أزمة تدنيس القرآن بالسويد.. الخارجية المصرية: تكرار حوادث ازدراء الأديان وتعالي خطاب الكراهية ينذر بتداعيات بالغة.. ويجب محاسبة مرتكبيها
أدانت جمهورية مصر العربية بأشد العبارات سماح السلطات السويدية لأحد المتطرفين بتكرار التعدي على القرآن الكريم وتمزيقه في العاصمة السويدية ستوكهولم، في تحدٍ سافر يتجاوز حدود حرية التعبير ويستفز مشاعر ملايين المسلمين حول العالم، وينتهك مقدساتهم.
وعبرت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية اليوم الجمعة 21 يوليو 2023، عن بالغ قلقها إزاء تكرار حوادث ازدراء الأديان وتفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا وتعالي خطاب الكراهية في العديد من الدول، بما ينذر بتداعيات بالغة ومؤثرة على أمن واستقرار المجتمعات والتمتع بحقوق الإنسان.
وأكدت مصر ضرورة أن تضطلع الدول بمسؤولياتها في التصدي لهذه الجرائم ومنع تكرارها ومحاسبة مرتكبيها، وأهمية احترام الدول لالتزاماتها الدولية لتعزيز التعايش السلمي والتناغم الاجتماعي ونشر ثقافة التسامح وتقبل الآخر.
كان عواصم عدد من الدول الإسلامية شهدت تظاهرات احتجاجية تخللها رفع نسخ من المصحف، للتنديد بسماح ستوكهولم بتنظيم تجمع قال منظّمه إنه يعتزم خلاله إحراق نسخة من المصحف، كما استدعت السعودية وإيران سفيرَي السويد لديهما، لتسليمهما مذكرة احتجاج تتضمن مطالبتهما من السلطات السويدية بـ”اتخاذ الإجراءات الفورية واللازمة لوقف هذه الأعمال المشينة والتي تخالف كافة التعاليم الدينية، والقوانين والأعراف الدولية”.
واستنكرت حكومات عدد من الدول الإسلامية، فضلا عن منظمة التعاون الإسلامي “التصرفات المتكررة وغير المسؤولة من قبل السلطات السويدية بمنح بعض المتطرفين التصاريح الرسميّة التي تخولهم من حرق وتدنيس نسخ من القرآن الكريم، في تصرف يُعد استفزازًا ممنهجًا لمشاعر الملايين من المسلمين حول العالم”.
وطلب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في رسالة وجّهها إليه، “إدانة هذا العمل على الفور واتخاذ الإجراءات اللازمة في أسرع وقت ممكن لمنع تكرار مثل هذا العمل المهين والاستفزازي”.
وندّد كنعاني بـ”إهانة المقدسات الدينية والكتب المقدسة أينما يحصل ذلك ومن جانب أي شخص”، معتبرًا أن “لا قيمة لحرية التعبير التي تُستخدم لمهاجمة الكرامة والأخلاق والمقدسات الدينية”.
من جهته، دعا زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله مساء الخميس إلى طرد القائم بالأعمال السويدي في بلاده، بينما نددت تركيا بالتدنيس “الوضيع” لمصحف أمام السفارة العراقية في ستوكهولم، وحثّت السويد على “اتخاذ إجراءات رادعة” لتجنب أي عمل مماثل.
وأحرق محتجون سفارة السويد في بغداد وطُردت السفيرة السويدية في العراق رداً على “تدنيس” اللاجئ العراقي في السويد سلوان موميكا نسخة من المصحف. واستدعت السويد القائم بالأعمال العراقي في ستوكهولم احتجاجاً على حرق السفارة الذي اعتبرته “أمراً غير مقبول على الإطلاق”.
في قمة الناتو في فيلنيوس، حذّر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ستوكهولم من السماح بتنديس القرآن، وقال “نتوقع من السويد ألا تتسامح بعد الآن مع الهجمات ضد القرآن التي تسيء إلى أكثر من ملياري مسلم في العالم”.
كما أعلن اردوغان حينها أن البرلمان التركي لن يصادق على انضمام السويد إلى الناتو قبل أكتوبر، بعد العطلة البرلمانية.
منذ يناير، جرى حرق المصحف أو صفحات منه، مرتين في السويد، الثانية في يونيو على يد سلوان موميكا، ما أثار غضبا في العالم الإسلامي. وفي يناير، قام المتطرف اليميني السويدي الدنماركي راسموس بالودان بالفعل نفسه قرب السفارة التركية.
وأعلنت وزارة الخارجية السويدية الجمعة نقل عمليات سفارتها والعاملين فيها في العراق بشكل مؤقّت إلى ستوكهولم لأسباب أمنية، وذلك بعد يوم من إحراقها من قبل متظاهرين في بغداد.
وكتبت متحدّثة باسم وزارة الخارجية السويدية في رسالة لوكالة فرانس برس أنّ “الأمن يمثل أولوية. نُقلت عمليات السفارة وموظفوها مؤقتًا إلى ستوكهولم لأسباب أمنية”.
وبالإضافة إلى طرد السفيرة السويدية، قرر العراق سحب القائم بالأعمال العراقي من السويد على خلفية قضية حرق القرآن، وفق بيان رسمي.
كما أعلنت السلطات العراقية تعليق ترخيص عمل شركة إريكسون السويدية للاتصالات على الأراضي العراقية على خلفية القضية نفسها، كما ورد في بيان صادر عن هيئة الاعلام والاتصالات الحكومية نقلته وكالة الأنباء العراقية الرسمية.
ودانت وزارة الخارجية الأردنية في بيان “قيام أحد المتطرفين بتمزيق نسخة من المصحف الشريف في العاصمة السويدية ستوكهولم بحماية من السلطات السويدية” معتبرة ذلك “تصرفاً أرعن يؤجج الكراهية، ومظهراً من مظاهر الإسلاموفوبيا المحرضة على العنف والإساءة للأديان”.
بعد ساعات من التوتر في بغداد الخميس، لم ينفّذ سلوان موميكا البالغ 37 عاماً خطّته، وأمام حشد تجمّع خلف حواجز هاتفا “الله أكبر”، واصل موميكا استفزازاته وقام بتمزيق نسخة من المصحف.
وكانت الشرطة السويدية قد سمحت بهذا التجمع باسم حرية التظاهر، مشيرةً في الوقت نفسه إلى أن ذلك لا يعني أنها تتفق مع مضمونه.
13m