“أحمود أريبري”.. فصل جديد من العنصرية ضد ذوي البشرة السمراء بأمريكا
كتب – محمود هاشم
أعادت واقعة مقتل الشاب الأمريكي أحمود آربيري برصاص رجلين أبيضين، فتح أزمة العنصرية ضد المواطنين من ذوي البشرة السمراء في الولايات المتحدة، بعد إطلاق النار عليه في منتصف أحد الشوارع بمدينة برونزويك بولاية جورجيا، بينما كان يمارس رياضة الجري.
وتم تحريك القضية عقب نشر محامي عائلة أحمود أربيري، الثلاثاء الماضي، شريط فيديو يوثق الجريمة، ويظهر الشاب في الفيديو وهو يركض في طريق، قبل أن تعترضه شاحنة خفيفة بيضاء يقف بجانبها رجل أمسك به، ثم تسمع طلقة نارية أولى وثانية.
وأعلن مدير الشرطة في ولاية جورجيا فيك رينولدز، الجمعة الماضية، أن التحقيقات لا تزال مستمرة بعد توقيف رجلين أبيضين للاشتباه بتورّطهما في قتل الشاب ، دون أن يشرح سبب التأخر في توقيفهما 74 يوما.
ووضع جريجوري ماك مايكل (64 عاما) – شرطي سابق – وابنه ترافيس (34 عاما) قيد التوقيف، ووجهت إليهما تهمة قتل أحمود أربيري (25 عاما) يوم 23 فبراير الماضي، في مدينة برونزويك جنوب البلاد، التي لها تاريخ طويل حافل بالعنصرية.
وقال فيك رينولدز، خلال مؤتمر صحفي، إن عناصر الاتهام بالقتل التي تجمّعت لدى أجهزة الشرطة مساء الثلاثاء الماضي “أكثر من كافية”، حيث جاءت عملية المداهمة بعد انتشار فيديو لعملية القتل، ما أثار استياء كبيرا في البلاد، وأثناء المؤتمر الصحفي، تجمّع مئات المحتجين أمام محكمة المدينة للمطالبة بإحقاق العدالة.
وعلى الرغم من عدم توجيهه انتقادات لعمل المحققين المحليين على مدى شهرين بعد عملية القتل، قال قائد شرطة الولاية إنه كان هناك أمور غير منجزة عند تسلم الملف.
وقال إن الفرق الأمنية التابعة له تمكّنت خلال 36 ساعة من توليها التحقيق من إجراء التوقيفين، واعتبر أن ذلك “يوجز كلّ شيء”، لكن التحقيق لم ينته، ويمكن إجراء توقيفات أخرى.
ويركّز المحققون جهودهم على العثور على الشخص الذي صوّر فيديو عملية القتل، مع ذلك، أكد رينولدز أن التحقيقات تركز على القتل فقط، دون البحث في أسباب تأخر رد فعل الشرطة والمدعين العامين.
ووفق تقرير الشرطة، قال جريجوري إنه اعتقد أن أربيري لصّ ينشط في الحي وهو بصدد الرصد أمام منزله، وأضاف أنه تابعه برفقة نجله وهما مسلحان ثم تطورت الأمور إلى الأسوأ، فيما قالت عائلة الضحية إنه كان يمارس رياضة الركض، وإنه ضحية جريمة عنصرية.
وتراجع اثنان على الأقل من المدعين العامين عن القضية لعلاقتهما مع المحقق المتقاعد المتقاعد في برونزويك ماك مايكل الأكبر، ولاقى القتيل حملات دعم واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وصل صداها إلى مسئولين بارزين ومشاهير في جميع المجالات، وسط منشورات مواساة لأسرته، ومطالبات بالعدالة من قاتليه.
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معلقا على الواقعة، إن الفيديو محزن ومثير للقلق بشكل كبير، وقدم تعازيه لأسرته وأصدقائه، مبديا في الوقت ذاته ثقته في عدالة القضاء بجورجيا في تعامله مع القضية.
وقال جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي المرتقب لمنافسة ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية: “إن أحمود قتل بدم بارد، وعائلته تستحق العدالة الناجزة من المتسببين في قتله”.
وأضاف: “شاهد الكثير منا اللقطات المروعة لأحمود أربيري في نزهة، تم إعدامه أمام أعيننا، بشكل صريح لا لبس فيه ولا رحمة، وهو في الـ26 من عمره، المتهمان تم اعتقالهما فقط بعد أن شاهد الأمريكيون اللقطات وتحدثوا بشأنها”.
وأوضح بايدن أن هذا العمل الوحشي يستدعي إلى الذهن أحلك فصول التاريخ الأمريكي، بارتكاب مذابح في دور العبادة في مسيرة شارلوتسفيل، وتابع: “يجب أن تشعر الأمهات والآباء الأمريكيون من أصل إفريقي بالثقة في أن أطفالهم يمشون بأمان في شوارع أمريكا، وحتى نصل إلى هناك يبقى العمل عاجلاً وغير مكتمل”.
وقال أسطورة كرة السلة ليبرون جيمز، معلقا على الواقعة: “نحن مطاردون حرفيا كل يوم، في كل مرة نتقدم خارج منازلنا، لا يمكننا حتى الخروج لممارسة الجري، أنا آسف أحمود، ارقد في الجنة”.
وأبدت مغنية البوب الأمريكية الشهيرة تايلور سويفت استنكارها لما وصفته بـ”القتل العمد بدم بارد، وبدوافع عنصرية لأحمود أربيري”، مطالبة بمحاكمة قاتليه.
وأبدت عضوة الكونجرس أيانا بريسلي، تعاطفها مع الضحية قائلة: “لا أكاد أملك كلمات للتعبير عما أشعر به أنا وزوجي بقراءة الأخبار عن مقتل أحمود، نحن بحاجة إلى العدالة، تمشي وأنت أسود، وتتناول الطعام وأنت أسود، وتركض وأنت أسود”.