أمين جامعة الدول العربية: قرار مجلس الأمن جاء متأخرا.. ووقف إطلاق النار بغزة ما زال هو الهدف
اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط أن القرار الذي اعتمده مجلس الأمن برقم 2722، مساء الجمعة – والذي دعا إلى هدنة وممرات إنسانية ممتدة في جميع أنحاء قطاع غزة – قد جاء متأخراً وأنه ما زال بعيداً عن المطلوب تحقيقه وهو وقف إطلاق نار كامل في القطاع.
وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية – في بيان له يوم السبت – إن القرار هو محاولة لمنع مجاعة في القطاع، وإنقاذ البشر وبخاصة النساء والأطفال، من وضع كارثي، إلا أنه ليس كافياً لوقف آلة الاعتداء الإسرائيلية، خاصة أنه لا يتضمن وقفاً لإطلاق النار.
وأضاف أبو الغيط أن القرار جاء بعد مماطلة وتسويف نزولاً على رغبة إسرائيل، مشدداً على أن المطلوب ليس فقط إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع وإنما بالأساس حماية المدنيين من القصف المُستمر، وتحقيق وقف مُستدام لإطلاق النار، والبدء مباشرة في عملية إغاثية كبرى تشمل مئات الآلاف الذين صاروا يفتقدون للحد الأدنى من المقومات الضرورية للحياة.
وأشار أبو الغيط إلى أن كل خطوة لتخفيف معاناة المدنيين في غزة هي خطوة في الاتجاه الصحيح، ولكن معالجة الكارثة الإنسانية لا تكون بإجراءات جزئية، أو مسكنات لامتصاص غضب الرأي العام العالمي على ما يجري في غزة.
وشدد الأمين العام للجامعة العربية على أن رفض الوقف الفوري لإطلاق النار هو رخصة للقتل، وأن المساعي العربية لن تتوقف من أجل الوصول إلى إنهاء الحرب، مطالباً الولايات المتحدة بأن تُعيد قراءة الموقف وتتخذ القرار الصحيح من الناحيتين الإنسانية والسياسية بدلاً من الانسياق وراء رغبة اليمين الإسرائيلي المتطرف في إنزال عقاب جماعي وانتقام شامل من 2.3 مليون إنسان في قطاع غزة.
ووافق مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مساء الجمعة، على مبادرة مخففة لزيادة المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ودعا إلى اتخاذ خطوات عاجلة “لتهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال القتالية”.
جاء ذلك بعد أسبوع من تأجيل التصويت ومفاوضات مكثفة للتوصل إلى اتفاق ومحاولة تجنب استخدام الولايات المتحدة لحق النقض (الفيتو).
ووسط غضب عالمي إزاء ارتفاع عدد الضحايا في قطاع غزة على مدى 11 أسبوعا من الحرب بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت للسماح للمجلس المكون من 15 عضوا بتبني قرار صاغته الإمارات العربية المتحدة.
وصوت بقية أعضاء المجلس لصالح القرار باستثناء روسيا التي امتنعت هي الأخرى عن التصويت.
كما استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد محاولة روسية لإضافة دعوة “لوقف عاجل ومستدام للأعمال القتالية” لمسودة قرار بمجلس الأمن الدولي بشأن غزة.
من جانبها، أعلنت الحركة في بيان، أن قرار الأمم المتحدة الصادر في وقت سابق من اليوم الجمعة، والذي يدعو إلى توسيع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، هو “خطوة غير كافية ولا تلبي متطلبات الحالة الكارثية” بالقطاع.
وأضافت الحركة أن الإدارة الأميركية خلال الخمسة أيام الماضية عملت جاهدة على تفريغ هذا القرار من جوهره.
وتابعت أن أميركا تحدّت إرادة المجتمع الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة بوقف الحرب على الفلسطينيين.
ودخلت الحرب على غزة يومها الـ78، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي، يوم السبت، قصفه العنيف على مناطق متفرقة في قطاع غزة ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والمصابين. وتخللت الحرب هدنة إنسانية مؤقتة بدأت في 24 نوفمبر ودامت لـ7 أيام جرى فيها تبادل للأسرى بين الجانبين.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، استشهد أكثر من 20 ألف فلسطيني، غالبيتهم منهم من الأطفال والنساء وكبار السن، إضافة إلى نحو 56 ألف جريح.
وما زال الآلاف من المواطنين الفلسطينيين في عداد المفقودين، يرجّح أن يكون غالبيتهم قد استشهدوا تحت أنقاض منازلهم، ولم تستطع طواقم الإسعاف والإنقاذ من انتشالهم حتى اللحظة.