إيرانيات يشغلن ثورة غضب احتجاجًا على مقتل مهسا أميني.. ومحتجات يحلقن شعرهن ويحرقن حجابهن ويهتفن: «الموت لولاية الفقيه»
أفراد من الشرطة ضربوا مهسا بعد اقتيادها للسيارة لعدم ارتداء الحجاب.. وحتجون يكتبون على قبرها: «لم تموتي.. سيكون اسمك رمزا»
مئات الطلاب يطلقون حركات احتجاجية في عدة جامعات ويطالبون السلطات بإيضاحات بشأن وفاة الشابة
كتب: وكالات وصحف
فيما تتواصل تظاهرات الغضب في إيران، تنديدا بمقتل الشابة الكردية مهسا أميني (22 عاما)، على يد شرطة الأخلاق، أقدمت بعض النساء على الاحتجاج بطرق مختلفة.
أقدمت بعض الفتيات على قص شعرهن أمام الكاميرات، كما التقطن مقاطع لهن أثناء حرق الحجاب.
يأتي ذلك بعد أن شهدت عدة مناطق في إيران لا سيما كردستان إيران، التي تتحدر منها الفتاة القتيلة، تظاهرات حاشدة تنديداً بوفاة مهسا، حيث سار المئات في شوارع بوسط العاصمة الإيرانية، مردّدين “شعارات مناهضة للسلطات، وخلعت العديد من النساء المشاركات حجابهن”.
وتوفت مهسا أميني، 22 عاما، يوم الجمعة بعد أيام من اعتقالها، وقال شهود عيان إن أفرادا من الشرطة قد ضربوها بعد أن اقتادوها إلى سيارة.
وهتف المشيعون في الجنازة ضد النظام الحاكم وقالوا “الموت للديكتاتور”، و”الموت للجمهورية الإسلامية”، و”الموت لولاية الفقيه”.
بالتزامن، أطلق مئات الطلاب حركات احتجاجية في جامعات عدة بالعاصمة، بينها جامعتا طهران وشهيد بهشتي، مطالبين السلطات بـ”إيضاحات” بشأن وفاة الشابة.
وجرت مراسم الجنازة في بلدة سقز، مسقط رأس مهسا، في محافظة كردستان الغربية.
وفقًا لمقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، تجمع سكان المنطقة في الصباح الباكر لمنع قوات الأمن الإيرانية من اقتحام مراسم الدفن سرا لتجنب الاحتجاجات.
وتشير التقارير إلى أن بعض المتظاهرين الغاضبين ساروا نحو مكتب المحافظ للاحتجاج على الوفاة. وبحسب مقاطع فيديو تلقتها خدمة بي بي سي الفارسية، وتحققت منها فقد فتحت قوات الأمن النار على المتظاهرين.
كما وردت أنباء عن وقوع إصابات واعتقالات. في مقاطع الفيديو المنشورة على تويتر، يمكن رؤية قوات الأمن تحرس مكتب المحافظ وتعتقل المتظاهرين الذين يحاولون الاقتراب من المبنى.
ونشرت صورة شاهد قبر مهسا أميني على وسائل التواصل الاجتماعي. ومكتوب على القبر: “لم تموتي. سيكون اسمك رمزا”.
وألقت شرطة الآداب القبض على أميني، يوم الثلاثاء، بزعم عدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة المتعلقة بارتداء حجاب لتغطية الرأس.
وبحسب شهود عيان، فقد تعرضت للضرب وهي داخل سيارة شرطة ودخلت في غيبوبة فيما بعد.
ونفت الشرطة الإيرانية المزاعم قائلة إن مهسا “عانت من أزمة قلبية مفاجئة”. وطلب إبراهيم رئيسي، الرئيس الإيراني المتشدد، من وزارة الداخلية فتح تحقيق في أسباب الوفاة.
ودخلت الفتاة مستشفى كسرى، في شمال طهران، والتي أعلنت فيما بعد في بيان أنها وصلت في 13 سبتمبر ولم تظهر عليها “علامات الحياة”.
وحذف المستشفى البيان لاحقا من على صفحاته للتواصل الاجتماعي، بعد اتهامات من جانب حسابات متشددين وموالين للنظام بأن موظفي المستشفى “عملاء ويناهضون النظام”.
كما بث التلفزيون الإيراني لقطات تلفزيونية للفتاة أميني قيد الاعتقال. واتهم نشطاء حقوق الإنسان التلفزيون الحكومي بفرض رقابة على اللقطات لخلق قصة كاذبة.
وقالت نتبلوكس، منظمة مراقبة الأمن السيبراني وحوكمة الإنترنت، إن لاتصال بالإنترنت انقطع في مواقع مختلفة في إيران منذ ظهور أنباء وفاة مهسا أميني، بما في ذلك في العاصمة طهران ومسقط رأسها في سقز.
وقال العديد من المستخدمين إنهم لا يستطيعون تحميل مقاطع الفيديو على انستجرام أو إرسال محتوى عبر واتس آب.
وذكرت صحيفة شرق الإيرانية الحكومية أن سرعة الإنترنت المنخفضة للغاية في طهران عطلت سوق الأسهم، يوم السبت.
منذ الثورة الإسلامية عام 1979 في إيران، يتم إلزام النساء قانونا بارتداء ملابس “إسلامية” محتشمة. ويعني هذا عمليا أنه يجب على النساء ارتداء شادور، أو عباءة لكامل الجسم، أو غطاء رأس ومعطف يغطي أذرعهن.
في السنوات الأخيرة، شهدت إيران عدة حملات ضد الحجاب الإلزامي، لكن شرطة الآداب الإيرانية شنت حملة ضد النساء المتهمات بعدم الامتثال لقواعد اللباس، مما دفع معارضي هذا التوجه للمطالبة باتخاذ إجراء.
ومؤخرا، أشار رئيس القضاء الإيراني غلام حسين محسني إيجي، إلى أن القوى الأجنبية تقف وراء الحملة، وأصدر تعليمات لأجهزة المخابرات بالعثور على “الأيدي وراء الحجاب الكاشف للرأس”.
في وقت سابق من الصيف، وعد الرئيس الإيراني أيضا بقمع “الترويج للفساد المنظم في المجتمع الإسلامي”، في إشارة مباشرة إلى الحملة.
في الأشهر الأخيرة، عرض التلفزيون الإيراني الرسمي اعترافات متلفزة لنساء تم القبض عليهن لعدم اتباع قواعد اللباس الصارمة.
يلقي العديد من الإيرانيين باللوم على المرشد الأعلى علي خامنئي، في الحملة القمعية. وتم تداول خطاب منسوب إليه على وسائل التواصل الاجتماعي أشاد فيه بدور شرطة الآداب والطريقة التي تعمل بها.