أديس أبابا تعتقل موظفًا أمميًا وتنفي الاعتداء على الأراضي السودانية.. والبرهان: لسنا في عداء مع إثيوبيا
كتب – أحمد سلامة ووكالات
نفت إثيوبيا أن تكون شنت هجوما في نهاية الأسبوع عند حدودها مع السودان، وحمّلت المسؤولية في النزاع الحدودي لمتمردي تيجراي.
ونفى الناطق باسم الحكومة ليجيسي تولو التقارير عن شن الجيش الإثيوبي هجوما على السودان معتبرا أنها “عارية عن الصحة”.. مضيفا أن “مجموعة كبيرة من المتمردين وقطاع الطرق والإرهابيين دخلوا (من السودان)”.
وتابع في تصريحات بثتها هيئة الإذاعة الإثيوبية أن “قوة الدفاع الوطنية الإثيوبية والمليشيا المحلية قضتا عليهم”.. متهما جبهة تحرير تيجراي بإجراء تدريبات في السودان وتتلقى الدعم من “جهات داعمة أجنبية” لم يحددها.
والسبت أعلن الجيش السوداني مقتل “عدد” من أفراده في هجوم للقوات الإثيوبية ومجموعات مسلحة، في منطقة الفشقة الزراعية الخصبة.
وشدد المتحدث على أن إثيوبيا حريصة على حل المسألة سلميا.. وتابع في إشارة إلى الجيش أن “قوات الدفاع الوطنية ليس لديها نية لبدء هجوم على أي دولة ذات سيادة”.
وأضاف “هناك أراض اجتاحتها القوات السودانية. والحكومة تسعى لتسوية (النزاع) بعملية سلمية عن طريق الحوار والتفاوض”.
وفي نوفمبر 2020 تزامنا تقريبا مع إرسال أبيي أحمد قوات فدرالية إلى تيغراي لإطاحة جبهة تحرير شعب تيغراي، نشرت الخرطوم جنودا في الفشقة (التي يعتبرها السودان جزءًا من أراضيه) في خطوة اعتبرتها أديس أبابا استفزازا.
وتشهد العلاقات بين السودان واثيوبيا تدهورا منذ أشهر بسبب التنازع على هذه المنطقة، ما تسبب باشتباكات دامية العام الماضي.
لكن في تصريحات بثتها وسائل إعلام رسمية الأحد،
في سياق متصل، أعلنت الأمم المتحدة، اعتقال أحد موظفيها الدوليين في إثيوبيا، ليرتفع إجمالي موظفيها المعتقلين هناك إلى 7.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، مساء الاثنين.
وقال المتحدث الرسمي: “تم إبلاغنا اليوم باعتقال زميل لنا يعمل في منظمة الأمم المتحدة المعنية بالطفولة (يونيسيف) في إثيوبيا”، مضيفا “وبذلك يرتفع عدد موظفينا المعتقلين في هذا البلد إلى 7 موظفين.. وجميعهم رهن الاحتجاز غير المبرر وغير المقبول”.
وفي بيان أصدره في 17 نوفمبر الجاري، طالب الأمين العام أنطونيو جوتيريش إثيوبيا بالإفراج الفوري عن موظفي الأمم المتحدة المحتجزين لديها في أديس ابابا.
وأفاد جوتيريش في البيان بأن الموظفين محتجزون بدون تهمة، ولم تقدم إثيوبيا أي معلومة محددة بشأن أسباب القبض عليهم، مشدداً على أن موظفي الأمم المتحدة يقومون بعمل حاسم ونزيه في أديس ابابا.
من جانبه، زار الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش السوداني، أمس، الحدود الشرقية مع إثيوبيا، وتفقد القوات في منطقة بركة نورين بمدينة الفشقة بولاية القضارف، غداة إعلان الخرطوم صد هجوم لقوات إثيوبية على المنطقة، أدى لمقتل 6 من منسوبي الجيش السوداني وإصابة 31 منهم.
وقال: إن «الشعب السوداني يقف إلى جانب القوات المسلحة في بسط السيطرة على أراضي البلد»، مشدداً على أن «السودان ليس في حالة عداء مع إثيوبيا»، وشدد على الالتزام «بحماية السودانيين في الفشقة من أي تهديدات».
ودعا البرهان مواطني الفشقة للانخراط في أنشطتهم الزراعية والتفرغ لشواغلهم الحياتية، مضيفاً: «الفشقة أرض سودانية خالصة، ولن نفرط في شبر من أراضينا».
وبالتزامن مع زيارة البرهان للفشقة، أعلن الجيش السوداني مقتل 40 مسلحاً إثيوبياً في المعارك الأخيرة بالمنطقة.
وأدى النزاع المسلح في شمال إثيوبيا إلى مقتل الآلاف ودفع مئات الآلاف إلى حافة المجاعة، وفق تقديرات الأمم المتحدة.
والأسبوع الماضي أعلن آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا الحائز على جائزة نوبل للسلام 2019، توجهه إلى الجبهة لقيادة العمليات ضد جبهة تحرير شعب تيجراي.
ويوم الأحد الماضي ذكرت وسائل إعلام رسمية أن الجيش وقوات خاصة من منطقة عفر سيطرت على بلدة شيفرا.
وشهدت المنطقة المحيطة بشيفرا معارك ضارية في الأسابيع القليلة الماضية، فيما تسعى جبهة تحرير شعب تيجراي للسيطرة على طريق سريع رئيسي لنقل السلع إلى أديس أبابا.