إذاعة “موزاييك” عن اعتقال الشرطة التونسية مديرها: حملة ترهيب لإسكات صوتنا الحر.. ومتمسكون بخطنا التحريري رغم الاستهداف
الإذاعة التونسية: نطالب بالإفراج الفوري عن بوطار.. وندين حملات شيطنتنا وتشويهنا من “جهات معلومة”
كتب- محمود هاشم:
استنكرت إذاعة “موزاييك إف إم” التونسية مداهمة منزل مديرها العام الصحفي نور الدين بوطار، وتفتيشه ليلة أمس، الاثنين 13 فبراير 2023، واقتياده إلى وحدة البحث الأمني في القرجاني، مؤكدة استهجانها بشدة عملية الترويع والإيقاف العشوائي، وطالبت بإطلاق سراح بوطار فورا، وإيقاف الاستهداف الذي تتعرض لها الإذاعة.
وشددت الإذاعة التونسية، في بيان لها اليوم الثلاثاء 14 فبراير 2023، على إدانتها لعملية الترهيب الهادفة لضرب استقلالية الإذاعة وحرية العمل الصحفي خاصة بالنظر لما سبق عملية الإيقاف من حملة تحريض وشيطنة وتشويه للإذاعة وكل العاملين فيها من جهات معلومة.
وعبرت أسرة إذاعة “موزاييك” بكافة صحفييها ومراسليها وتقنييها وإدارييها وعملتها عن دعمها المطلق للزميل الصحفي نور الدين بوطار المدير العام للإذاعة، مدينة الاستهداف المتواصل لها بهدف إسكات صوتها الحر.
كما أكدت تمسكها باستقلالية خطها التحريري ومواصلة أداء رسالتها الإعلامية في احترام تام لميثاقها التحريري، مشيرة إلى أن قرار الاحتفاظ يتعلق بالخط التحريري للإذاعة وتسييرها ولا علاقة له بقضية التآمر على أمن الدولة كما تم الترويج له.
وداهمت الشرطة التونسية، أمس الاثنين 13 فبراير 2023، منزل المدير العام ومالك راديو “موزاييك إف. إم” نور الدين بوطار الذي تبث محطته الإذاعية بشكل متكرر انتقادات لاذعة للرئيس قيس سعيد. وتم اعتقاله بعد تفتيش منزله.
ومنذ يوم السبت، اعتقلت الشرطة العديد من الشخصيات التي عبرت عن معارضتها لسعيد أو سعت إلى حشد احتجاجات ضده.
وقال محامون إن اعتقالات السبت والأحد جاءت بشبهة التآمر على أمن الدولة الداخلي. وكان من بينهم كمال لطيف رجل الأعمال المؤثر والذي يملك علاقات وثيقة في المشهد السياسي وخيام التركي وهو وزير مالية سابق وعبد الحميد الجلاصي القيادي السابق في حركة النهضة وقاضيان ودبلوماسي سابق.
وقال معارضون ومحامون إن الشرطة اعتقلت أيضا يوم الاثنين المحامي والناشط السياسي لزهر العكرمي الذي لا يتوانى في إظهار معارضته الشرسة لسعيد. وفي وقت سابق، قال العكرمي إن قوات من الشرطة تلاحقه في الشارع ليلا.
وأغلق سعيد البرلمان فجأة وأقال الحكومة في يوليو 2021 وانتقل للحكم بمراسيم قبل إعادة صياغة الدستور في خطوات وصفها منتقدوه بانقلاب هدم الديمقراطية التي أعقبت ثورة 2011. ونفى سعيد وقوع انقلاب، قائلا إن تحركاته قانونية وضرورية لإنقاذ تونس من الفوضى.
وبينما توقف التلفزيون الحكومي إلى حد كبير عن بث مقابلات مع منتقدي الرئيس، استمرت وسائل الإعلام الأخرى، بما في ذلك “موزاييك إف .إم” في منح الكلمة لخصوم سعيد وبث برامج تنتقد بشدة خططه السياسية والاقتصادية.
وقالت دليلة بن مبارك لرويترز بينما كانت أمام بيت بوطار “فتشت الشرطة منزل بوطار ثم اعتقلته، أنا هنا أمام المنزل، لم يجدوا شيئا للقبض عليه لكنهم اعتقلوه”.