إكرام يوسف لـ”درب” في ذكرى عام على قضية “الأمل”: زياد العليمي وزملاؤه يدفعون فاتورة حريتنا.. ولن أفقد الحلم بخروجه
محمود هاشم
“هييجي يوم وتتعدل المايلة، وكل واحد حيدفع تمن اختياره، يمكن فيه ناس تدفع تمن اختيارها من حريتها ومن قوتها، أو حتى من حياتها، لكن حتفضل رافعة راسها وتسيب لأولادها اسم يشرف ويرفع الراس، لكن فيه ناس حتدفع التمن من كرامتها واحترامها، وحتسيب لاولادها الفضيحة والعار، راح تنتهي، ولابد راح تنتهي، مش انتهت أحزان من قبلها؟”.
سنة كاملة تمر على اعتقال عدد من المحامين الحقوقيين والصحفيين والسياسيين، في القضية رقم 930 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، المعروفة إعلاميا باسم “تحالف الأمل”، ومن بينهم المحامي الحقوقي زياد العليمي، الذي ما تزال والدته الكاتبة الصحفية إكرام يوسف تمني نفسها بالإفراج عنه وزملائه في القضية، مبدية استغرابها من التهم “المرسلة” و”الملفقة”الموجهة إليه بدعوى تنظيم مؤامرة ضد البلاد، دون توضيح تفاصيلها أو دلائلها.
“بعدما تورطوا في خطف زياد ومنجحوش في إخفائه، بقى مطلوب تلفيق قضية على وجه السرعة، تتحط فيها أسماء أي حد مغضوب عليه، طلع بقى إخوان أو يساري أو ليبرالي، مش مهم، وعشان يخلصوا من ورطة بيان الداخلية اللي قال إخوان؛ راحوا مغيرين التهمة في النيابة إلى كونه “تحالف بين عناصر إثارية وإخوان، أي كلام، هو الكلام بيلزق”، تحكي إكرام متذكرة لحظات اعتقال زياد في الخامس والعشرين من يونيو الماضي.
منذ مارس الماضي تم منع الزيارة عن السجون، كجزء من الاجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا، من يومها لم تر غكرام يوسف زياد إلا مرة واحدة حينما سمح القاضي لها بالحديث معه في أثناء جلسة محاكمته الأخيرة مطلع يونيو الحالي، في الدعوى المقامة من محام يدعى أبو النجا المحرزي، باتهامات منها “إهانة رئيس الجمهورية”.
لم يستغرق الحديث بين زياد ووالدته سوى أقل من دقائق، بحسب ما تروي لـ”درب”، قال لها فيه جزءا من كلمات الشاعر الفسطيني الراحل محمود درويش، “لم نحلم بأشياء عصية، نحن أحياء وباقون وللحلم بقية”.
وتضيف إكرام أنه مؤخرا تم السماح بتلقي أسر المعتقلين خطابات من ذويهم، لكنها لا ترد بانتظام، مع أن لائحة السجون تقضي بحقهم في 4 خطابات ومكالمتين هاتفيتين، في وجود الزيارات، خاصة في ظل حاجة الأسر للاطمئنان على ذويها داخل السجون، خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد.
وتابعت: “وقف الزيارات بسبب كورونا، كان يقتضي وجود اتصالات بشكل أكثر، وفي معظم بلاد العالم أخرجت السجناء السياسيين تجنبا لازدحام السجون وتفشي الفيروس، وحتى المسجونين الخطرين الذين بقوا في السجون كانوا يتواصلون مع أسرهم تليفونيا، وأحيانا بالفيديو كونفرانس”، مشددة على أنها لن تفقد الحلم والأمل في الإفراج عنه يوما ما.
ولفتت إلى أنه طوال سنة كاملة ظل زياد محبوسا بدعوى كونه تحت التحقيق، إلا أن السلطات لم توجه له حتى هذا الحين اتهاما رسميا، وأبدت استغرابها من اتهامه وزملائه بتنفيذ “مؤامرة لتخريب البلاد”، تتولاها 19 شركة وكيانا اقتصاديا، بالتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين، حتى دون تفتيش شقة زياد أو مكتبه وضبط أدلة على الاتهامات حتى الآن.
وفي رسالتها له عبر “درب”، أبدت إكرام فخرها بزياد، لأنه وزملائه يدفعون جزءا من فاتورة حريتنا جميعا، واستكملت: “سأقول له ولكل الجدعان ما قاله صلاح جاهين، راح تنتهي، ولابد يوم راح تنتهي، مش انتهت أحزان من قبلها؟”.
وخلال فترة حبسه احتياطيا، التي بدأت منذ القبض عليه في ٢٦ يونيو ٢٠١٩، تعرض العليمي ومن معه في القضية، للعديد من الانتهاكات، من بينها الحرمان من الأدوية. وتضم القضية ٩٣٠ والمعروفة باسم تحالف الأمل، عدد من الصحفيين والحقوقيين، بينهم هشام فؤاد وحسام مؤنس وحسن بربري وأحمد تمام وعلاء عصام.
يأتي ذلك وسط مطالبات حقوقية بالإفراج عن المحبوسين احتياطيًا وعلى ذمة قضايا رأي، وهي الخطوة التي أقدمت عليها عدت دول بسبب انتشار وباء كورونا.