أزمة “أيا صوفيا”.. تقنية ضوئية لطمس معالمه المسيحية وغضب بالفاتيكان.. وأردوغان: لا نستغرب مناداتهم بتحويل الكعبة والأقصى لمتحف
الخارجية الأمريكية: القرار أصابنا بخيبة الأمل.. وحزب يوناني يطالب بتحويل محل إقامة أتاتورك لمتحف تخليدا لذكرى الإبادة الجماعية
قالت صحيفة “حرييت” التركية إن السلطات التركية بدأت تخفي وتطمس رموز آيا صوفيا الدينية بتقنية ضوئية، حيث سيتم تغطية الأيقونات ولوحات الفسيفساء، بتكنولوجيا تعتمد على الضوء، عقب قرار اعتمادها كمسجد، وتحديد أول صلاة جمعة فيها يوم 24 يوليو الحالي، وسط استنكار من جانب معظم دول العالم، فضلا عن عدد من المؤسسات الدينية.
وتنتشر الأيقونات ولوحات الفسيفساء في جدران وسقف آيا صوفيا، التي حمل في معظمها رموزا مسيحية مثل صورة المسيح والسيدة مريم العذراء.
وسيتم استخدام ستائر خاصة خلال الصلوات الإسلامية، فيما سيوضع سجاد على أرضية المسجد والذي سيتم إضاءته بطريقة معينة من أجل تعتيم الأيقونات في الأسقف والجدران، وتعني القرارات الأخيرة، أن السائحين سيتعين عليهم خلع أحذيتهم قبل الدخول إلى المسجد، بحسب موقع “جريك سيتي تايمز” اليوناني.
في المقابل، أعرب بابا الفاتيكان فرنسيس، اليوم، عن “حزنه الشديد” لقرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تحويل آيا صوفيا إلى مسجد، مضيفا: “إن تفكيري يذهب إلى اسطنبول، أفكّر بآيا صوفيا، إنني حزين جداً”، خلال خروجه عن النص المعدّ مسبقاً خلال “صلاة التبشير”.
كما عبّر المجلس العالمي للكنائس، الذي يضم 350 كنيسة مسيحية غير كاثوليكية من جميع أنحاء العالم، أمس، عن “ألمه واستيائه” إزاء القرار.
وقال الأمين العام للمجلس العالمي يوان ساوكا، في رسالة موجهة إلى الرئيس التركي، إنه منذ عام 1934 كانت آيا صوفيا “موقعا للانفتاح واللقاء ومصدر إلهام لأشخاص من جميع الدول والعقائد”، مؤكدا أن آيا صوفيا “كانت مثالا على التزام تركيا بالعلمانية والاندماج والرغبة في ترك نزاعات الماضي.
وفي سبيل رده على القرار، دعا حزب “الحل” اليوناني، إلى تحويل محل ولادة مؤسس الجمهورية التركية، مصطفى كمال أتاتورك في مدينة سالونيك اليونانية إلى متحف لتخليد ذكرى الإبادة الجماعية اليونانية في منطقة بونتوس المطلة على البحر الأسود، بحسب “جريك سيتي تايمز”.
وقال الحزب السياسي في بيانه الذي أصدره في نفس يوم تغيير وضع المعلم التاريخي الذي بني في القرن السادس، “لا يمكن لأي محكمة تركية أن تدنس الشخصية التاريخية لآيا صوفيا”.
وقال تقرير “جريك سيتي تايمز”، إن اليونانيين والأرمن والآشوريين ينظرون لأتاتورك كأحد أهم مرتكبي الإبادة الجماعية ضد الأقليات المسيحية في الإمبراطورية العثمانية، ما أدى إلى إبادة ممنهجة لحوالي 3.5 مليون شخص.
وكانت المحكمة العليا التركية قد أصدرت حكما الجمعة، يمهد الطريق لتحويل متحف “آيا صوفيا” في مدينة إسطنبول إلى مسجد، قبل أن يوقع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرسوما رئاسيا بذلك في نفس اليوم، وألغت المحكمة التركية قرارا صادرا في عام 1934، تم تحويل “آيا صوفيا” بموجبه إلى متحف.
وأعربت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الأول، عن “خيبة أملها” إزاء تحويل الحكومة التركية متحف آيا صوفيا إلى مسجد، وقالت المتحدثة باسم الوزارة، مورجان أورتاجوس، “نحن نشعر بخيبة الأمل إزاء قرار الحكومة التركية تغيير وضع آيا صوفيا”.
ورد أردوغان على الانتقادات التي وجهت لتركيا بعد إعلان تحويل آيا صوفيا إلى مسجد وسط الجدل التاريخي الكبير الذي يدور حول هذا المعلم التاريخي المدرج ضمن قائمة التراث العالمي.
وقال أردوغان: “لا نستغرب إذا ما نادى هؤلاء لاحقًا بتحويل الكعبة التي هي أقدم دار عبادة أو المسجد الأقصى إلى متحف، ونسأل الله تعالى أن يحفظ وطننا والإنسانية من هذه العقلية إلى الأبد، وألا يختبر هذه الأمة ثانية بمن يكنون العداوة لقيمها”.
كما سردت الوكالة التركية أن “فتح إسطنبول وتحويل “آيا صوفيا” إلى مسجد، يعتبر من بين أنصع صفحات التاريخ التركي. فبعد حصار طويل يدخل السلطان محمد الفاتح مدينة إسطنبول فاتحا في 29 مايو (أيار 1453)، ويتوجه مباشرة إلى آيا صوفيا. وعندها ساور السكان البيزنطيون الخوف والقلق بانتظار مصيرهم داخل آيا صوفيا، فيعطيهم الفاتح الأمان على حياتهم وحرياتهم.. ثم يدخل (محمد الفاتح) آيا صوفيا، ويغرس رايته كرمز للفتح في المكان الذي يوجد فيه المحراب، ويرمي سهما باتجاه القبة، ويصدح بأول أذان داخله، وهكذا يسجل فتحه، ينتقل بعدها إلى أحد زوايا المعبد فيسجد سجدة شكر ثم يصلي ركعتين، وبتصرفه هذا يكشف عن تحويل آيا صوفيا إلى مسجد. السلطان محمد الفاتح عاين بدقة المعبد الذي يعد لؤلؤة إسطنبول من أرضيته إلى سقفه”.