أزمة تيجراي| أبي أحمد يلغي وقف إطلاق النار.. و”العفو الدولية”: القوات الإثيوبية والإريتيرية اغتصبت المئات من نساء وفتيات الإقليم
وكالات
ألغت الحكومة الإثيوبية الهدنة الإنسانية ووقف إطلاق النار المعلن منذ يونيو الماضي مع “الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي” شمالي البلاد، وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء آبي أحمد، نشر على تويتر، أن أديس أبابا “قررت مواجهة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، وإلغاء وقف إطلاق النار”.
وحمل البيان رسالة من آبي أحمد، دعا خلالها جميع الإثيوبيين القادرين على الانضمام إلى الجيش لمواجهة “جبهة تحرير تيجراي”، كما طالب الإثيوبيين بأن يكونوا “عيون وآذان البلد من أجل تعقب وكشف الجواسيس والعملاء” لقوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي.
وجاء البيان شديد اللهجة بعد أسابيع من التعبئة من قبل الحكومة، بما في ذلك التجنيد العسكري وحملات التبرع بالدم، حيث توغلت قوات تيجراي في منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين لإثيوبيا.
وفي يونيو الماضي أعلنت أديس أبابا وقف إطلاق النار في إقليم تيجراي، ومنذ نوفمبر الماضي، وبداية الحرب في الإقليم بين القوات الإثيوبية وعناصر الجبهة الشعبية، قتل آلاف الأشخاص، ونزح حوالي 300 ألف شخص خارج تيجراي مع اتساع نطاق الصراع.
يشار أن الحكومة الإثيوبية، أعلنت، في وقت سابق من العام الجاري أن حزب تيجراي الحاكم السابق، الذي كان يهيمن لفترة طويلة على الحكومة الفيدرالية قبل تولي آبي السلطة، “جماعة إرهابية”.
وقال تقرير لمنظمة العفو الدولية، نشر اليوم الأربعاء، إن القوات الإثيوبية والإريتيرية اغتصبت مئات النساء والفتيات في منطقة تيجراي، التي تشهد حربا، وفرضت على بعض الضحايا العبودية الجنسية وتشويه أعضاء.
ويوثق التقرير الذي أعد استنادا إلى مقابلات مع 63 ضحية، الفظاعات التي فتحت السلطات الإثيوبية تحقيقا فيها، فيما أدين ثلاثة جنود حتى الآن بتهمة الاغتصاب، ويلاحق 25 آخرون بتهمة ”العنف الجنسي والاغتصاب“.
وقالت بعض الناجيات إنهن تعرضن لاغتصاب جماعي فيما كن محتجزات طوال أسابيع، وروت أخريات أنهن اغتصبن أمام أفراد من عائلاتهن، وتعرضن لعنف جنسي ”تسبب لهن بإصابات دائمة قد لا يمكن علاجها“، بحسب منظمة العفو الدولية.
وأوضحت الأمينة العامة للمنظمة، أنييس كالامار، أنه ”من الواضح أن الاغتصاب والعنف الجنسي استخدما كسلاح حرب لإلحاق ضرر جسدي ونفسي دائم بالنساء والفتيات في تيجراي.. تعرض المئات منهن لمعاملة وحشية تهدف الى إذلالهن وتجريدهن من إنسانيتهن“.
وأضافت أن ”فداحة وحجم الجرائم الجنسية المرتكبة تثير صدمة شديدة، ويمكن أن ترقى إلى مستوى جرائم حرب أو حتى جرائم ضد الإنسانية“.
وقال عدد كبير من النساء في مقابلات صحفية أجريت معهن الأشهر الماضية، إنهن تعرضن لاغتصاب جماعي من قبل جنود إثيوبيين وإريتيريين.
وكانت المعارك في منطقة تيجراي (شمالا)، قد بدأت في تشرين الثاني/نوفمبر بعدما أرسل رئيس الوزراء آبي أحمد الجيش الفيدرالي للتخلص من السلطات المحلية المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيجراي.
وقال آبي أحمد، الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2019، إن هذه العملية جاءت ردا على هجمات ضد معسكرات للجيش الفيدرالي أمرت بها الجبهة.
ومع تكثف النزاع، باتت الحصيلة الإنسانية مأساوية، إذ تفيد الأمم المتحدة أن ثمة 400 ألف شخص يعيشون في ظروف مجاعة في تيجراي، فيما تواجه المساعدات الإنسانية صعوبات في الوصول إلى تلك المنطقة.
وبحسب منظمة العفو الدولية، فإن المنفذين المحتملين لهذه الفظاعات هم من قوات إريتيريا المجاورة، التي ساندت رئيس الوزراء الإثيوبي وقوات الأمن وميليشيات من منطقة أمهرة الإثيوبية المجاورة لتيجراي.
وقالت أكثر من عشرين امرأة لمنظمة العفو الدولية إنهن تعرضن لاغتصاب من قبل إربتيريين فقط، فيما قالت نساء أخريات إن إريتيريين وإثيوبيين كانوا معا.
وأوضحت امرأة تبلغ من العمر 21 عاما أنها احتجزت على مدى 40 يوما، وقالت: ”لقد اغتصبونا وجوعونا.. كنا نحو ثلاثين امرأة، اغتصبونا جميعا“.
بدورها، سجلت مراكز صحية في تيجراي 1288 حالة عنف ضد النساء في الفترة من شباط/فبراير وحتى نيسان/أبريل 2021، بحسب تقرير منظمة العفو الدولية، فيما يقدر الأطباء أن الكثير من الضحايا لا يأتون لرؤيتهم.