أ ف ب: قلق دولي على مصير علاء عبدالفتاح “المهدد بالموت”.. وماكرون وسوناك يثيران قضيته مع السيسي
أ ف ب
يزداد القلق الدولي حيال مصير المدون السجين السياسي المصري-البريطاني الأشهر علاء عبدالفتاح المهدد بالموت في زنزانته والذي أثار رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قضيته مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في شرم الشيخ على هامش مؤتمر “كوب27”.
وقال الناطق باسم رئاسة الوزراء البريطانية إن سوناك “أثار قضية علاء عبد الفتاح” خلال اللقاء مع السيسي “مشددا على قلق حكومته البالغ” حيال وضعه. وأضاف المتحدث أن رئيس الوزراء البريطاني “قال إنه يأمل في أن يتم حل هذه القصية في أسرع وقت ممكن وسيواصل الضغط من أجل احراز تقدم” بهذا الصدد.
بدوره، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين بأنه أثار قضية عبدالفتاح مع الرئيس المصري وتلقى تطمينا من السيسي يفيد بأن الأخير “تعهد ضمان المحافظة على صحة علاء عبد الفتاح”. وأعرب عن امله أن “تسمح الأسابيع والأشهر المقبلة بالتوصل إلى نتائج”. توقف علاء عبد الفتاح، الذي أعلن اضرابا كاملا عن الطعام الاسبوع الماضي، عن شرب الماء الأحد بالتزامن مع افتتاح مؤتمر المناخ للمطالبة بنيل حريته.
وحذرت الأمينة العامّة لمنظّمة العفو الدوليّة أنييس كالامار القاهرة الأحد من أنّه “لم يعد هناك الكثير من الوقت، 72 ساعة على الأكثر لإطلاق سراحه. إذا لم تفعل (السلطات المصريّة) ذلك، فإنّ موته سيحضر في كلّ مناقشات مؤتمر كوب27”.
ولكن وزير الخارجية سامح شكري سئل في شرم الشيخ عن احتمال أن يموت علاء عبدالفتاح في السجن فقال “إنه يحظى بكل الرعاية اللازمة في السجن”.
وأكد الوزير كذلك أن عبدالفتاح لم يقم بالإجراءات القانونية اللازمة للحصول على الجنسية البريطانية ولكن الكاتبة أهداف سويف وهي خالة عبدالفتاح أكدت في سلسلة تدوينات على تويتر أن السلطات المصرية طلبت منه التخلي عن الجنسية المصرية، وعندما وافق منعته من توقيع الأوراق اللازمة لإتمام ذلك.
وتوجّهت والدة علاء عبد الفتاح، الدكتورة ليلى سويف إلى سجن وادي النطرون (100 كيلومتر شمال القاهرة) حيث يقبع ابنها، للحصول على رسالة بخط يده والاطمئنان عليه الا أنها غادرت في المساء دون الحصول على شيء، بحسب ما كتبت شقيقته منى سيف على تويتر. وصباح الاثنين، بدأت ثلاث صحفيات إضرابا عن الطعام في مقر نقابة الصحفيين، للمطالبة بالإفراج عنه.
وأعلنت ايمان عوف ومنى سليم ورشا عزب على فيسبوك “بدء إضرابنا عن الطعام في مقر نقابتنا، نقابة الصحافيين المصريين تضامنا مع اضراب سجين الرأي علاء عبدالفتاح الذي يصارع الموت الآن وتضامنا مع كل معتقلي الرأي في مصر”.
وقالت منى سليم لفرانس برس “نتوقف عن تناول الطعام لأن علاء عبدالفتاح يواجه خطر الموت”. وأضافت “نطالب بإطلاق سراح كل سجناء الرأي”، الذين تقدر المنظمات الحقوقية عددهم بـ60 ألفا.
وفي بيروت، تظاهر قرابة 100 شخص، لبنانيون وسوريون ومصريون، تضامنا مع عبدالفتاح قرب السفارة البريطانية، بحسب مصور فرانس برس.
وقالت الناشطة والصحفية ديانا مقلد، التي حملت صورة بالأبيض والأسود لعبدالفتاح، كتب عليها “افرجوا عن علاء” إن الناشط المصري-البريطاني “رمز في العالم العربي”.
وأضافت “إنه يجسد المواجهة التي يخوضها العالم العربي منذ قرابة 12 عاما ضد السلطات القمعية. اننا مجتمعون اليوم لنرفع صوتنا للمطالبة بالإفراج عن علاء وعن آلاف السجناء الآخرين في مصر والعالم العربي”. وتتزايد تدوينات الناشطين المشاركين في كوب27 على وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم “أطلقوا سراح علاء”.
واختتم العديد من المتحدثين المنتمين للمجتمع المدني مداخلاتهم في كوب27 بعبارة “لم تهزم بعد” وهو عنوان النسخة الانكليزية من كتاب علاء عبدالفتاح “شبح الربيع”. ويقضي عبد الفتاح، وهو وجه بارز في ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، حكما بالسجن لخمس سنوات بتهمة “بث أخبار كاذبة”، وقد أمضى جزءا كبيرا من العقد الماضي في السجن.
وبحسب منظمة العفو الدولية، تم الافراج عن 766 سجين رأي منذ أن أعادت السلطات المصرية تفعيل لجنة العفو الرئاسي في أبريل الماضي. لكن 1540 آخرين ألقي القبض عليهم وسجنوا منذ ذلك الحين من بينهم شريف الروبي وهو ناشط يساري أعيد حبسه بعد إطلاق سراحه، وفق المنظمة الحقوقية الدولية. حصل علاء عبدالفتاح على الجنسية البريطانية في السجن في أبريل من خلال والدته المولودة في بريطانيا.