اشتباكات واعتقالات ومطالب وظيفية.. شبح الأزمة الاقتصادية وغلاء الأسعار يخيم على مظاهرات عيد العمال
أ ف ب/ د ب أ/ رويترز
خيم شبح الأزمة الاقتصادية وغلاء الأسعار على مظاهرات عيد العمال في العالم، ففي باريس وقعت صدامات بين الشرطة ومتظاهرين في عيد العمال، فيما تعرضت عمدة برلين للسب والقذف بالبيض، وشهدت إسطنبول مواجهات مع متظاهرين اعتقل خلالها العشرات، أما في أثينا فقد تظاهر الآلاف احتجاجا على تفشي الغلاء.
وأطلقت الشرطة الفرنسية الغاز المسيل للدموع لصد الفوضويين الذين نهبوا مؤسسات تجارية في العاصمة الفرنسية باريس، خلال احتجاجات عيد العمال ضد سياسات الرئيس إيمانويل ماكرون الذي انتُخب لفترة جديدة في الآونة الأخيرة.
وشارك الآلاف في مسيرات عيد العمال في أنحاء فرنسا طالبوا فيها بزيادة الرواتب وبأن يتخلى ماكرون عن خطته لرفع سن التقاعد. وقال وزير الداخلية جيرالد دارمانان على تويتر إن المسيرات كانت سلمية في معظمها لكن أعمال عنف اندلعت في باريس حيث ألقت الشرطة القبض على 29 شخصا حتى الآن.
نحو 250 مسيرة في باريس
واندلعت الاشتباكات مع الشرطة في بداية المسيرة بالقرب من ساحة الجمهورية وعندما وصلت إلى ساحة الأمة في شرق العاصمة الفرنسية. ونهب فوضويون من حركة “الكتلة السوداء” أحد مطاعم ماكدونالدز في ساحة ليون بلوم وهاجموا العديد من وكالات العقارات وحطموا نوافذها وأضرموا النيران في صناديق القمامة.
وقالت الشرطة إن حتى رجال الإطفاء الذين حاولوا إخماد الحرائق لم يسلموا من هجوم الفوضويين. وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع. ونُظم نحو 250 مسيرة في باريس ومدن أخرى منها ليل ونانت وتولوز ومرسيليا.
وكانت تكاليف المعيشة الموضوع الرئيسي في الحملة الانتخابية الرئاسية ومن المتوقع أن تكون على نفس القدر من الأهمية قبل الانتخابات التشريعية في يونيو حزيران التي يتعين أن يفوز بها حزب ماكرون وحلفاؤه كي يتمكنوا من تنفيذ سياساته المؤيدة للأعمال ومنها رفع سن التقاعد من 62 عاما إلى 65.
الاعتداء على عمدة برلين
وفي ألمانيا تعرضت عمدة برلين اليوم الأحد للسب وللقذف بالبيض خلال تجمع لاتحاد النقابات الألمانية بمناسبة عيد العمال في برلين. وقالت متحدثة باسم مجلس الشيوخ في برلين ومتحدثة أخرى باسم اتحاد النقابات الألمانية إن البيض الذي تم إلقاؤه على عمدة برلين فرانسيسكا غيفاي لم يصبها.
وذكر مراسل وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) كان موجودا لتغطية الحدث إن غيفاي اضطرت لقطع خطابها لبعض الوقت بسبب ذلك.
وكانت وزيرة داخلية ولاية برلين، ايريس شبرانغر، قد أعلنت السبت، أن الشرطة ستتدخل بقوة حال حدوث عنف في مظاهرات عيد العمال، وقالت في تصريحات لمحطة “آر بي بي 24″ ” بالطبع لدينا أيضا استراتيجية اليد الممدودة، لكننا سنتدخل طبعا؛ والشرطة ستتدخل بقوة بالطبع في حال حدوث أعمال شغب”، وأعلنت شبرانجر نشر 6000 فرد شرطة في الشوارع.
وفي مدينة لايبزيغ في شرقي ألمانيا أشعل متظاهرون عنيفون النار في حاجز أقاموه، وقالت الشرطة إنه تم إرسال خدمات الطوارئ ورجال الإطفاء إلى منطقة كونفيتز في لايبزيغ وتم إخماد النيران مساء السبت. وقال متحدث باسم الشرطة أن 3 مركبات للشرطة تضررت. واستقر الوضع لاحقا.
وقال شاهد عيان إن المتورطين في الأحداث ألقوا حجارة رصف الطرق وزجاجات مملوءة بالقطران على مبان جديدة.
يشار إلى أنه في العام الماضي، وقعت اشتباكات عنيفة بين الشرطة ومشاركين في مسيرات احتفالا بعيد العمال في عدة مدن ألمانية، في يوم جمع أعضاء من تياري اليسار واليمين الحشود للاحتجاج على كل شيء بداية من الظروف المجتمعية إلى القيود التي كانت مفروضة بسبب فيروس كورونا.
مسيرة ضخمة في وسط أثينا
وفي إثينا توقفت قطارات المترو على القضبان ورست السفن في الموانئ بعد انضمام آلاف العمال إلى مظاهرات عيد العمال في العاصمة اليونانية للاحتجاج على أسعار الطاقة والأغذية الآخذة في الارتفاع. وقفزت قيم فواتير الغاز والكهرباء بعد أن تسببت العقوبات المفروضة على روسيا بسبب غزو أوكرانيا يوم 24 فبراير/ شباط في تفاقم زيادات الأسعار الأمر الذي جعل التضخم يقفز إلى أعلى المستويات منذ سنوات.
وقالت الشرطة إن نحو عشرة آلاف شخص شاركوا في مسيرة في وسط أثينا ثم تجمعوا خارج البرلمان للاحتجاج على ارتفاع تكاليف المعيشة إلى درجة يقولون إنهم لم يعودوا قادرين على تحملها. وقالت كاتيرينا ديكاريستو التي تعمل مدرسة وهي واقفة أمام البرلمان “الأسعار مرتفعة بدرجة تجعل تدبير شؤون الحياة يزداد صعوبة كل يوم على العمال. سنقاومها لأن الطبقة العاملة لم يعد بإمكانها العيش”.
وفي عام 2018 خرجت اليونان من أزمة مالية استمرت عقدا ثم حدثت الجائحة التي أوقفت السياحة العالمية، التي يعتمد عليها اقتصاد البلاد، لمدة عامين.
مصادمات واعتقال العشرات في إسطنبول
وفي تركيا عتُقل أكثر من 160 شخصا خلال صدامات وقعت بين الشرطة ومتظاهرين نظّموا تحرّكا احتجاجيا بمناسبة عيد العمال في اسطنبول.وبحسب بيان لمكتب محافظ المدينة، اعتُقل 164 شخصا “بسبب تجمع غير مرخص ورفض التفرق” بعد محاولتهم الوصول إلى ساحة تقسيم الشهيرة، مركز الاحتجاجات الكبرى المناهضة للحكومة عام 2013 والمغلقة أمام حركة المرور والتظاهرات