يوم حزين .. شخصيات عامة تعليقا على قرار توقف “الشبكة العربية”: خسارة للحركة الحقوقية والأسباب مؤسفة.. الطريق لم ينته

خالد البلشي: يوم حزين.. لكني لازلت مقتنعا أن الطريق لم ينته وأدرك أننا سنكون معا في الدفاع عن الحرية في هذا المجتمع مهما اختلفت الطرق

مالك عدلي: كلام جمال عيد عن أسبابه وقف نشاط الشبكة العربية حزين ومؤسف.. أتمني دي تكون استراحة محارب

فوزي: التحية لجمال عيد والزملاء في الشبكة العربية والعاملين فيها منذ تأسيسها… وثقتم أعمال المنظمات الحقوقية فى فترة مهمة

حملة تضامن عبر مواقع التواصل الاجتماعي.. ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان يعلن دعمه وتضامنه مع الشبكة العربية

كتب – أحمد سلامة

أعرب عدد من الشخصيات العامة والمهتمين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي عن أسفهم العميق لقرار توقف الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بعد 18 عامًا من العمل المتواصل في المجال الحقوقي.

وقررت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان وقف نشاطها اليوم، 10 يناير بعد نحو 18 عاما من العمل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وخاصة، حرية الصحافة والإعلام.. وقال جمال عيد مدير الشبكة تعليقا على القرار ” لم نعد قادرين على الاستمرار كمؤسسة، نعتذر لكل الضحايا ، ونكمل كمحامين ومدافعين أفراد عن سجناء الرأي”

واعتذرت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان في بيان لها اليوم عن الاستمرار في مهمتها قائلة “انه مع تزايد الاستهانة بسيادة القانون، وتنامي انتهاكات حقوق الإنسان ، التي لم تستثني المؤسسات والمدافعين المستقلين عن حقوق الإنسان ، وتزايد الملاحقات البوليسية سواء المغلفة بغطاء قانوني أو قضائي، أو ملاحقات مباشرة ، فهي تعلن توقفها عن علمها ونشاطها بدءا من اليوم.

ويأتي قرار الشبكة العربية بالتوقف – على حد ما جاء في بيانها – بعد محاولات عديدة ومضنية للاستمرار رغم الظروف الصعبة التي يعيشها المصريين، وحالة عدم الاستقرار السياسي الذي وظفته الحكومة للتضييق على المؤسسات الحقوقية المستقلة والتوسع في حالات القبض والحبس للمدافعين عن حقوق الانسان والصحفيين والنشطاء السياسيين سواء كانوا منتمين لاحزاب أو مستقلين.

وقال جمال عيد مدير الشبكة العربية ” نوقف عملنا ونشاطنا المؤسسي اليوم، لكننا نبقى محامين أصحاب ضمير كمدافعين حقوقيين افراد مستقلين، نعمل جنبا لجنب مع القلة الباقية من المؤسسات الحقوقية المستقلة والمدافعين المستقلين عن حقوق الانسان وكل حركة المطالبة بالديمقراطية”.

وأضاف جمال عيد ”رغم قناعتنا بعدم عدالة قانون الجمعيات الجديد ، فقد بدأنا مشاورات التسجيل، لنفاجئ بصعوبة تصل لحد الاستحالة، حيث مازلنا متهمين في قضية المجتمع المدني رقم 173 منذ أحد عشر عاما مما يمنعنا من التسجيل أو التعامل مع الجهات الرسمية، فضلا عن الرسالة التي وصلتنا بضرورة تغيير اسم الشبكة العربية، وحظر العمل على حرية التعبير وأوضاع السجون! رغم انهما النشاط الاساسي للشبكة العربية منذ نشأتها، وبعد هذا التاريخ المشرف الذي نفخر به ، نرفض أن نتحول لمؤسسة تعمل على الموضوعات غير ذات اهمية ، فلن نتحول إلى مؤسسة متواطئة أو جنجوز”.

وقال بيان الشبكة إنه “على الرغم من أن المضايقات والملاحقات والتهديدات طالت كل المؤسسات الحقوقية المستقلة ، إلا ان استهداف الشبكة العربية كان من الشدة والعداء، سواء القبض على أعضاء من فريق العمل أو السرقة أو الاعتداءات البدنية العنيفة والاستدعاءات غير القانونية لمحاولات تجنيد بعض أعضاء فريق العمل كجواسيس على الشبكة العربية – على حد ما جاء في بيان الإغلاق-، لتزداد قائمة الانتهاكات والمضايقات التي للاسف لم تكتفي النيابة العامة بعدم توفير الحماية، بل ساهمت في التضييقات على الشبكة وفريقها – طبقا للبيان- .

ويأتي توقف الشبكة العربية عن النشاط اليوم، بعد نحو 18 عاما من العمل الدؤوب والمخلص لقيم حقوق الانسان وسيادة القانون وخوض معارك عديدة بدءا من عام 2004 وحتى الآن ، حيث مثلت هذه الاعوام الثمانية عشر – طبقا لبيان الشبكة – تاريخا لا يمكن محوه من الدفاع عن حرية التعبير ومئات الصحفيين وأصحاب الرأي في مصر والعالم العربي وحفظ جزء هام من تاريخ الحركة الحقوقية المصرية والعربية ونشرته في أرشيفها، واعداد مبادرات عديدة لاصلاح جهاز الشرطة وأجهزة الاعلام ودعم المدونين والصحفيين عبر اصدار مدونات كاتب وجريدة وصلة وكذلك موقع كاتب الذي تم حجبه بعد 9ساعات من اطلاقه ” رابط كاتب” ضمن انشطة وانجازات تمثل جزء من النضال الحقوقي لخلق دولة المؤسسات والعدالة وسيادة القانون.

وأعلن جمال عيد فخره بما وصفه القلة من المؤسسات التي تحاول العمل رغم هذه الظروق قائلا ” في ظل ظروف ساهم في صعوبتها نشأة عدد هائل من المؤسسات الحقوقية الجنجوز التي تلمع صورة الحكومة وتخلق صورة زائفة عن أوضاع حقوق الانسان وتشارك في الانتهاكات والتشهير بالمؤسسات الحقوقية المستقلة على قلتها ، فيبقى التقدير والفخر بهذه القلة من المؤسسات المستقلة التي تحاول العمل رغم هذه الظروف ، فقد تنجح فيما عجزت الشبكة العربية عنه من الاستمرار والبقاء ، وكلنا أمل وثقة أن هذه المرحلة القاتمة من تاريخ مصر، المليئة بالانتهاكات وتغييب القانون ، سوف تنتهي ، وحتى هذا الوقت، فنحن كمحامين أفراد سوف ندعمها ونعمل بجانبها للدفاع عن حقوق الانسان وحرية التعبير وبناء مصر الخالية من سجناء الرأي والقهر والافلات من العقاب”.

وأعرب الكاتب الصحفي خالد البلشي، رئيس تحرير “درب”، عن حزنه العميق لقرار وقف نشاط الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بعد 18 عامًا من العمل في المجال الحقوقي.

وقال خالد البلشي، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، “يوم حزين بجد.. بالنسبة لي قرار الشبكة العربية بوقف نشاطها يوم حزين، رغم أني أدرك الدوافع وراءه، وأدرك مدى الصعوبات والمعوقات التي واجهت جمال عيد وفريقه وكنت شريكا لهم في بعضها وبالأخص معركة كاتب كما كانوا شركاء الصفوف الأولى في كثير من معارك حرية الصحافة”.

وأضاف البلشي “أعرف الشبكة وجمال عيد منذ بداية عملهم، وتزاملنا في العديد من المعارك وكانوا سند لنا في معركة الحرية (صحفيا ونقابيا) وكذلك في معركتنا للبقاء كصحفيين، وقت أن تشاركنا معا في موقع كاتب الذي تم حجبه بعد اقل من 9 ساعات من إطلاقه”.

وتابع “عزائي أنني أعرف جمال وروضة وطارق خاطر وكل العاملين في الشبكة وأعرف أننا لن نفقدهم وإن تغيرت الأدوات
لتكن استراحة محارب يا جمال وأدرك أننا سنكون معا في الدفاع عن الحرية في هذا المجتمع مهما اختلفت الطرق، صعب عليا أن أتلقى خبر التوقف، لكني لازلت مقتنعا أن الطريق لم ينته، وأن أمامنا مشوار طويل سنكمله معا.. سيظل جمال عيد ملتزما وصلبا وعنيدا كما هو مهما اختلفت السبل”.

واختتم البلشي موجهًا حديثه لجمال عيد “استرح قليلا يا صديقي وأعرف اننا سنلتقي قريبا، كل اللي اقدر اقوله أني باحبك واقدرك ولا أملك إلا رسالة محبة لكل فريق الشبكة، على مر ايامها،  بلا استثناء”.

من جانبه، أعرب المحامي الحقوقي، مالك عدلي، عن عميق أسفه لقرار توقف الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن نشاطها، مؤكدًا تقديره الكامل للدور الهام الذي لعبته على مدى سنوات.. مشيرًا إلى أنه نال شرف العمل مع الشبكة أكثر من مرة.

وقال مالك عدلي، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك”، “خبر توقف الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن نشاطها ولا أقول غلق، لأن الأماكن اللي زيها مستحيل تقفل بالنسبالي، هو خبر حزين جدا، معرفتي بجمال وجزء كبير من فريق الشبكة العربية معرفة بعتبرها قديمة ووطيدة، خاصة بجمال اللي ممكن نختلف مع بعض في مليون حاجة لكن تظل المحبة والود موصولين، وكذا التقدير للدور الهام اللي لعبته الشبكة العربية علي مدى سنوات”.

وأضاف عدلي “كمان كان لي شرف العمل مع الشبكة العربية أكثر من مرة كنت مستمتع فيهم بالتعامل مع جمال وأصدقائنا في الشبكة، بالرغم من صلابته الظاهرة وصراحته اللي ساعات بتبقي صادمة إلا إني دائما كنت بشوف جمال شخص حالم وحنين وصاحب صاحبه، فاكر مرة من كام سنة جمال عزمني أنا والصديق هيثم محمدين ربنا يفك سجنه، ولما رحنا عند جمال لقيته بيقول لنا احنا جايين النهارده ننبسط وندردش ونفضفض ومش عايزين نتكلم في حاجة تعكر مزاجنا، ووراني ساعتها تي شيرت كانت بنته الجميلة لينا مصمماه بتطالب فيه بالحرية ليا، وقعدنا نحكي عن هوايات جمال الجديدة في النجارة وإعادة تدوير الأخشاب المستعملة وحلمه انه يبقي عنده ورشة نجارة، قلتله بهزار اما تتقاعد بقي نبقي نشوف موضوع الورشة، وكنت في داخلي شايف ان جمال ده عمره ما ييأس ولا يتقاعد لأنه بيحب اللي بيعمله وفخور بيه”.

وتابع “الكلام اللي جمال قاله عن أسبابه لوقف نشاط الشبكة كلام حزين، واللي جمال شافه كتير ومرهق، وأتمني دي تكون استراحة محارب جمال يحاول فيها يريح شوية ويعمل حاجات تانية بيحبها، ونشوف اسم الشبكة وسطنا ومعانا قريب.. خالص المحبة والود والتقدير للشبكة العربية ورفاقنا العاملين بها وللصديق العزيز”.

من جهته، تضامن المحامي الحقوقي أحمد فوزي، مع مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، الذي أعلن وقف نشاطها، اليوم الاثنين، بعد نحو 18 عاما من العمل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وخاصة، حرية الصحافة والإعلام.

وقال فوزي عبر حسابه على “فيسبوك”: “زاملت جمال عبد العزيز الشهير بجمال عيد، أيام الجامعة لحقته آخر أيامه، لأنه عجوز عنى بس ميبانش عليه، ثم زاملته فى معارك سياسية ونقابية وحقوقية، ممكن نكون أنا وجمال من مدرسة فى السياسة وفى الحياة مختلفة، وطالما بحاول أفهم ناس أعرفهم أن الاختلاف ده نعمة ومفيش صح وغلط، الغلط أنك تبارك الاستبداد، تبارك الرجعية، تبارك العنف، تبارك التطرف، تبارك التمييز على أى أساس “.

وأضاف: “خلافى مع جمال فى طرقنا فى السياسة أو فى مجال حقوق الإنسان، اللى بيجمعنا أكتر ما بيفرقنا، يمكن الخلاف فى التكتيك فى الطريقة فى الأسلوب، أما على المستوى الإنسانى فجمال طيب ودوغرى وصريح، عايز أقول لجمال كتر خيرك أنت عملت اللى تقدر عليه، والشبكة كان مكان مهم على الأقل لتوثيق أعمال المنظمات الحقوقية فى فترة مهمة”.

وتابع: “استريح يا جيمى وانبسط وابدع فى أعمال النجارة اللى بتعملها دى، كل التحية لجمال عيد وكل الزملاء المؤسسين للشبكة العربية والعاملين فيها منذ تأسيسها”.

الحقوقي أحمد عبدالنبي كتب يقول “خبر إغلاق الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان هو خبر محزن، كل المهتمين بحرية بحرية الرأي والتعبير في مصر والعالم العربي يعلمون جيدا الدور اللي قامت به خلال ١٨ عاما الماضية وحجم الضغوط والتحديات اللي واجهوها”.

من جانبه، أعلن مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان عن دعمه وتضامنه مع الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان التي أعلنت منذ قليل عن وقف نشاطها المؤسسي عقب انتهاء مهلة التسجيل وفقا لقانون الجمعيات الأهلية في مصر.

عبر موقع تويتر، انطلقت حملة تضامن مع جمال عيد والشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، حيث كتبت مريم مهنى “لأن صوتنا أصبح “نشاز”، الشبكة العربية تقرر وقف نشاطها، خسارة كبيرة، ومرارة مع كم ضغوط بتلاحقهم كلنا.. شكرا أستاذ جمال عيد”.. فيما كتب محمد نصر “في الوقت الذي يحتفل فيه السيسي وأجهزة الدولة بالشباب في مؤتمر سنوي.. يعلن الحقوقي جمال عيد عن توقف الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان عن العمل بعد 18عاما من افتتاحها وذلك (بعد تزايد الاستهانة بسيادة القانون، وتنامي انتهاكات حقوق الإنسان وتزايد الملاحقات البوليسية)”.

حساب باسم أحمد عزت كتب يقول “إجبار الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان على وقف نشاطها بسبب الاعتداءات والمضايقات الأمنية المتكررة لفريق العمل مش خسارة لجمال عيد وزملاءه فقط، ولا خسارة للحركة الحقوقية فقط، ولكن خسارة كبيرة للبلد كلها، لهذا الشعب المقهور اللي محدش دافع بإخلاص عن حقوقه زي حقوقيات وحقوقيون مصر”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *