وسائل إعلام صهيونية: صراعات سرية لإحباط وقف إطلاق النار في غزة.. ومناورات سياسية تسبق قرارات حاسمة في المنطقة

درب

كشفت وسائل إعلام عبرية عن كواليس مشاورات سرية عقدها وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، بهدف إحباط اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، بالتزامن مع تطورات سياسية وعسكرية تمتد من جنوب لبنان إلى داخل الحكومة الإسرائيلية نفسها.  

وفقًا للقناة 12 الإسرائيلية، دعا سموتريتش مستشارين استراتيجيين وممثلين عن عائلات القتلى الإسرائيليين المؤيدين لاستمرار الحرب، لصياغة استراتيجية تسهم في استئناف القتال. وأكدت القناة أن الهدف من هذه التحركات هو إعادة توجيه الرأي العام الإسرائيلي للضغط على الحكومة للعودة إلى العمليات العسكرية.  

في سياق متصل، شهدت القيادة العسكرية الإسرائيلية تغييرات كبرى بعد إعلان رئيس أركان الجيش هيرتسي هاليفي استقالته رسميًا. الخطوة جاءت بعد انتقادات واسعة لفشله في إدارة الحرب مع حركة حماس و”طوفان الأقصى”، والتي اندلعت في أكتوبر 2023 وأسفرت عن آلاف الضحايا وتدمير واسع في قطاع غزة.  

سموتريتش، الذي انتقد هاليفي علنًا، وصف استقالته بأنها فرصة لتغيير القيادة العسكرية استعدادًا لما سماه “الجولة الحاسمة” التي تضمن انتصارًا كاملًا لإسرائيل. من جهته، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن رغبته في تعزيز الموقف الإسرائيلي في جنوب لبنان، حيث كشفت القناة 13 الإسرائيلية أن نتنياهو طلب دعم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للإبقاء على نقاط استراتيجية في المنطقة، رغم اقتراب موعد انسحاب القوات الإسرائيلية.  

يأتي ذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، الذي أنهى عامًا من القتال على خلفية دعم حزب الله للمقاومة الفلسطينية. الاتفاق نص على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان وانتشار الجيش اللبناني في المنطقة، بيد أن إسرائيل تسعى لتبرير بقاءها بادعاءات عدم اكتمال تنفيذ الاتفاق.  

في غضون ذلك، واصل الجيش اللبناني انتشاره في عدة نقاط ببلدة كفرشوبا، جنوب البلاد، استعدادًا لاستكمال بنود اتفاق الهدنة. ورغم التقدم في تنفيذ الاتفاق، تواصل إسرائيل خرقه عبر تفجير منازل ومنع سكان القرى الجنوبية من العودة.  هذه التطورات تعكس تصاعد التوترات الإقليمية في ظل محاولات متعددة لإعادة تشكيل المشهد السياسي والعسكري، سواء في غزة أو لبنان، بينما تظل التحركات الإسرائيلية في كواليس السياسة والجيش محورًا أساسيًا في تحديد مستقبل المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *