يحيى القزاز يكتب: بيان من مواطن مصري.. لا لبيع مصر




أعلن أنا المواطن المصرى يحيى القزاز في هذه اللحظات بعد أن تجاوز الخطر مداه، وصارت الدولة مهددة في استقلالها وكينونتها على الكرة الأرضية، أن الصمت لم يعد ممكنا بل هو خيانة للذات والوطن والمهنة ولكل ضمير حى حر، وأن الحكومة المصرية ومن يسايرها تجاوزوا كل الخطوط الوطنية الحمراء؛ أفرغوا الوطن من مقدراته، وجردوه من ثرواته، ونشروا جراثيم الفساد في كل مليمتر في مساحته. باعوا وفرطوا في أعز مايملك ؛ تيران وصنافير ومياه النيل، ومصانع الحديد والصلب والكوك والأسمنت وكثير يصعب حصره.. حتى الكرامة باعوها لمن يملك الثمن. شردوا العمال، وسجنوا أصحاب الرأي، وارتضوا الجباية سياسة لجمع الأموال بديلا عن التنمية. صارت الدولة عزبة، والشعب عبيد، عليه أن يدفع الجزية مقابل العيش بأمان كبقرٍ حلوب. سياسات لم تصنع إلا الفقر والذل والمهانة.. عليها اللعنة، ولو كنا في دولة محتلة ماصنع المحتل بنا ماتصنعه تلك الحكومة. اليوم وبلا خجل، وبأسلوب ملتو يطرحون بيع قناة السويس من بإنشاء صنوق عمالة لاصندوق سيادة. أي سيادة لمن يفرط في عرضه وممتلكاته؟! بعد أن شهد شاهد من أهلها الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس الأسبق في حديثه للمصرى اليوم وأشار فيه إلى أن القانون (قانون انشاء صندوق هيئة قناة السويس) يفتح الباب لوجود أجانب في إدارة قناة السويس…، ثم حذفوا هذه الإشارة من موقع المصرى اليوم “وهو مايؤكد مخاوف المصريين” من انشاء صندوق (سيادى؟!) لقناة السويس. تصريح معناه العودة لاحتلال مصر من خلال بيع أو رهن هيئة قناة السويس، كما كانت قبل تأميمها 1956 لتصبح مصرية. ليست لدينا ثقة في “تطمينات” الحكومة عند كل قرار أو قانون لها، فكل طمأنة تأتى بعكسها، منذ أعوام وعدت بصلاح الحال بعد ستة أشهر ثم سنتين، وأن عام 2020 سنرى العجب العجاب ورأينا الهباب والحوالك العجاب، وكل يوم بيع يا سياف من ممتلكات هذا الشعب المغلوب على أمره. ومن يشكو الظلم أو يتأوه منه فهو عميل خائن، سجنه واجب وتشريد اهله وتجويعهم فريضة سماوية غائبة لزم حضورها وتوقيعها عليهم عبرة لغيرهم. ماهذا القهر وماهذا الفجر في ظلم الناس وكبت حرياتهم؟! لن تدوم الدنيا لظالم وإن استطالت ترهلا.. وانتظروا قريبا سيزول كل ظالم ويؤول الحق لأصحابه ويبقى الشعب حرا يحكى عن فترة طفرة أو زائدة دودية تحولت فيه الدولة لعزبة.

صبرنا كثيرا ولم نجن سوى الفقر والألم والذل والعذاب وسوء المصير. صارت السجون مأوى لكل من ينطق ب”لا”، والصمت محبس كل من خاف من السجن. صرنا خائفين مرعوبين في وطن خائف مرعوب تحت رحمة جلاد. أي معيشة تلك؟! وأى كرامة تلك؟! وأى أمل يرتجى والسوط يلهب الظهر، والفقر يُقطع الحشى. وماالحياة إلا لحظة عزة وكرامة دونهما الموت أو السجن أو الفصل من العمل.. أي منهم.. أكرم. صمتنا مرغمين عن بيع كل ماسبق وعن ديون طالبتنا السلطة المستبدة بالمشاركة في سدادها سددنا ونسدد كالعبيد، لم يُأخذ رأينا ولم نوافق على الاستدانة.

أعلن رفضى لسياسات الحكومة ومن يزينون لها الباطل، فهم أصحاب “التخريجات” القانونية لتقنين كل مخالفة، وأننى غير ملتزم بديون صندوق الذل الدولى (النقد الدولى) أو أي جهة أخرى، فهى ديون سلطة مستبدة لإذلال الشعب، وليست ديون شعب لتنمية موارده، ديون أغرقت المواطن في قاع الفقر ولم تساهم في رفع مستوى معيشته. سياسات جاهلة وغبية تجلب الاحتلال لمصر. ومن لا يملك قوت يومه ويستدين لايملك كرامته ولا حريته. أرفض كل ما بيع من هذا الوطن في لحظة ساقطة من عمر الزمن، وأرفض صندوق بيع قناة السويس ويجب الغاء الموافقة عليه، وأرفض تلك السلطة التي أفقرتنا، وعليها بأن ترحل الآن وليس غدا. كل يوم تقضيه يزداد الشعب فقرا وذلا، وتزداد الدولة تخريبا وخرابا. سياسات تؤهل مصر للسيطرة عليها واحتلالها بالدائنين. نحن أمام حكومة تفكيك وتقطيع أوصال مصر وبيعها قطعة قطعة. القضية هي بيع مصر قبل أن تكون بيع قناة السويس.

نحن أمام لحظة فارقة، فعلام الخوف والخطر يحيق بنا من كل جانب!! وتسجيل الموقف سلميا واجب وفرض عين، لأننا لانملك حق التظاهر السلمى وغير مسموح لنا به للتعبير عن رفض انشاء صندوق بيع القناة ورفض بيع مصر. إذا كان من حق السلطة أن تنفذ فمن حق الشعب أن يعترض لصالح دولته. نحن في دولة وليست عزبة، نحن أحرار لا عبيد جاءوا بنا من سوق الرقيق. سلطة عليها بأن ترحل سلميا قبل أن تشعل النيران في كل أرجاء الوطن ويستحيل اطفاءه، فما تصنعه يؤجج الفتن، ويؤدى لعدم الاستقرار.

“لا” إن قلتها مت أو سجنت، وإن لم تقلها وحدثت بها نفسك سرا مت أو سجنت أيضا، فقلها ولاقى مصيرك حيثما كنت. إن لم نمت اليوم سنموت غدا ويبقى الوطن حرا عزيزا كريما لأحفادنا. لا لإنشاء صندوق لبيع قناة السويس ولا لحكومة بيع مصر. ولا لبيع مصر ولا لنظام المقاول. مصر دولة عريقة وإن جار عليها الزمن، وشعبها حر كريم وإن أفقره حكامه.

تحيا مصر حرة أبية

#المقاومة_هى_الحل

المواطن

يحيى القزاز

أستاذ بجامعة حلوان

القاهرة 21 ديسمبر 2022

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *