اختتام قمة العقبة بالاتفاق على «وقف الإجراءات الأحادية».. وفلسطينيون يغردون ضدها: «قمة العار.. باعوا القضية»
وكالات
شهدت مدينة العقبة الساحلية في أقصى جنوب الأردن، الأحد، اجتماع “أمني سياسي” بين ممثلين عن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي “لبحث التهدئة” في الأراضي الفلسطينية، حسبما أفاد مصدر رسمي أردني.
وذكرت قناة “المملكة” التلفزيونية الرسمية الأردنية أن الاجتماع “هو الأول من نوعه منذ سنوات، بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمشاركة إقليمية ودولية لمناقشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية”.
وأصدرت المملكة الأردنية الهاشمية، مساء الأحد، بيانًا مشتركًا للجهات التي شاركت في ما سميت بـ”قمة العقبة”، بمشاركة مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين ومصريين وأميركيين، حيث أكد الجانبان، الفلسطيني والإسرائيلي، التزامهما بجميع الاتفاقات السابقة بينهما، والعمل على تحقيق السلام العادل والدائم، وشددا على استعدادهما المشترك والتزامهما بالعمل الفوري لوقف الإجراءات الأحادية الجانب لمدة 3-6 أشهر. واتفقت الأطراف الخمسة الحاضرة على الاجتماع مجددا في مدينة شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية في شهر مارس المقبل.
وتاليا نص البيان:
بدعوة من المملكة الأردنية الهاشمية، اجتمع كبار مسؤولين أردنيين ومصريين وإسرائيليين وفلسطينيين وأميركيين في مدينة العقبة، الأردن، اليوم 26 شباط 2023.
وبعد مناقشات شاملة وصريحة، أعلن المشاركون عن تأكد الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التزامهما بجميع الاتفاقات السابقة بينهما، والعمل على تحقيق السلام العادل والدائم.
وجددا التأكيد على ضرورة الالتزام بخفض التصعيد على الأرض ومنع المزيد من العنف.
كما أكد الأطراف الخمسة على أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في الأماكن المقدسة في القدس قولاً وعملاً دون تغيير، وشددوا في هذا الصدد على الوصاية الهاشمية/ الدور الأردني الخاص.
وأكدت الحكومة الإسرائيلية والسلطة الوطنية الفلسطينية استعدادهما المشترك والتزامهما بالعمل الفوري لوقف الإجراءات الأحادية الجانب لمدة 3-6 أشهر، ويشمل ذلك التزاماً إسرائيلياً بوقف مناقشة إقامة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر، ووقف إقرار أي بؤر استيطانية جديدة لمدة 6 أشهر.
واتفقت الأطراف الخمسة على الاجتماع مجددا في مدينة شرم الشيخ في جمهورية مصر العربية في شهر آذار المقبل لتحقيق الأهداف المذكورة أعلاه.
كما اتفق المشاركون أيضاً على دعم خطوات بناء الثقة، وتعزيز الثقة المتبادلة بين الطرفين من أجل معالجة القضايا العالقة من خلال الحوار المباشر.
وسيعمل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي بحسن نية على تحمل مسؤولياتهم في هذا الصدد.
وتعتبر الأردن ومصر والولايات المتحدة هذه التفاهمات تقدما إيجابيا نحو إعادة تفعيل العلاقات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتعميقها، وتلتزم بالمساعدة على تيسير تنفيذها وفق ما تقتضيه الحاجة.
وشدد المشاركون على أهمية لقاء العقبة، وهو الأول من نوعه منذ سنوات. واتفقوا على مواصلة الاجتماعات وفق هذه الصيغة، والحفاظ على الزخم الإيجابي، والبناء على ما اتفق عليه لناحية الوصول إلى عملية سياسية أكثر شمولية تقود إلى تحقيق السلام العادل والدائم.
وشكر المشاركون الأردن على تنظيم واستضافة هذا الاجتماع وعلى جهوده لضمان تحقيق نتائج إيجابية. كما شكروا مصر على دعمها ودورها الأساسي ومشاركتها الفاعلة. كما شكروا الولايات المتحدة على دورها المهم في الجهود المبذولة للتوصل إلى تفاهمات أدت إلى هذا الاتفاق اليوم، مؤكدين على دورها الذي لا غنى عنه في جهود منع التدهور وإيجاد آفاق للسلام.
ووفقا لوكالة “فرانس برس”، حضر الاجتماع بحسب مصادر مطلعة رئيس جهاز المخابرات الفلسطيني، ماجد فرج، ورئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) رونين بار وبريت ماكغورك، ومنسق البيت الأبيض للشؤون الأمنية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بريت ماكغورك، ومسؤولون أمنيون أردنيون ومصريون.
وكان مصدر رسمي أردني طلب عدم الكشف عن هويته، قال لوكالة فرانس برس السبت إن “الاجتماع يأتي في سياق الجهود المبذولة لوقف الإجراءات الأحادية للوصول إلى فترة تهدئة وإجراءات لبناء الثقة وصولا لانخراط سياسي أشمل بين الجانبين”.
وأضاف إن “الاجتماع يأتي استكمالا للجهود المكثفة التي يبذلها الأردن بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية وبقية الأطراف لوقف الإجراءات الأحادية والتصعيد الأمني الذي يهدد بتفجير دوامات كبيرة من العنف إضافة الى الوصول الى اجراءات امنية واقتصادية تخفف من معاناة الشعب الفلسطيني”.
وأوضح المصدر أن انعقاده يمثل “خطوة ضرورية … للوصول إلى تفاهمات فلسطينية إسرائيلية توقف التدهور”.
وقالت حركة فتح عبر تويتر إن قرار المشاركة في اجتماع العقبة ينبع من “مصلحة الشعب الفلسطيني وأهمية وقف المجازر”، مشددة على وجوب “اتخاذ مواقف صعبة وتحمل المسؤولية مع تفهم رفض بعض القوى للقاء”.
وفي المقابل استنكرت حركة حماس في بيان مشاركة السلطة الفلسطينية في الاجتماع، ورأت أن ذلك الاجتماع هو “خروج عن الإجماع الوطني الفلسطيني”.
وقُتل الأربعاء 11 فلسطينيا، بينهم فتى، وأصيب أكثر من 80 آخرين بجروح بالرصاص الحي في عملية نفذها الجيش الإسرائيلي في مدينة نابلس بشمال الضفة الغربية.
ومنذ مطلع العام، قتل في أعمال العنف والمواجهات 61 فلسطينيا بينهم مقاتلون ومدنيون بعضهم قصر، وعشرة إسرائيليين هم تسعة مدنيين بينهم ثلاثة قاصرين وشرطي واحد، فضلا عن امرأة أوكرانية، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.
وعقد العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، لقاء نادرا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في 24 يناير في عمان، أكد خلاله “ضرورة الالتزام بالتهدئة ووقف أعمال العنف لفتح المجال أمام أفق سياسي لعملية السلام”، داعيا إى “وقف أي إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام”.
وكان وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الضفة الغربية نهاية يناير، في ختام جولة دبلوماسية سعى فيها إلى نزع فتيل التوتر فيما مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين متوقفة منذ عام 2014.
وأفادت شبكة قدس الإخبارية في تغريدة عبر موقع تويتر، مساء الأحد، بـ”عودة وفد السلطة الفلسطينية من قمة العقبة بطائرة هيلوكبتر إلى المقاطعة في رام الله.”
وانتقد فلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي قمة العقبة، ومن هؤلاء صاحب حساب باسم عامر سعد المصري، الذي كتب على موقع فيسبوك: “أنا المواطن عامر المصري …ما يمثلني “أحذية” عرين الأسود وكتيبة بلاطة وكتيبة جنين ولواء الشهداء والقسا١١م وكتائب جبع وقباطية والرد السريع بطولكرم وأسود بيت أمر وشهدا١١ء عقبة جبر ….. ومن هم في لقاء العقبة لا أعرفهم”.
وتصدر هاشتاج “قمة العار” قائمة أعلى الوسوم تداولا على موقع تويتر، حيث أكد فلطسينيون من خلاله رفضهم للقمة.
وقال صاحب حساب باسم علي وليد، عبر هاشتاج (قمة العار) على موقع تويتر: باعوا القضية والثورة وتنازلوا عن #فلسطين وينسقون أمنيا مع الاحتلال ويخنقون #غزة ويطاردون كل مقاوم وكل قطعة سلاح ويتجهزون للهجوم على #عرين_الأسود واليوم يتآمرون مع الصهاينة في #قمة_العقبة ثم بكل صلافة ووقاحة يحدثونك عن الوطنية .. ويلي ما أحقرهم