إحالة دعوى اتهام الصحفية سارة علام بالإساءة للكنيسة لدائرة مختصة بقضايا النشر.. والزميلة: لن أتوقف عن الكتابة
علام: القضية حد فاصل لقدرتي على الاحتمال.. والأنبا أغاثون يشكو البابا تواضروس لموقفه: رده تسبب في جرح عميق
قالت الزميلة الصحفية سارة علام إن محكمة جنح الدقي قررت، اليوم، تأجيل جنحة السب والقذف التي حررها أسقف مغاغة والعدوة الأنبا أغاثون ضد كتابها “مقتل الأنبا أبيفانيوس”، للاطلاع حتى يوم ٢٩ سبتمبر، وأحالتها لدائرة مختصة بقضايا النشر.
وتوجهت علام بالشكر للمتضامنين معها في جنحة السب والقذف التي أقامها أغاثون، وكذلك دعوى مصادرة الكتاب المقامة أمام المحكمة الاقتصادية.
وأضافت، عبر حسابها على “فيسبوك”: “وكلت الصديق أدهم العبودي محاميًا عني في تلك القضية وكلي ثقة في كفاءته ونزاهته وثقافته ووعيه بقضايا النشر، وكذلك فإن بيتي وصحيفتي “اليوم السابع” كلفت محاميها المستشار أنور الرفاعي بالدفاع عني أيضًا، بينما تضامنت نقابة الصحفيين وكلفت محاميها الأستاذ سيد أبو زيد لكي ينضم لهيئة الدفاع باعتباري عضو في نقابة الصحفيين وأتعرض للمحاكمة في قضية رأي ومصادرة”.
وتابعت: “تحملت طوال السنوات الفائتة الكثير من الاتهامات والمزايدات والتشكيك في النوايا من قراء وشخصيات كنسية ولجان إلكترونية أعلم جيدًا من ورائها ومن يديرها والكثير والكثير، وأرى أن تلك القضية حدًا فاصلًا لقدرتي على الاحتمال فليأخذ القانون مجراه”.
وواصلت: “مشكلتي الوحيدة مع هذه القضية هي إنها تحتاج إلى رفاهية الوقت الذي لا أملك منه الكثير وسط انشغالي بالدراسة والبحث، بينما تستهلكني مهاترات مواقع التواصل الاجتماعي وهي مجرد ضجيج بلا طحن، مرة أخرى، لن أتوقف عن الكتابة في ملف الكنيسة الذي يحركني شغف كبير ناحيته حتى لو أقيمت ضدي ألف دعوى، رغم توقفي المؤقت منذ يوليو الماضي، لكنها استراحة ضرورية استلزمتها ظروف الدراسة”.
وتوجهت سارة بالشكر قداسة البابا تواضروس الثاني على موقفه من الدعوى القضائية وإيضاحه الحاسم أن الكنيسة كمؤسسة لا علاقة لها بالدعوى بل أقامها الأسقف بشكل شخصي، شاكرة أيضا المتضامنين معها في القضية.
في سياق متصل، رفع الأنبا أغاثون، تظلما إلى المجمع المقدس، بصفته أعلى سلطة في الكنيسة، ضد قداسة البابا تواضروس الثاني، بسبب موقفه من القضية.
وقال الأنبا أغاثون، إن رد البابا تسبب في جرح عميق له، لافتا إلى أنه شكا للبابا مرارا وتكرارا من تصرفات هذه الصحفية، منذ عام 2017، كما تكررت الشكوى مع بعض الشخصيات الأخرى التي تهاجم الكنيسة، إلا أن البابا لم يتخذ موقفا لوقف هذه التجاوزات، بحسب ما نقل موقع “الأقباط متحدون”.
وأشار أغاثون إلى أنه في وقت سابق، حاولت الإيبارشية التواصل مع الصحفية وطلبت منها التوقف عن الإساءة ولكنها رفضت، كما حاول بعض الصحفيين التدخل، ولكنها رفضت واستمرت في هجومها على آباء الكنيسة.
واتهم أسقف مغاغة، قداسة البابا بأنه وجه له “إساءات متكررة”، مطالبا المجمع المقدس الذي هو عضو فيه، وهو في نفس الوقت أعلى سلطة كنسية ترأس قداسة البابا، بالنظر في هذا التظلم.
وفي وقت سابق، قالت علام إنها فوجئت أن الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة حرر ضدها جنحة سب وقذف بسبب كتابها “مقتل الأنبا ابيفانيوس”.
ونشرت سارة علام عبر صفحتها على موقع “فيسبوك”، صورة من عريضة الدعوى التي تسلمتها والتي تضمنت الاتهام بالإساءة إلى البابا شنودة وإلى سُمعة الكنيسة القبطية وتشويه رهبانه، مشيرة إلى أن الدعوى أقامها إيهاب رمزي المحامي.
وفي تصريحات لـ”درب”، قالت سارة علام إن “الكتاب عبارة عن مجموعة مقالات نشرت بالفعل في جريدة وموقع اليوم السابع، بالإضافة إلى فصل كامل اسمه (دفتر الدم والرماد) وهو مشاهدات لتفجيرات الكنائس، ومُذكرات شخصية عن هذه الأيام التي عاصرتها، بعضها يتعلق بالفترة السابقة لمقتل الأنبا، ووقت الانتخابات البابوية.
وأضافت “الكتاب صدر في مطلع عام 2019، ونحن الآن في نهاية 2020، وقد نفدت الطبعة الأولى بالكامل، وأوشكت الطبعة الثانية على النفاد.. ليس هناك في الكتاب ما يمكن أن يشار إليه باعتباره إهانة إلى الكنيسة أو رموزها”.
وتابعت “أنا أتناول ما شاهدته وعاصرته، وهذا دوري كصحفية، ليس لدي تعليق على الدعوى المقامة، لكن هذه الممارسات هي ضد حرية الرأي والتعبير، بالإضافة إلى أن الدعوى تحمل إشارة إلى كوني مسلمة وليس من حقي أن أكتب في ملف الكنيسة!”.
وعبر صفحتها على “فيسبوك”، كتبت علام “مع الإشارة إلى إنني غير مسيحية بالشكل الذي يسلبني الحق في الكتابة عن الملف القبطي وهو ملفي الصحفي الذي عملت فيه طوال السنوات الماضية، كصحفية ودارسة للتشريعات الإعلامية والقوانين ذات الصلة أعرف أن ما كتبته لا يضعني تحت طائلة القانون بأي حال من الأحوال ولكنه يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك محاربة الأنبا اغاثون لحرية الرأي والتعبير من ناحية، وكذلك التلويح بالهوية الدينية للصحفي من ناحية أخرى وهي كلها أمور لن ترهبني ولن تثنيني عن الطريق الذي بدأته في الكتابة عن الكنيسة المصرية وشئونها بأي شكل كان، بل قد تشكل دافعًا إضافيًا للسير في حقل الألغام الذي دخلته طواعية ككاتبة لا يعنيها سوى البحث عن الحقيقة”.
تجدر الإشارة إلى أن محكمة النقض كانت قد أسدلت الستار على قضية مقتل الأنبا أبيفانيوس رئيس دير الأنبا أبو مقار في وادي النطرون، حيث أيدت المحكمة حكم الإعدام على وائل سعد تواضرس “أشعياء المقاري”، كما قررت تخفيف حكم الإعدام للمؤبد للراهب فلتاؤس المقاري فى القضية.
وأحال النائب العام، في أغسطس 2018 المتهمين وائل سعد تواضروس الراهب سابقًا باسم أشعياء المقارى، والراهب فلتاؤوس المقارى، إلى المحاكمة الجنائية، لقيامهما بقتل الأنبا إبيفانيوس، فيما كشفت التحقيقات في القضية رقم 3067 لسنة 2018 جنايات وادي النطرون قيام المتهمين بقتل المجني عليه الأنبا إبيفانيوس، حيث أقر المتهم الأول خلال التحقيق معه بأنه على إثر خلافاته والمتهم الثاني مع المجني عليه، اتفقا على قتله، وكان ذلك منذ شهر سابق بتاريخ الواقعة في هذا التاريخ، وأعدا له كمينا فى طريقه المعتاد من سكنه إلى كنيسة الدير لأداة صلاة قداس الأحد، وما إن شاهد المتهم الأول المجني عليه قام بالتعدي عليه، مسددًا له 3 ضربات متتالية على مؤخرة الرأس بواسطة الأداة التي أعدها لذلك (ماسورة حديدية) قاصدًا من ذلك إزهاق روحه، وذلك حال مراقبة المتهم الثاني للطريق، وعقب تيقنهما من وفاة المجني عليه فرا هاربين.