اتهامات جديدة تُثير الجدل حول مرشح ترامب لوزارة الدفاع
وكالات
كشفت سجلات شرطة مونتيري، الخميس، عن تفاصيل جديدة تتعلق باتهام بيت هيغسث، المرشح السابق للرئيس دونالد ترامب لمنصب وزير الدفاع، في قضية اعتداء جنسي تعود إلى عام 2017. الحادثة التي طفت على السطح من جديد قد تثير جدلاً واسعًا داخل الأوساط السياسية الأميركية، خاصة أن هيغسث كان أحد الأسماء البارزة في فريق ترامب.
وفقًا لوثائق الشرطة التي حصلت عليها صحيفة واشنطن بوست، تقدمت ممرضة في غرفة الطوارئ بشكوى بعد علاجها لامرأة قالت إنها قد تكون تعرضت للتخدير والاعتداء الجنسي من قبل هيغسث. الضحية، التي أُشير إليها في الوثائق باسم مستعار “جين دو”، التقت هيغسث خلال مؤتمر سياسي للحزب الجمهوري في مونتيري، حيث كان متحدثًا بارزًا.
تُفيد السجلات بأن “جين دو” لاحظت سلوك هيغسث “غير اللائق” تجاه النساء خلال الحدث، مما دفعها لمواجهته. وتشير الوثائق إلى أن آخر ما تتذكره الضحية هو دخولها غرفة غير مألوفة برفقة هيغسث، الذي أغلق الباب بعد أن أخذ هاتفها.
بعد أيام من الحادثة، أخبرت الضحية ممرضة بأنها تشتبه في أن شيئًا أضيف إلى مشروبها. على الرغم من ذلك، لم تُظهر السجلات أن الشرطة تابعت هذه الفرضية بإجراء تحقيقات دقيقة حول احتمال تخدير الضحية.
من جهته، صرّح محامي هيغسث، تيموثي بارلاتوري، بأن اللقاء كان “بالتراضي”. وأضاف أن لقطات كاميرات المراقبة أظهرت الضحية تسير مع هيغسث مبتسمة وبدا عليها التماسك، ما يتعارض مع ادعاءاتها. كما أكد أن السلطات رفضت تقديم أي اتهامات، فيما جرى تسوية القضية بموجب اتفاق مالي لم يُكشف عن قيمته.
ورغم هذه التسوية، أثارت القضية تساؤلات واسعة النطاق، خاصة بعد أن تلقت فريق ترامب الانتقالي مذكرة تفصيلية من إحدى صديقات الضحية. المذكرة، المؤلفة من أربع صفحات، زعمت أن هيغسث اغتصب موظفة في مجموعة محافظة بعد جلسة شرب في بار الفندق.
تأتي هذه التطورات في وقت حساس سياسيًا، حيث تسعى إدارة ترامب للعودة إلى الواجهة السياسية بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2024. هيغسث، الذي يُعرف بظهوره المتكرر على قناة فوكس نيوز، كان يُعتبر من الشخصيات المؤثرة في دوائر صنع القرار.
القضية تُعيد تسليط الضوء على أهمية الشفافية في عملية اختيار المسؤولين الحكوميين، خاصة أولئك الذين يتولون مناصب قيادية حساسة.
القضية ليست الأولى من نوعها التي تُثار حول شخصيات سياسية بارزة، حيث أصبحت الاتهامات المتعلقة بالاعتداء الجنسي والتجاوزات الأخلاقية محور نقاش واسع في الولايات المتحدة، لا سيما بعد حركة #MeToo التي كشفت العديد من الحوادث المشابهة.
يبقى السؤال المطروح: إلى أي مدى يمكن أن تؤثر هذه القضية على سمعة فريق ترامب وأجندته السياسية المستقبلية؟ وهل يمكن أن تُعيد هذه التطورات رسم المشهد داخل الحزب الجمهوري؟ فرغم مرور سنوات على الحادثة، فإن التفاصيل الجديدة قد تُعقّد محاولات هيغسث للتقدم في المناصب السياسية. بينما تستمر التحقيقات الصحفية والقانونية، ستظل هذه القضية نموذجًا للتحديات التي تواجه السياسيين في عصر يتسم بالشفافية والمحاسبة.