افتكروهم واكتبوا عنهم.. شيماء شقيقة إسراء عبد الفتاح في رسالة لها: 380 يوما في الحبس وعيون والدتك لم تكف عن البكاء.. لن ننساكِ
وحشتينا يا إسراء قوى.. أمك لم تقطع صلواتها ودعائها كل ليلة من أجلك وتسأل نفسها دائما لماذا ابنتى؟
في آخر زيارة لك قلتي خرجوني من هنا انا تعبت.. جميعنا نتمنى أن تكونِي معنا قريبا وأن تظلى قوية صامدة وتخرجي لنا بألف سلامة
كتب- محمود هاشم
أرسلة شيماء عبد الفتاح، رسالة عبر “درب” إلى شقيقها الصحفية والناشطة السياسية البارزة إسراء عبد الفتاح، ضمن فعاليات حملة “افتكروهم واكتبوا عنهم” للكتابة عن الصحفيين المعتقلين وأوضاعهم وظروف احتجازهم.
تأتي رسالة شيماء عبد الفتاح بعد مرور حوالي 380 يوما على حبس شقيقتها إسراء على ذمة القضية رقم 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، والمعروفة إعلاميا باسم “فخ اصطياد المعارضين”.
وكانت قوات الأمن قد اعتقلت إسراء عبد الفتاح في أكتوبر 2019 أثناء قيادتها سيارتها في إحدى شوارع الدقي، حيث استوقفتها سيارة تابعة للأمن وألقت القبض عليها.
وفي اليوم التالي ظهرت إسراء في نيابة أمن الدولة العليا وعلى جسدها آثار تعذيب وطالبت بسماع أقوالها كمجني عليها في وقائع ضرب وتعذيب، ما دفعها إلى الدخول في إضراب عن الطعام قررت التوقف عنه بعد تدهور حالتها الصحية.
وجاء نص رسالة شيماء لشقيقتها كالتالي:
وحشتينا يا إسراء قوى، وحشتى أمك التى لا تجف عيناها عن البكاء ولم تقطع صلواتها ودعائها كل ليلة من أجلك، وتسأل نفسها دائما لماذا ابنتى؟ هل علمناها أنا وأبيها وساعدناها على التفوق والالتحاق بكلية الألسن لكي يكون آخر المطاف السجن، هل هذا عدل؟؟
ما زلنا نسأل أنفسنا أنا وأمى وأخى، لماذا وبأى ذنب وبأى تهمة، نحن فى صدمة منذ دخولك السجن، كل مرة أذهب لزيارتك أتمنى أن آخذك وأخرج، وأدعو الله أن تكون آخر زيارة داخل هذا المكان اللعين، الذى أشعر فيه كل مرة بضيق صدر غريب إلى أن يتم خروجى منه محملة بغصة ووجع وقهر، ولا أعلم إلى متى سيتكرر هذا المشهد الذى أودعك فيه كل مرة بالبكاء والحزن.
فى آخر زيارة بتاريخ 24 أكتوبر، قلتِ لي “عايزة أعرف أعمل إيه علشان أخرج من هنا؟؟ عايزة حد يجاوبنى، لو التمن نبطل شغل وصحافة أنا موافقة بس خرجونى من هنا، أنا تعبت”.
عايزة أقولك لن ينساك أحد يا إسراء، الجميع يدعون لك بالفرج، ودائما ما يسأل عنكِ الأصدقاء والزملاء والأهل وكل من أحبك بصدق، نتمنى جميعا أن تكونِي معنا قريبا، ونراك بخير، نتمنى أن تظلى قوية صامدة وتخرجي لنا بألف سلامة.
ومن الإثنين الماضي ولمدة أسبوع، يطلق موقع “درب”، حملة بعنوان “افتكروهم واكتبوا عنهم”، للتركيز على أوضاع الصحفيين المعتقلين بسبب ممارستهم مهام عملهم، ورسائل من أسرهم يشرحون فيها وحشة غيابهم وكيف تجاوزوا هذا الغياب.
وتتضمن الحملة نشر بروفايلات عن الصحفيين المعتقلين ورسائل من الأصدقاء والزملاء والأسرة ومناشدة للإفراج عنهم ضمانا لحرية تداول المعلومات دون قمع أو استهداف.
ولعل الستة أشهر الأخيرة كانت شاهدة على وقائع استهداف متعددة ضد الصحفيين، حيث رصد “درب” الصحفيين الذين تم اعتقالهم خلال الفترة من ابريل وحتى أكتوبر الجاري، بواقع 10 صحفيين.