرض خصبة للكراهية ورجع صدى للمعلومات المضللة وأماكن لتنسيق العنف، بما في ذلك التخطيط الصريح للانتفاضة في الولايات المتحدة الكابيتول في 6 يناير 2021.
وسلط ماركي الضوء على تحقيق أجرته The Markup والذي كشف أنه على الرغم من الادعاءات التي أدلى بها مارك زوكربيرج تحت القسم بأن فيسبوك توقف عن التوصية بجميع “المحتوى السياسي أو مجموعات القضايا الاجتماعية” ، استمرت شركة وسائل التواصل الاجتماعي في التوصية بالمجموعات السياسية طوال شهر يناير.
وقال المتحدث باسم فيسبوك دانييل روبرتس: “لدينا سياسة واضحة ضد التوصية بمجموعات مدنية أو سياسية على برامجنا ، ونحقق في سبب التوصية بهذه المجموعات في المقام الأول”.
في 14 يناير ، أفيد أن فيسبوك قد شهد زيادة في الإشارات إلى أن مستخدميها كانوا يخططون لتنظيم المزيد من أعمال العنف ، وفقًا للمتحدث الذي لم يرغب في الكشف عن اسمه.
كما تم إدانة الشركة في تقرير لمدة عامين كلفته بنفسها ، والذي وجد سلسلة من “النكسات الخطيرة” التي أدت إلى إخفاقات في قضايا تشمل خطاب الكراهية والمعلومات الخاطئة والتحيز.
ويأمل موقع “فيسبوك” في تخفيف الضغط السياسي المكثف من جانب المحافظين والليبراليين، من خلال التراجع عن الحجج التي لطالما ساقها بأن الخطاب السياسي يعد أمراً حيوياً لحرية التعبير، بحسب موقع “أكسيوس” الأميركي.
وفي محاولة لمعالجة الانقسام السياسي على منصتها، أجرت الشركة تعديلات على خوارزمياتها لدعم الأخبار التي يجري التحقق منها، والحد من الإعلانات السياسية في أوقات التقلبات السياسية.
وتشير “فيسبوك” إلى أنه على الرغم من كل الاهتمام الذي يحصل عليه، فإن المحتوى السياسي يمثل جزءاً صغيراً من تجربة المستخدم العادية، في آخر إحصاء، لا يمثل سوى 6% مما يراه المستخدمون على المنصة.
وتمثل هذه التغيرات أحدث تطور في الطريقة التي يحاول بها زوكربيرج تخفيف الضغط العالمي على وسائل التواصل الاجتماعي، المتهمة بـ ” التأثير في الديمقراطية”.
وفي أحدث هذه الاتهامات، دعا الاتحاد الأوروبي الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، إلى معاونته في إعداد قواعد مشتركة، لكبح قوة شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل “فيسبوك” وتويتر، ومكافحة انتشار الأخبار الكاذبة.
وفي خطاب ألقته أمام منتدى دافوس الاقتصادي العالمي، الذي يُنظّم افتراضياً، حضّت رئيسة المفوّضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إدارة بايدن على مشاركة القارة معركتها ضد “الجوانب المظلمة من العالم الرقمي”، والتي حمّلتها جزئياً مسؤولية “صدمة” اقتحام مقرّ الكونغرس الأميركي، في 6 الشهر الجاري.