الأمم المتحدة تدعو الخرطوم للتحقيق في فتوى بإهدار دم مبعوثها في السودان
وكالات
دعت الأمم المتّحدة الخرطوم إلى فتح تحقيق بعد أن طلب رجل علانية فتوى لكي يقتل بموجبها مبعوث المنظمة الدولية إلى السودان، الألماني فولكر بيرتس.
فبعد انتشار مقطع فيديو يظهر فيه رجل يكيل التهم للمبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس ويتوعده بالقتل، قال ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في نيويورك: “لغة التحريض والعنف لن تؤدي إلا إلى تعميق الانقسامات هناك. إنها لن تثني بعثة الأمم المتحدة عن تنفيذ مهامها”.
وأضاف “تقع على عاتق الحكومة السودانية مسؤولية وواجب ضمان سلامة وأمن بعثة الأمم المتحدة وجميع أعضائها، وفقاً لبنود اتفاقية عام 2021 بين الأمم المتحدة والحكومة”.
وشدّد دوجاريك على أنّ “بعثة الأمم المتّحدة، بمن في ذلك رئيسها، ملتزمة دعم شعب السودان في تحقيق الانتقال السياسي إلى الحكم الديمقراطي بما يتماشى مع تفويضها الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة”.
وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي في السودان مقطع فيديو يظهر فيه رجل يتحدّث خلال مؤتمر لأحزاب إسلامية وأخرى مرتبطة بنظام عمر البشير الذي أطاح به الجيش في 2016 إثر انتفاضة شعبية. وتناول الرجل الذي عرّف عن نفسه باسم “عبد المنعم” الميكروفون وراح يكيل للمبعوث الأممي التّهمة تلو الأخرى قبل أن يقول إنّه “متبرّع باغتيال فولكر” وإنّه يطلب “فتوى بإهدار دمه” لكي ينفّذها بنفسه.
واتّهم الرجل المبعوث الأممي بارتكاب “تجاوزات” وبإقصاء أطراف من المحادثات الهادفة لإنهاء الأزمة التي غرقت فيها البلاد منذ انقلب قائد الجيش على شركائه المدنيين في الحُكم في تشرين الأول/أكتوبر 2021.
وتوجّه “عبد المنعم” إلى الإعلاميين الذين كانوا موجودين في القاعة قائلاً لهم “سجّلوا يا إخواننا، أنا لست خائفاً، أنا متبرّع والله” لاغتيال فولكر.
ويمر السودان الذي تمزقه الأزمات بمرحلة من الاضطرابات السياسية حاليا. وبعد سقوط الحاكم طويل الأمد عمر البشير في عام 2019، سيطر الجيش على السلطة في البلاد.
وفوت المجلس العسكري موعدا نهائيا لتعيين رئيس وزراء جديد، وهذا يعني أن الانتخابات الديموقراطية التي تم الوعد بإجرائها ستُرجأ مرة أخرى. ويأتي الإرجاء على خلفية خلاف بين القيادة العسكرية والمدنية.
وانتقد بعض الشركاء المفاوضين التأثير السياسي المزعوم لبعثة الأمم المتحدة في السودان، والتي من المفترض أن تساعد في الانتقال السياسي. ويشغل الألماني بيرتس منصب المبعوث الخاص للأمم المتحدة في السودان منذ عام 2021.
ونأى منظّمو المؤتمر بأنفسهم عن التهديدات التي وُجّهت خلاله إلى فولكر. وقال المنظّمون إنّ المؤتمر كان مفتوحاً أمام الجمهور وإنّ ما أدلى به “عبد المنعم” لا يمثّلهم.