الأسير المحرر “مهندس 7 أكتوبر”| من هو يحيى السنوار خليفة هنية في رئاسة “حماس”؟ 

وكالات  

أصبح يحيى السنوار الذي أكد في مناسبات عدة سيره على نهج الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بشكل رسمي يوم الثلاثاء، رئيسا جديدا لمكتب حركة “حماس” السياسي. 

وكانت “حماس” أعلنت مساء الثلاثاء، اختيار القائد يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة، خلفاً للشهيد القائد إسماعيل هنية، الذي اغتاله الاحتلال الإسرائيلي في أثناء زيارته العاصمة الإيرانية طهران، قبل نحو أسبوع، للمشاركة في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان. 

وفي بيان، قالت حماس إنّ هذا الاختيار جاء بعد مشاورات ومداولات معمّقة وموسعة في مؤسسات الحركة القيادية، معربةً عن يقينها بأنّ السنوار وإخوانه في قيادة الحركة “سيكملون مسيرة الشهيد القائد هنية، ومسيرة القيادات السابقة، وسيحافظون على إرثهم الجهادي والنضالي، حتى التحرير والعودة”. 

“سوف نأتي إليكم إن شاء الله في طوفان هادر. سوف نأتي إليكم بصواريخ لا نهاية لها. سوف نأتي إليكم في طوفان لا نهاية له من الجنود. سوف نأتي إليكم بالملايين من أبناء شعبنا، مداً بعد مد”. 

بهذه الكلمات، توجّه رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، إلى الاحتلال الإسرائيلي، أمام الآلاف من المؤيدين في غزة، خلال خطابٍ ألقاه في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بمناسبة الانطلاقة الـ 35 لحركة حماس.  

وتناولت وكالة “رويترز”، اليوم الجمعة، خطابه السابق، قائلةً إنّ “كلمات السنوار، التي سُمعت بعد فوات الأوان، كانت تُنذر بما سيأتي، وهو الهجوم الذي أطلقت عليه حماس اسم طوفان الأقصى”.  

وأضافت “رويترز” أنّ “إسرائيل اكتشفت، قبل أقل من عام، أنّ خطاب السنوار لم يكن تهديداً عَرَضياً، عندما اخترق مقاتلو حماس سياج غزة، وقتلوا نحو 1200 شخص، بينما احتجزوا أكثر من 200”. 

وبحسب الوكالة، فإنّه “بحلول وقت إلقاء الخطاب، كان السنوار والقائد العسكري محمد الضيف وضعا بالفعل خططاً سرية لهجوم 7 أكتوبر، وهو اليوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل الممتد 75 عاماً”. 

ونقلت “جيروزاليم بوست”، عن مصدر أمني، أنّ “حماس خدعت بصورة مثالية إسرائيل قبل هجوم الـ7 من أكتوبر، إذ إنّ الجيش كان أعمى وفشل”.  

 وأضاف المصدر أنّ “السنوار والضيف كان لديهما علم بالمراقبة الاستخبارية، وأوصلا الرسائل عبر أساليب سرية”، مشيراً إلى أنّ بعض أدوات التجسس الإسرائيلية، التي زُرعت في غزة عام 2018، “وقعت في يد حماس”. 

ويترقب الفلسطينيون والعرب وحتى على الصعيد العالمي نهجا جديدا في تعامل حماس مع عدد الملفات مع إجماع لدى المحللين أن الحركة تتجه نحو الصرامة والتشدد في القضايا الوطنية مدفوعة بشخصية السنوار التي يصفها العارفون به بأنها “قوية”. 

وتعتبر مسألة الوحدة الوطنية واحدة من أبرز القضايا التي تقض مضجع الشعب الفلسطيني، والتي سيكون للسنوار كلمة حاسمة فيها بعد انتهاء الحرب، سيما مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية. 

وأكثر ما يمهد الطريق أمام السنوار لتحقيق اختراق في موضوع الوحدة الوطنية، هو أن السنوار مستعد لقبول دولة فلسطينية واحدة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967 (غزة والضفة والقدس الشرقية)، وهو أمر تجمع عليه كافة الأحزاب والحركات الفلسطينية، كـ”حل مرحلي”. 

وكان للسنوار تأثير في المحادثات العام الماضي، وأدّت إلى وقف إطلاق النار، والذي انتهى اليوم الجمعة”، وذلك بعد تحرير أكثر من 200 أسير فلسطيني في مقابل إطلاق سراح عشرات الأسرى الإسرائيليين في غزة. 

السنوار كان هو نفسه واحداً من 1027 فلسطينياً، أُطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية، في مقابل جندي إسرائيلي واحد محتجز في غزة في عام 2011. 

وقال، خلال تجمع حاشد في مدينة غزة بعد إطلاق سراحه: “أدعو المقاومة إلى التعهد بشأن إطلاق سراح السجناء المتبقين. ويجب أن يتحول هذا على الفور إلى خطة عملية”. 

من جهته، تقدّم حزب الله بالتهنئة والتبريك لقيادة حركة حماس وكتائب الشهيد عز الدين القسّام ويحيى السنوار، باختيار الأخير وانتخابه بالإجماع رئيساً للمكتب السياسي للحركة، خلفاً للشهيد القائد إسماعيل هنية. 

وفي بيان أصدره، مساء أمس الثلاثاء، أكد حزب الله أنّ اختيار السنوار، من قلب قطاع غزة، ليتبوّأ هذا المنصب هو “رسالة قوية” إلى الاحتلال الإسرائيلي، ومن خلفه الولايات المتحدة وحلفائها، مفادها أنّ حماس “موحّدة في قرارها، صلبة في مبادئها، ثابتة في خياراتها الكبرى، وعازمة ‌‏على المضي مع سائر الفصائل الفلسطينية في طريق المقاومة، مهما بلغت التضحيات”. 

وشدد أيضاً على أنّ اختيار السنوار، “الموجود مع إخوانه ‏المجاهدين في ‏الخنادق الأمامية للمقاومة وبين أبناء شعبه تحت الركام والحصار ‏والقتل والتجويع”، هو تأكيد على أنّ الأهداف التي يتوخّاها الاحتلال من قتل القادة والمسؤولين قد فشلت، وأنّ “الراية تنتقل من ‏يد إلى يد، مضرّجةً بدماء الشهداء”. 

كذلك، أشار بيان حزب الله إلى أنّ محور المقاومة يخوض معركةً بطوليةً وتاريخيةً على عدة جبهات، في توقيت ‏حساس على مستوى ‏المنطقة، وذلك في إطار الدعم والإسناد للشعب الفلسطيني. 

وفي هذا الإطار، أوضح حزب الله أنّ انتخاب الرئيس الجديد للمكتب ‏السياسي لحماس في هذا التوقيت المهم، ‏وفي قلب المعركة، “يزيد أمّتنا وشعوب منطقتنا إيماناً ‏وعزيمةً على توحيد الجهود، ‏وإصراراً على مواصلة الجهاد والمقاومة، حتى التحرير الكامل”.‏ 

وقال قائد الجيش الإيراني عبد الرحيم موسوي إن اختيار يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي لحركة “حماس” خلفا لإسماعيل هنية، يعني أنه لا أمل للكيان الصهيوني بمستقبله، مؤكدا أن جرائم واغتيالات الكيان الصهيوني لن تمر دون رد حتمي وصارم. 

وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أمس الثلاثاء تعيين يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا لإسماعيل هنية الذي تم اغتياله الأسبوع الماضي في طهران. 

وكان اختيار السنوار المحاصر والمطارد في قطاع غزة، بمثابة المفاجأة غير السارة لإسرائيل، وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن تعيين السنوار “مفاجئ، ورسالة لإسرائيل بأنه حي وأن قيادة حماس في غزة قوية وقائمة وستبقى”. 

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن “تعيين القاتل السنوار زعيما لحماس هو سبب آخر للقضاء عليه ومحو ذكر هذه المنظمة من على وجه الأرض”. 

ومنذ اغتيال هنية جراء استهداف غرفته في قصر الضيافة بالعاصمة الإيرانية طهران، برزت بعض الأسماء لخلافته، مثل خالد مشعل وموسى أبو مرزوق وخليل الحية وأبو عمر حسن. 

وكان هنية ينوب عن “حماس” في مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، ولعب دورا رئيسيا في عملية المصالحة الفلسطينية. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *