اغتيال هنية يشعل إدانات عربية ودولية.. وتحذيرات من انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى
وكالات
توالت ردود الفعل في الداخل الفلسطيني وفي العالم بعد الاغتيال الصهيوني لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” إسماعيل هنية في طهران، محذرين من تداعياتها على تصعيد دائرة الخطر في المنطقة، وينسف جهود وقف العدوان على غزة.
وأدانت جمهورية مصر العربية فى بيان صادر عن وزارة الخارجية يوم الأربعاء 31 يوليو الجارى، سياسة التصعيد الاسرائيلية الخطيرة خلال اليومين الماضيين.
واعتبرت مصر أن هذا التصعيد الخطير، ينذر بمخاطر إشعال المواجهة فى المنطقة بشكل يؤدى إلى عواقب أمنية وخيمة، محذرة من مغبة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول الأخرى وتأجيج الصراع فى المنطقة.
وطالبت مصر مجلس الأمن والقوى المؤثرة دولياً، بالاضطلاع بمسئوليتهم فى وقف هذا التصعيد الخطير فى الشرق الأوسط، والحيلولة دون خروج الأوضاع الأمنية فى المنطقة عن السيطرة، ووضع حد لسياسة حافة الهاوية.
واعتبرت جمهورية مصر العربية أن تزامن هذا التصعيد الإقليمى، مع عدم تحقيق تقدم فى مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة، يزيد من تعقيد الموقف ويؤشر الى غياب الإرادة السياسية الإسرائيلية للتهدئة، ويقوض الجهود المضنية التى تبذلها مصر وشركائها من أجل وقف الحرب فى قطاع غزة ووضع حد للمعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني.
واعتبر الرئيس محمود عباس، اغتيال هنية بأنه “عمل جبان وتطورخطير” في الوضع بالمنطقة، وكانت وسائل إعلام محلية فلسطينية قد أكدت أن اغتيال رئيس المكتب السياسى لحركة حماس إسماعيل هنية وقع حوالي الثانية صباحا، وكان يقيم في مقر خاص لقدامى المحاربين بطهران.
كما أدانت الخارجية المصرية سياسة التصعيد الإسرائيلية خلال اليومين الماضيين ونحذر من مغبة سياسة الاغتيالات وانتهاك سيادة الدول.
ما أكدته حركة حماس صباح الأربعاء إذ قالت أن غارة إسرائيلية استهدفت مقر إقامة رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية فى طهران أدت إلى مقتله، وأحد حراسه، وذلك بعد مشاركته فى حفل تنصيب الرئيس الإيرانى الجديد.
ونعى الرئيس الإيراني، مسعود بزشکیان، رئيس المجلس السياسي لحركة حماس، الشهيد القائد إسماعيل هنية، قائلاً: “إيران تنعى شريكها في الأحزان والأفراح، الرفيق الدائم ،والفخور في درب المقاومة”.
وقال بزشکیان: “بالأمس رفعت يد شهيد القدس الحاج إسماعيل هنية المنتصرة، واليوم يجب أن أدفنه على كتفي”، مضيفاً أنّ “الاستشهاد هو فن رجال الله، والعلاقة بين شعبي إيران وفلسطين الفخورين ستكون أقوى من أي وقت مضى”.
كما أكّد بزشکیان ثبات الجمهورية الإسلامية في إيران، في الدفاع عن سلامة أراضيها وشرفها، وعزمها على جعل “الغزاة الإرهابيين يندمون على أعمالهم الجبانة”.
من جهته، شدّد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الايراني، إبراهیم رضائي، على أنّ “اغتيال هنية عمل جبان، وسيلقى فاعلوه الرد من دون شك”، مشيراً إلى أنّ “اللجنة ستعقد اجتماعاً طارئاً بشأن الاغتيال”.
وفي لبنان، أدانت الحكومة اللبنانية، عقب انتهاء جلستها اليوم، اغتيال هنية، ورأت فيه توسيعاً لدائرة الخطر.
وصفت وزارة الخارجية القطرية مقتل إسماعيل هنية بطهران الأربعاء بـ”الجريمة الشنيعة”، وأضافت في البيان الذي نشرته صباح الأربعاء: ” تدين دولة قطر بأشد العبارات اغتيال الدكتور إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية في فلسطين (حماس) في العاصمة الإيرانية طهران، وتعتبره جريمة شنيعة وتصعيدا خطيرا وانتهاكا سافرا للقانون الدولي والإنساني”.
وتابعت: “تؤكد وزارة الخارجية إن عملية الاغتيال هذه والسلوك الإسرائيلي المستهتر باستهداف المدنيين المستمر سيؤديان إلى انزلاق المنطقة إلى دائرة الفوضى وتقويض فرص السلام.
وتجدّد موقف دولة قطر الثابت الرافض للعنف والإرهاب والأعمال الإجرامية، بما في ذلك الاغتيالات السياسية، مهما كانت الدوافع والأسباب”.
وأضافت: “تعبر الوزارة عن تعازي دولة قطر قيادة وشعبا لذوي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ومرافقه الشخصي ودولة فلسطين وشعبها الشقيق”.
وفي اليمن، اعتبر رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، محمد مهدي حسين المشاط، “أنّ استشهاد القائد إسماعيل هنية، خسارة كبيرة للشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية كافة”، مديناً “جريمة الاغتيال الآثمة التي أقدم عليها العدو الإسرائيلي، المتخبط في فشله الذريع على كل الصعد منذ 7 أكتوبر”.
وعبرت الخارجية التركية عن إدانتها لاغتيال هنية ووصفت ما جرى في طهران بأنها “عملية اغتيال دنيئة” تهدف إلى “مد نطاق الحرب من غزة إلى المستوى الإقليمي”، وتبين أن “حكومة نتنياهو ليس لديها نية لتحقيق السلام”.
وأضافت: “نعرب عن تعازينا للشعب الفلسطيني الذي قدم مئات الآلاف من الشهداء مثل إسماعيل هنية، من أجل أن يعيش بسلام في وطنه تحت سقف دولته”. كما تابعت : “مرة أخرى، ثبت أن حكومة نتنياهو ليست لديها أي نية لتحقيق السلام”.
وحذَّرت أنقرة من أنه “إذا لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات لوقف إسرائيل، فإن منطقتنا ستواجه نزاعات أكبر بكثير”.
وأدانت الخارجية السورية “العدوان الصهيوني السافر” الذي أدى إلى استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس
وأشارت الحكومة العراقية إلى أن “اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، يشكل انتهاكاً خطيراً وتهديداً لأمن المنطقة”.
من ناحيتها، أكدت الصين عبر وزارة خارجيتها تعليقا على مقتل هنية إن “الصين تعارض وتدين الاغتيال”. وأضافت أنها ” تتبنى دائما حل الخلافات الإقليمية عبر المفاوضات والحوار”. وتابعت “يجب وقف إطلاق النار في أقرب وقت لتجنب زيادة التصعيد والمواجهة”.
واعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس “جريمة سياسة غير مقبولة على الإطلاق وستؤدي إلى مزيد من التصعيد في التوترات”، وقال ميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي، القول اليوم إن مقتل هنية هو “جريمة سياسية غير مقبولة على الإطلاق”.
فيما أضاف لوكالة الإعلام الروسية: “هذه جريمة قتل سياسية غير مقبولة على الإطلاق، وستؤدي إلى مزيد من التصعيد في التوترات”، منوها أن قتل هنية “ستكون له تداعيات سلبية على محادثات وقف إطلاق النار في غزة.