الإمارات تفكك قاعدتها العسكرية في إريتريا مع انسحابها من اليمن
يورو نيوز
شرعت الإمارات العربية بتفكيك أجزاء من قاعدة عسكرية تديرها في دولة إريتريا، في وقت انسحبت من الحرب الطاحنة في اليمن المجاور.
وشيدت الإمارات ميناء ومهبطا للطائرات في مدينة عصب الإريترية، حيث حصلت على عقد إيجار للقاعدة من أسمرا مع بداية 2015، لمدة 30 عاما، وذلك بهدف نقل الأسلحة الثقيلة والقوات السودانية إلى اليمن، حيث تقاتل إلى جانب قوات التحالف الذي تقوده السعودية، ضد الحوثيين الذين تدعمهم إيران.
ولكن الإمارات اكتشفت محدودية توسعها في مستنقع النزاع اليمني، فبعد أن سحبت قواتها من النزاع، ها هي تبدأ بشحن معداتها من ميناء عصب وتدمير حتى البنية التي أنشأتها حديثا، إذ يبدو أن “الإماراتيين يقلصون طموحاتهم الاستراتيجية، وينسحبون من الأماكن التي كان لهم فيها حضور، حيث أن انتشارهم العسكري الهائل يعرضهم لمخاطر أكثر مما يتحمله الإماراتيون”، بحسب رايان بول، المحلل في شركة الاستخبارات الخاصة “ستراتفور” في تكساس.
وضخت الإمارات ملايين الدولارات لتحسين البنية التحتية في مدينة عصب التي تبعد 70 كيلومترا عن اليمن، وقامت بتجريف أحد الموانئ، وحسنت مدرج طائرات بطول ثلاثة كيلومترات ونصف، حتى يسهل ذلك هبوط طائرات الدعم الثقيل.
كذلك شيدت الإمارات الثكنات العسكرية وسواتر الطائرات وأسيجة في المنشأة، التي تمسح 9 كيلومترات مربعة والتي شيدتها إيطاليا، القوة الاستعمارية في الثلاثينات. وقد ساعدت القاعدة الجنود الجرحى بإقامة أحد أفضل مستشفيات الجراحة الميدانية في الشرق الأوسط، وفق مايكل نايتس من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
وتتعلق الأسلحة الإماراتية المستعملة في النزاع بطائرات ودبابات “لوكلارك” القتالية، ومدافع “هويتزرز” جي6 ذاتية الدفع، وعربات القتال البرمائية “بي أم بي 3″، ومروحيات هجومية وطائرات مسيرة.
وخلال حرب اليمن استعمل الإماراتيون قاعدة عصب العسكرية لاحتجاز السجناء، وقد واجه التحالف بقيادة السعودية ضغوطا دولية متزايدة تخص إساءة معاملة المحتجزين وقتل المدنيين خلال الغارات الجوية.
وفي صيف 2019 أعلنت الإمارات بدء سحب قواتها من حرب اليمن المستعرة إلى اليوم، بعد أن اكتشفوا أن اليمن لا يستحق كل هذا العناء بالنسبة إليهم، على حد تعبير المحلل الأمني لدى “هرايون كلاينت أكسيس”، أليكس ألميدا.