إيران: الحرب في أوكرانيا نجمت عن “أفعال حلف شمال الأطلسي الاستفزازية”.. ويجب وقف إطلاق النار والتوصل لحل سياسي
كتب – أحمد سلامة ووكالات
قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، في تغريدة على «تويتر» اليوم (الخميس)، إن الحرب في أوكرانيا نجمت عن “أفعال حلف شمال الأطلسي الاستفزازية”.
وكتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان عبر تويتر “لا نعتقد أن اللجوء الى الحرب هو حل”، مشددا على ضرورة “وقف إطلاق النار والتوصل الى حل سياسي وديموقراطي”.
وأُطلقت صفارات الإنذار صباح اليوم (الخميس) في وسط العاصمة الأوكرانية كييف بحسب ما أفاد به مراسلون في وكالة الصحافة الفرنسية.. فيما سُمع دوي انفجارات قوية في العاصمة وكذلك في مدينتي أوديسا (جنوب) وخاركيف قرب الحدود الروسية وفي شرق أوكرانيا بعدما أعلن فلاديمير بوتين عملية عسكرية ضد البلاد.
وقالت وزارة الداخلية الأوكرانية إن قذائف روسية تستهدف مقرات عسكرية ومطارات بالقرب من العاصمة كييف ومدينتي خاركيف ودنيبرو، مضيفة أن دوي إطلاق النار يسمع على الحدود.
وكانت الصين قد أعلنت أن روسيا قررت شن عمليتها العسكرية في أوكرانيا بشكل مستقل دون التشاور مع بكين واعتبر بكين أن هذه العملية “ليست غزوا”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، هوا تشون يينغ، أثناء موجز صحفي عقدته اليوم الخميس: “روسيا دولة كبرى وتتصرف بشكل مستقل بناء على قراراتها الاستراتيجية، ولا تحتاج إلى موافقة الصين قبل اتخاذ أي خطوات”.
وشددت المتحدثة على أن الصين تتابع عن كثب تطورات الوضع في أوكرانيا، داعية جميع الأطراف إلى “ضبط النفس ومنع خروج الوضع عن السيطرة”.
ورفضت هوا وصف العملية العسكرية الروسية بأنها “غزو”، مشيرة إلى أن هذا المصطلح متحيز، وامتنعت عن الإجابة عن أسئلة عما إذا كانت بكين على اتصال مع قادة روسيا وأوكرانيا.
وقالت إن القضية الأوكرانية لها “خلفية تاريخية معقدة جدا” ووراءها “عوامل مختلفة”، مؤكدا أن الصين وروسيا تطوران شراكتهما الاستراتيجية الشاملة على أساس المساواة.
في غضون ذلك، حذرت سفارة الصين في أوكرانيا الخميس رعاياها من “اضطرابات شديدة” ونصحتهم بالبقاء في منازلهم قدر الإمكان.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد استنكر قرار الحكومة الروسية شن عملية عسكرية خاصة في أراضي أوكرانيا فجر اليوم الخميس.
وشدد أردوغان على أن أنقرة تعتبر العملية الروسية “مخالفة للقانون الدولي وضربة قاصمة لأمن واستقرار ورخاء المنطقة”، مؤكدا أنه بحث مستجدات الوضع هناك مع نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
وأعلن أردوغان أنه سيقوم بما يقع على عاتق تركيا لضمان سلامة أرواح كل من يقيم في أوكرانيا لا سيما مواطنينا وأشقائنا التتار.
من جانبها، ذكرت الخارجية التركية في بيان لها أن أنقرة “تعتبر العملية التي أطلقتها القوات المسلحة الروسية ضد أوكرانيا غير مقبولة وترفضها”، مشددة على أن “هذا الهجوم بالإضافة إلى تدمير اتفاقات مينسك يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ويشكل خطرا ملموسا على الأمن الإقليمي والدولي”.
وأعربت تركيا في البيان عن قناعتها بضرورة احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها، مبدية معارضتها لـ”إعادة ترسيم الحدود بقوة السلام”، وتابعت: “ندعو روسيا إلى وقف هذا الإجراء غير العادل وغير القانوني فورا”.. وأبدى البيان دعم أنقرة الثابت لوحدة أوكرانيا السياسية وسيادتها ووحدة أراضيها.
ودعا مجلس الأمن الأوكراني إلى إعلان حالة طوارئ في البلاد بعدما أمرت روسيا قواتها بالاستعداد لدعم المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في شرق البلاد.
وأصدر الجيش الأوكراني أمرا بتعبئة جنود الاحتياط الأربعاء، وقالت القوات البرية الأوكرانية في رسالة على فيسبوك “سيتم استدعاء جنود الاحتياط الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و60 عاما… الدعوات ستبدأ اليوم. والحد الأقصى لفترة الخدمة هو عام واحد”.
ودعت وزارة الخارجية الأوكرانية الأربعاء مواطنيها إلى مغادرة روسيا في أقرب وقت ممكن خوفا من تصعيد عسكري من موسكو.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في بيان “توصي الوزارة المواطنين الأوكرانيين بعدم السفر إلى روسيا، وأولئك الموجودين هناك للمغادرة فورا”.
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس الأربعاء إن هناك “احتملا كبيرا” بأن يشن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “غزوا شاملا” لأوكرانيا ويهاجم كييف.
وأضافت تراس لشبكة “سكاي نيوز”، “نعتقد أن هناك احتمالا كبيرا أن يمضي (بوتين) قدما في مخططه لغزو شامل لأوكرانيا”، مؤكدة أن بلادها ستمنع روسيا من بيع ديون سيادية في لندن، وفرضت بريطانيا يوم الثلاثاء عقوبات على غينادي تيمتشينكو واثنين آخرين من المليارديرات الذين تربطهم علاقات وثيقة ببوتين.
من جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء أن مصالح بلاده وأمنها “غير قابلة للتفاوض” مع تشديده في الوقت ذاته على أن موسكو مستعدة للبحث عن “حلول دبلوماسية” للأزمة الراهنة مع أوكرانيا والدول الغربية.
وقال بوتين في كلمة متلفزة بمناسبة يوم المدافع عن الوطن “لا يزال بلدنا منفتحا على الحوار المباشر والصريح لإيجاد حلول دبلوماسية لأكثر المشاكل تعقيدا”.. مضيفا “لكن مصالح مواطنينا وأمنهم غير قابلة للتفاوض بالنسبة لنا”. ويطالب بوتين الدول الغربية بضمانات أمنية منها عدم انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي ووقف تعزيز وجود الحلف عند حدود روسيا.
وذكر بوتين تهديدات تتعرض لها روسيا منها “التراخي في نظام ضبط الأسلحة” و”النشاطات العسكرية لحلف شمال الأطلسي” مشددا على أن مخاوف بلاده لا تزال “من دون أجوبة”.
ووجّه الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش، انتقاداً شديد اللهجة إلى موسكو بقوله إنّ “مبادئ ميثاق الأمم المتحدة ليست قائمة طعام انتقائية” يمكن للكرملين أن يختار منها ما يشاء، مطالباً روسيا بالتزام هذا الميثاق “بالكامل” في ما خصّ العلاقة مع أوكرانيا.
وقال غوتيريش للصحافيين إنّ “مبادئ ميثاق الأمم المتحدة لا يمكن تطبيقها انتقائياً”، مشدّداً على أنّ الدول الأعضاء وافقت عليها جميعاً وعليها جميعاً تطبيقها”.
وأضاف الأمين العام أنّ “قرار روسيا الاتحادية الاعتراف بما يسمّى ب+استقلال+ مناطق معينة من منطقتي دونيتسك ولوغانسك يشكّل انتهاكاً لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها”.
وشدّد غوتيريش على أنّ الخطوة التي أقدم عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سدّدت “ضربة قاضية لاتفاقات مينسك التي وافق عليها مجلس الأمن الدولي”.