ألمانيا تكمم “تاريخ القدس”.. إلغاء مؤتمر للمؤرخ فينسنت ليمير في ألمانيا بسبب مواقفه من الاحتلال  

وكالات  

في خطوة تُظهر حساسية القضايا المرتبطة بالصهيونية في ألمانيا، تم إلغاء مؤتمر كان مقررًا أن يقدمه المؤرخ الفرنسي فينسنت ليمير، أحد أبرز المتخصصين في تاريخ القدس، بعد اعتراضات من السياسي الألماني السابق فولكر بيك، المعروف بمواقفه المؤيدة للصهيونية، وسط جدل متصاعد بشأن القضايا المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي، لا سيما بعد جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبها جنود الاحتلال في غزة منذ 7 أكتوبر 2023.   

ليمير، الذي يُدرس في جامعة جاستاف إيفيل في مارن لا فالي، حضر إلى برلين لتقديم النسخة الألمانية من كتابه المصور “تاريخ القدس”، الذي حقق نجاحًا كبيرًا في فرنسا ببيعه أكثر من 300 ألف نسخة وترجمته إلى عشر لغات. لكن بدلاً من تسليط الضوء على كتابه، وجد نفسه في مواجهة قرار مفاجئ بإلغاء المؤتمر.   

تم تنظيم المؤتمر من قبل جمعية أورانيا الثقافية في برلين، التي باعت بالفعل خمسين تذكرة للفعالية. لكن في اليوم ذاته، أُبلغ ليمير بإلغاء الحدث. أوضحت يوهانا سبوندل، المسؤولة عن الجمعية، أن الإلغاء جاء نتيجة انسحاب أحد المتحدثين وعدم العثور على بديل مناسب في الوقت المحدد.   

كان من المقرر أن يشارك في النقاش فولكر بيك، رئيس الجمعية الألمانية الإسرائيلية والنائب السابق عن حزب الخضر. في رسالة بريد إلكتروني، برر بيك انسحابه بما وصفه بـ”الانطباع الحالي المبالغ فيه” للمؤرخ، مؤكدًا أنه لا يستطيع المشاركة في حوار قد يتم تفسيره على أنه دعم غير مباشر لآراء ليمير النقدية تجاه إسرائيل.   

بيك أراد تحويل النقاش إلى قضية الأوامر الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت. انتقد بيك أيضًا موقف فرنسا الذي يمنح حصانة للزعيمين الإسرائيليين، مما زاد من حساسية الموقف.   

على الرغم من إعلان الإلغاء، نفى فينسنت ليمير ذلك في منشور له على منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، حيث قال: “على عكس ما أعلنته أورانيا برلين، فإن فعالية الليلة ما تزال قائمة. سأكون هناك مع زملائي المؤرخين والصحفيين وناشري إدموند جاكوبي”.   

يجسد هذا الحادث التوترات العميقة في ألمانيا بشأن حرية التعبير عندما يتعلق الأمر بانتقاد إسرائيل. في سياق يتسم بتزايد الضغط على الأصوات التي تسلط الضوء على جرائم الاحتلال، يبدو أن الحديث عن تاريخ القدس لا يزال يخضع لرقابة مشددة، حتى عندما يصدر من مؤرخ عالمي مشهود له.   

بينما يحاول فينسنت ليمير مواصلة نشر روايته التاريخية الشاملة عن القدس، يبقى السؤال: إلى متى ستظل الأصوات المنتقدة للاحتلال الإسرائيلي مُحاصرة في الفضاء الأوروبي؟ 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *