الأمم المتحدة تطلق مبادرة عالمية لمكافحة المعلومات المضللة: لا يمكن ترك الفضاءات الافتراضية للمتاجرين بالأكاذيب
كتب – أحمد سلامة
أطلقت الأمم المتحدة، اليوم، مبادرة “فيريفايد” لمكافحة تنامي آفة المعلومات المضللة بشأن تفشي فيروس “كورونا”، من خلال زيادة حجم ومدى إنتشار المعلومات الموثوقة والدقيقة.
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الذي أعلن عن المبادرة “لا يمكننا ترك فضاءاتنا الافتراضية لأولئك الذين يتاجرون بالأكاذيب والخوف والكراهية”، مضيفًا أن “المعلومات الخاطئة تنتشر عبر الإنترنت وعبر تطبيقات المراسلة ومن شخص لآخر” وأن صانعيها “يستخدمون أساليب محنكة للإنتاج والتوزيع”.. مؤكدا أنه “لمواجهتها، يحتاج العلماء والمؤسسات مثل الأمم المتحدة إلى الوصول إلى الناس بمعلومات دقيقة يمكنهم الوثوق بها “.
ومن المنتظر أن تقوم المبادرة، التي تنطلق بقيادة إدارة الاتصالات العالمية التابعة للأمم المتحدة، بتوفير معلومات حول ثلاثة مواضيع: العلم – لإنقاذ الأرواح؛ والتضامن – لتعزيز التعاون المحلي والعالمي؛ والحلول – للدعوة لدعم المتضررين. كما ستعزز المبادرة حزم لإنعاش التي تعالج أزمة المناخ والأسباب العميقة للفقر وعدم المساواة والجوع.
وتدعو المبادرة الأشخاص حول العالم للتسجيل ليصبحوا “متطوعين للمعلومات” لمشاركة المحتوى الموثوق به من أجل حماية أمن وتواصل مجتمعاتهم، تحت مسمى “طلائع المستجيبين الرقميين”، حيث سيتلقون موجزًا يوميًا بالمحتوى الذي تم التحقق منه وإعداده بشكل يسهل مشاركته على المنصات الاجتماعية من خلال رسائل بسيطة ومقنعة تدحض المعلومات المضللة بشكل مباشر أو تملأ الفراغ الحاصل في مجال المعلومات.
ومن المقرر أن تتشارك إدارة الاتصالات العالمية مع وكالات الأمم المتحدة وفرق الأمم المتحدة القطرية والمؤثرين والمجتمع المدني، وقطاع الأعمال ووسائل الإعلام لتوزيع محتوى موثوق ودقيق كما ستعمل مع منصات وسائل التواصل الاجتماعي لاستئصال الكراهية والتأكيدات الضارة بشأن “كورونا”.
وقالت ميليسا فليمنج، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للاتصالات العالمية “تؤدي المعلومات الخاطئة التي تنتشر عبر القنوات الرقمية في العديد من البلدان، إلى إعاقة استجابة الصحة العامة ولإثارة الاضطرابات. وهناك جهود مثيرة للقلق لاستغلال الأزمة لتعزيز النزعة الأهلانية أو إستهداف الأقليات، وهو أمر يمكن أن يتفاقم مع تزايد الضغط على المجتمعات والتداعيات الاقتصادية والاجتماعية للأزمة “.
وذكرت أن المبادرة “ستعمل على معالجة هذا التوجه عبر محتوى قوي ومفعم بالأمل يحتفي بالأعمال الإنسانية المحلية، وبإسهامات اللاجئين والمهاجرين، ويدعو للتعاون الدولي”.
وتتم هذه المبادرة بالتعاون مع منظمة “بربوز”، وهي إحدى منظمات التعبئة الاجتماعية الرائدة في العالم، وتحظى المبادرة أيضا بدعم مؤسستي “إيكيا” و “ليمينايت”.
ومن جهتها قالت باتريشيا أتكينسون ، مديرة البرامج بمؤسسة ايكيا: “إن وباء كوفيد-19 أزمة صحية عالمية غير مسبوقة. وأن مؤسسة ايكيا تفتخر بدعمها لمبادرة “فيريفايد”، و هي مبادرة تهدف إلى التأكد من حصول الجميع على العلم والنصائح الموثوقة التي يحتاجونها للحفاظ على أمان أسرهم وأحبائهم.”
و قالت نيشانت لالواني ، مديرة الإدارة بمؤسسة Luminate: ” لقد مثلت حائجة وباء كوفيد-19 تذكيرًا صارمًا بأن الوصول إلى معلومات دقيقة وموثوقة يمكن أن يحدث الفرق بين الخوف والمرونة ، والانقسام والوحدة ، وحتى بين الحياة والموت. ونحن فخورون بدعم مبادرة “فيريفايد” وعملها على مواجهة “وباء المعلومات” من خلال نشر المعلومات العلمية الموثوقة بسرعة لحماية الأشخاص والمجتمعات في جميع أنحاء العالم. “