«أحوال الصحافة».. خالد السرجاني يرصد حال صحافة مصر قبل وبعد ثورة يناير في كتاب يصدر عن دار المرايا
عبدالله السناوي: الكتاب يحفظ الذاكرة الوطنية في سنوات التحولات العاصفة ويقدم نقد كاشف لسنوات من «الانهيار المهني» في أعرق الصحف المصرية
شهد معرض القاهرة الدولي للكتاب في دروته الـ54 صدور كتاب “أحوال الصحافة المصرية قبل وبعد ثورة 25 يناير”، للكاتب الصحفي الراحل خالد السرجاني، عن دار المرايا للنشر والثقافة.
وقدم السرجاني، في أحد عشر فصلًا، شهادته عن أحوال الصحافة المصرية من واقع خبرة عملية لمسيرة مهنية امتدت لأكثر من 30 عامًا انعكست في رصد، وتحليل المؤثرات التي شكلت حال الصحافة، والإعلام في أبرز مراحل التاريخ المصري المعاصر.
ويحتفي السرجاني في كتابه بقيم الحرية عمومًا، وحرية الرأي والصحافة خصوصًا كأحد شروط ازدهار وبقاء مهنة العمل الصحفي، والإعلامي، وحقًا أصيلًا للقارئ قبل الصحفي. كما أنه يقدم تقييم شامل لدور المجالس والهيئات والنقابات المعنية بالصحافة والإعلام في مصر، ورؤية استشرافية للتحديات التي تواجه الصحافة، والصحفيين المصريين في ظل تطورات العصر.
ووثق السرجاني في صفحات كتابه أمثلة عديدة للتضليل الإعلامي الذي غلب الصحافة القومية لقضايا شغلت الرأي العام مثل صحة الرئيس، والتعديلات الدستورية، والانتخابات الرئاسية عام 2005، وحركة كفاية، و إضراب 6 إبريل، وتغطية مباراة مصر والجزائر في “أم درمان” عام 2010. كما رصد قصص نجاح للصحافة الخاصة، والتحديات التي واجهت استمرارها بالنظر لأزمة صحيفتي البديل، والدستور. وتوقف الكاتب أمام الأحوال المستجدة في الصحافة المصرية بعد ثورة يناير، وارتفاع سقف الحريات بصورة غير مسبوقة، لكنه بعد وقت قصير لاحظ تراجعًا في مستوى التغطيات الصحفية، وأنها بدأت تعود إلى سالف العهد القديم. بجانب ما تعرض له الإعلام من محاولات للأخونة.
يذكر أن الكتاب تصدره تقديم لمجموعة من أبرز الكتاب الصحفيين والروائيين: (عبد الله السناوي، ويحيى قلاش، وجمال فهمي، وأحمد صبري أبو الفتوح، وسيد كراوية، وأسامة الرحيمي).
“النقد الكاشف”، هكذا وصف الكاتب الصحفي عبد الله السناوي كتاب “أحوال الصحافة”، لافتًا إلى ما قدمه السرجاني من تعرية للانهيار المهني في أعرق الصحف المصرية. واعتبر السناوي الكتاب مساهمة جادة في حفظ الذاكرة الوطنية خلال سنوات التحولات العاصفة.
وأضاف السناوي: “تقول الحكمة الصينية قال رأيه ومضى، وهنا تكمن القيمة التاريخية لشهادة “السرجاني” على أحوال الصحافة في تلك الحقبة الاستثنائية، في ظل غياب وجود شهادات أخرى لها صفتي الصدقية والشمول على ما كان يجري بالصحافة المصرية قبل ثورة يناير وبعدها تُبيح بالمسكوت عنه في التاريخ الصحفي المصري.”
بدأ السرجاني مسيرته المهنية عام 1983 بالعمل في جريدة الجمهورية ثم انتقل للعمل في جريدة الأهرام عام 1987، وتولى منصب مدير تحرير جريدة الدستور عام 2005، وكان المسؤول عن تحرير صفحة “الصحافة” بالجريدة منذ عام 2005 حتى 2010، والتي تركت تراثًا عن أوضاع مهنة الصحافة في مصر.
وشارك السرجاني في العديد من الكتب والمؤلفات منها: نكبة العراق” الآثار السياسية والاقتصادية الصادر عن مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية عام 2003، والمؤسسة التشريعية في الوطن العربي الصادر عن مركز الدراسات السياسية بجامعة القاهرة عام 2000، وحال الأمة العربية (2002-2003)، و”صحفيون بلا حماية”. وله العديد من الدراسات التي نشرت في دوريات محكمة منها السياسة الدولية، والمستقبل العربي. وأبحاث نشرت باللغتين الفرنسية، والإنجليزية. وكان مسئولًا عن تحرير القسم الخاص بالمغرب العربي في التقرير الإستراتيجي العربي منذ تأسيسه.