همّ يضحّك| أغرب 5 تعليقات على تصريحات زيادة سعر الخبز: لم يحدث.. رد الاعتبار لـ”الرغيف”.. والدين بيقول إيه؟!

عضو بـ زراعة البرلمان: توجيهات الرئيس تقدير لقيمة “رغيف العيش” في ظل تفشي تحويل الخبز لـ”وجبة” للطيور

نقيب الفلاحين: القرار المزمع اتخاذه انتصار للغلابة.. وكلامي للصالح العام ومستعد لتحمل كل الشتائم

عضو بالنواب: الرئيس “لم يعلن عن زيادة رغيف الخبز ولم يُحدد نسبة للزيادة وحديثه دعوة لدراسة هذه القضية

رئيس شعبة المخابز بغرفة القاهرة التجارية: إعادة تسعير رغيف الخبز قرار صائب ولكنه تأخر 30 عاما كاملة

أحمد كريمة: حيثما كانت المصلحة فثم شرع الله.. والخبز المدعوم يستخدم في الريف لصناعة مشروب محرم

كتب – أحمد سلامة

بعد أن أدلى عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بتصريحاته التي أكد فيه ضرورة تحريك دعم الخبز، خرجت التصريحات على ألسنة عددٌ من المسئولين لتؤيد القرار وتشيد بالخطوة المنتظرة.
ويوم أمس الأول، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنه حان الوقت لزيادة ثمن رغيف الخبز والذى يباع بـ 5 قروش، متابعا: “جه الوقت إن رغيف العيش أبو 5 قروش يزيد ثمنه، مش معقول أدى 20 رغيف بثمن سيجارة، محدش يقرب من رغيف العيش، لأ هنقرب، لأننا جادون وشرفاء”.
وأضاف السيسي خلال افتتاح شركة سايلو فوودز بالمنوفية، “الكلام ده لازم يتوقف ونعيد تنظيمه بشكل مناسب ..رغيف العيش بيكلفنا 65 قرش وهذا الأمر لازم يتوقف”.
وتابع “قضية النمو السكاني في منتهى الخطورة، لما نيجي من 2011 إلى اليوم ما يقرب من 20 مليون زيادة ، طيب يا ترى الأسعار بتبقا غالية ليه لأن حجم الطلب بيزيد.. وبالطريقة اللى احنا ماشيين فيها في النمو السكاني كل الجهد اللى بنعمله.. إحنا مش بنمن على أهلنا وده دورنا ولو مش قادرين نمشى”.
تلقفت بعض الشخصيات العامة تصريحات رئيس الجمهورية بالتأييد والترحيب، في محاولة لإقناع الرأي العام بأن خطوة تحريك دعم الخبز هي خطوة صحيحة وفي مصلحة الاقتصاد الوطني.. لكن بعض التصريحات -ربما بسبب التسرع- حملت شططًا وجاءت غرائبية في فحواها وإن كان هدفها معروف مُسبقًا.

المركز الخامس: طعام الدواجن

في المركز الخامس يأتي تصريح النائب عامر الشوربجي عضو لجنة الزراعة في البرلمان، والذي اعتبر خلاله أن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي هي بمثابة تقدير لقيمة “رغيف العيش”.. في ظل تفشي ظاهرة غاية في الخطورة هي تحويل الخبز إلى  “وجبة غذاء للطيور”.
النائب البرلماني قال نصًا، في تصريحات نقلها موقع “صدى البلد”، إن “القرار بمثابة تقدير لقيمة رغيف الخبز، ويسهم في إيجاد معدل متوازن للاستهلاك منه، تزامنا مع وجود ظاهرة منتشرة بين المواطنين وهي جعل رغيف الخبز كوجبة غذاء للطيور”.
وأضاف عضو لجنة الزراعة في البرلمان، أن استهلاك الدولة من محصول القمح يعتبر استهلاك عالي ويصل لحوالي 15 مليون طن، وهو يعتبر من المحاصيل الزراعية، والتي تسعي الدولة لتوفير أكبر مخزون منها لتحقيق الاكتفاء الذاتي.
وتابع أنه بناء عن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن رفع سعر رغيف العيش، يأتي القرار في إطار رفع الدعم تدريجيا عن بعض السلع الغذائية، وقال إن “السعر اللي موجود بالسوق للخبز متغيرش من زمن ومدعوم دعم كامل من الدولة”.. مُشددًا على أنه لابد من النظر لسعر رغيف الخبز، ويكون ذلك من وقت لآخر ليواكب الأسعار العالمية، مشيرًا إلى أن سعر الرغيف حتى هذا الوقت، لم يصل إلى السعر الحر بالسوق المحلي، وبناء عليه يكشف ما تقوم الدولة من إنفاقه في منظومة الخبز.. ولذلك فإن الاتجاه في الوقت الحالي، هو رفع الدعم بشكل تدريجي.
لم يتحدث النائب عن أسعار أعلاف الدواجن، التي تدفع المواطنين إلى استخدام الخبز كبديل له، كما لم يتحدث عن معنى ومفهوم “تقدير قيمة الرغيف”، وما إذا كانت “قيمة الرغيف” أهم من قيمة “المواطن” الذي يقاتل بضراوة للحصول عليه من أجل سد رمقه؟

المركز الرابع: انتصار للغلابة

يتعلق قرار تحريك دعم الخبز بنحو 71 مليون مواطن.. وفي تقديرات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء فإن معدلات الفقر في 2020 زادت إلى نسبة 29% ويؤدي دعم رغيف الخبز في تقليل معدلات الفقر بنسبة 5.5%، وعليه فإن عدد من الخبراء يرى أن القرار سيرفع معدل الفقر إلى 36%.
لكن تلك التقارير لم تمثل أي أهمية لنقيب الفلاحين حسين أبوصدام الذي رأى في القرار المزمع اتخاذه انتصار للغلابة، ولسان حاله يقول إن القرار يصب في مصلحة المواطن.
نقيب الفلاحين، أشاد بقرار زيادة سعر ثمن رغيف الخبز.. معتبرًا أن مستحقي الدعم لا يستفيدون منه كمن يتاجرون به، مؤكدًا أن الرئيس السيسي انتصر لـ”الغلابة” عبر قراره بتقنين سعر رغيف الخبز.
وشنّ أبو صدام،خلال مداخلة هاتفية مع برنامج “حضرة المواطن” الذي يقدمه الإعلامي سيد علي، عبر شاشة “الحدث اليوم”، هجومًا على بعض المواطنين قائلًا: “أنا مش باطبل.. كلامي للصالح العام ومستعد لتحمل كل الشتائم لأني أتكلم عن مصلحة الدولة، ومن الضروري تقنين وضع الدعم في كافة السلع”.
وأضاف أن مصر تستورد 12 مليون طن قمح وتنتج تسعة ملايين طن كما أن المواطن يستهلك 185 كيلو جرامًا مقابل 75 كيلو جرامًا للمواطن في الدول الأخرى، وتابع: “نريد تحقيق الاكتفاء ذاتيًّا لكننا نهدر القمح ونأكله للحيوانات رغم أنه مدعم”.
لم يطرح السيد نقيب الفلاحين أي بدائل أو مقترحات أو حلول لإنهاء المتاجرة في الخبز، واختار الطريق الأسهل الذي رأى فيه كثيرٌ من الخبراء تجويع للغلابة وليس انتصارا لهم.

المركز الثالث: لم يحدث

أمام عدسات الكاميرات، وعلى الهواء مباشرة، وعلى مرأى ومسمع من مصر والعالم كله تحدث الرئيس السيسي مؤكدًا أن هناك حتمية لرفع سعر الخبز وأنه “جه الوقت اللي يزيد فيه سعر العيش”، لكن النائب عبدالله الرماح كان له رأي آخر.
في تصريحات أعقبت ما قاله رئيس الجمهورية، خرج عضو مجلس النواب عبدالله الرماح ليؤكد أن الرئيس “لم يعلن عن زيادة رغيف الخبز”، كما أنه “لم يُحدد نسبة للزيادة”، في محاولة غريبة لنفي ما قاله السيسي بنفسه والتأكيد على أن ما سمعه المصريون لم يحدث!.
الرماح قال في تصريحات لـ”المصري اليوم”، إن “حديث الرئيس بشأن رغيف الخبز هو دعوة للجهات المختصة لدراسة هذه القضية، للخروج بأفضل استفادة للمواطن من دعم الرغيف”، موضحاً أن الرئيس لم يعلن عن زيادة رغيف الخبز ولم يحدد نسبة للزيادة، لكنه دعا لدعم مشروع الغذاء لطلبة المدارس، وهو مشروع كبير ستشارك فيه أكثر من جهة ووزارة “فمدخلات الوجبة الغذائية مسؤولية وزارة التموين، وتوزيعها سيكون مسؤولية وزارة التربية والتعليم وتصنيعها مسؤولية وزارة التجارة والصناعة” لذلك دعا الرئيس كل الجهات لدراسة الفكرة، خاصة أن سعر رغيف الخبز الآن 5 قروش وهو سعر “غير واقعي” وتحريكه وفقاً لحديث الرئيس سيكون في حدود استغلاله لنفس الفئات من الشعب، وهي طلبة المدارس وهم أبناء هذه الفئات.
وأضاف أن حديث الرئيس لا يمكن فهمه إلا أنه دعوة لكل الأطراف للدراسة والتفكير في إطار الإصلاح الاقتصادي وتوصيل الدعم لمستحقيه بأفضل صورة، موضحًا أنه يمكن أن يكون جزءا من الحل أن يتم استبدال سعر الخبز بمبلغ مالي يضاف لبطاقات التموين مثلاً وهو ما يعرف بالدعم النقدي، ويشتري المواطن الخبز وفقاً لاحتياجاته فقط ويستفيد من الدعم المادي، أو قد تنتهي الدراسة بخفض وزن الرغيف أو تحريك السعر لـ10 أو 20 قرشاً، فدعوة الرئيس كانت واضحة وهي دراسة هذا الأمر.
لكن “دراسة الأمر” التي أشار إليها الرماح لم ترد في تصريحات الرئيس السيسي، فالتصريحات كانت واضحة “جه الوقت إن رغيف العيش أبو 5 قروش يزيد ثمنه، مش معقول أدى 20 رغيف بثمن سيجارة، محدش يقرب من رغيف العيش، لأ هنقرب، لأننا جادون وشرفاء”.

المركز الثاني: قرار متأخر؟!

عطية حماد رئيس شعبة المخابز بغرفة القاهرة التجارية، أكد أن تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن زيادة أسعار الخبز، صائبة للغاية، موضحًا أن إعادة تسعير رغيف الخبز يأتي في صالح منظومة الخبز في مصر بشكل عام، ولكنه متأخر 30 عاما كاملة.
وأضاف حماد، في تصريحات لـ” الشروق”، أن إعادة تكلفة سعر رغيف الخبز وتحديد السعر الجديد، لا يأتي بشكل عشوائي، ولكن الأمر يحتاج إلى تشكيل لجنة لدراسة التكلفة الفعلية ومناقشة السعر الجديد، بشكل يتناسب مع تكلفة الإنتاج.
قد يظن البعض أن تصريحات شعبة المخابز -التابعة للغرف التجارية- على لسان رئيسها هي مجرد تصريحات تتكرر وتتشابه مع تصريحات أخرى أدلى بها مسئولون آخرون، وفي ذلك بعض الحق، هي بالفعل تتشابه مع تصريحات تزامنت معها، لكنها تتنافى تماما مع تصريحات سابقة للشعبة نفسها!.
قبل شهرين فقط، وبالتحديد في 14 يونيو من العام الجاري، أصدرت الغرف التجارية بالتعاون مع الشُعب التابعة لها -ومن بينها شُعبة أصحاب المخابز- مجموعة توصيات ضمن تقريرها الاقتصادي الذي رفعته لمجلس الوزراء، مشددة على أنه لا يجب المساس بأسعار الخبز.
وتضمن التقرير الاقتصادي، 6 توصيات هامة، أبرزها ضرورة مساندة صغار مربين الماشية الذين تكبدوا خسائر باهظة بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف ومستلزمات الإنتاج، تنظيم استيراد اللحوم لمنع الاحتكار، لعدم تمتع مصر بمزايا نسبية فى تربية الماشية، ولابد من تفعيل العلاقات التجارية مع دول الجوار مثل السودان، الاستمرار فى دعم رغيف الخبز، لأنه يوفر ما قيمته 100جنيه لأسرة مكونة من 5 أفراد، وخط أمان لمحدودى الدخل حيث تساهم فى تخفيف 2 لـ 5% من الإنفاق، ترشيد الاستهلاك من خلال إنشاء هيئة عامة متخصصة، تحمل اسم “الهيئة العامة لترشيد الاستهلاك”، إنشاء أسواق مصغرة للسلع الجملة والتجزئة فى كافة المحافظات لوقف نزيف الفاقد،  وتحرير الأسواق من الاستحواذت، وإظهار وزن عبوات الزيت بشكل بارز ومستقل على العبوات من الخارج.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، من نُصدق، تصريح رئيس شعبة المخابز الذي أشاد بالقرار وقال إنه تأخر، أم تقرير شعبة المخابز التي طالبت بعدم المساس بدعم الخبز؟!

المركز الأول: الخبز والمشروب المُحرم!

قد يعتقد البعض أن تحريك سعر الخبز لا علاقة له بالأديان السماوية، لكن الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن هذا الاعتقاد في غير محله، وأن الخبز وثيق الصلة بمشروبات مُحرمة شرعًا.
أيد الدكتور كريمة، حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي حول زيادة سعر رغيف الخبز، لتوفير الاعتمادات اللازمة لمشروع الوجبات المدرسية، مضيفًا أن “هذا الدعم يذهب لإطعام الدواجن والحيوانات، والعربات الكارو تجوب المناطق الريفية وتجمع الخبز الملقى في البيوت والذي أصابه العفن وتشتريه ليُصنع منه مشروب محرم، هو مشروب البوظة”.
كريمة، أضاف في تصريحات لقناة “الحدث اليوم”، أن سعر الخبز في مصر لا مثيل له في العالم، واصفا حديث الرئيس حول زيادة سعر الخبز بأنه “صائب وموضوعي”.
وشدد على أن “تصرفات ولي الأمر أو الحاكم منوطة بالمصلحة، وحيثما كانت المصلحة فثم شرع الله. الرئيس لديه مؤسساته وأجهزته الرصدية والرقابية، آن الأوان لتصحيح مسار إهدار أموال الشعب في دعم لا يصل حقيقة إلى الغرض الموضوع من أجله”.
وعليه، فإن رفع دعم الخبز هو في جوهرة ابتغاء مرضاة الله وطاعته وثواب وحسنات تملأ صحيفة المواطنين الجوعى لتفتح لهم أبواب الجنة، فبمنع الدعم ستُمنع “البوظة” وتراق الخمور في الطرقات.. وأخيرًا لن تبقى “الخمارات جنب المصانع”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *