مقعد شاعر على مائدة الإفطار.. الناشر أيمن عبد المعطي «عاشق الكتابة» المحروم من لمة العيلة وونس أطفاله في رمضان للعام الرابع

كتبت: ليلى فريد  

(أكتب كي لا أكون وحيدًا)، هكذا يلخص الناشر والباحث أيمن عبد المعطي فلسفته في الحياة وحبه للكتابة في اختيار اسم مدونته الشخصية، قبل أن يعرف أن هناك وحدة قاسية سيضطر للتعامل معها في محبسه بعيدًا عن عائلته وأحبابه، ضمن المحبوسين على ذمة قضايا سياسية، وبعد قرابة 3 سنوات في الحبس الاحتياطي مازال ينتظر الفرج وانتهاء المعاناة والعودة لأسرته وأحبابه الذين يقضي رمضان بعيدًا عنهم للعام الرابع على التوالي بتهمة نشر أخبار كاذبة.  

“ماذا نكتب، وكيف نمتلك الجراءة على فعل الكتابة والتدوين، وماذا تعني الكتابة بالنسبة لمن يمارس طقوسها، وهل تطلق سحرها في عقل ناسكها؛ فيصبح مهووسا بها.. يصاب بعشقها ولا يشفى أبدا، وهل يمكن أن تصبح مرادفا للحياة والحب عند مشتغليها، هل تصلح أن تكون ونيسا وصديقا وعشقا، ما الفائدة التي تعود علينا من ممارسة هذا الفعل الإنساني؟ أسئلة كثيرة تحتاج للكتابة في حد ذاتها لمحاولة الإجابة عليها. فأنا أكتب كي لا أكون وحيدًا”، بهذه الكلمات عبر الناشر أيمن عبد المعطي عن حبه للكتابة.  

محكمة جنايات إرهاب القاهرة جددت قبل رمضان حبسه 45 يوما احتياطيا، لتستمر أزمة عبد المعطي الذي ألقت قوات الأمن في 18 أكتوبر 2018، القبض على عبدالمعطي وأحالته لنيابة أمن الدولة العليا، التي حققت معه في اتهامات بنشر أخبار كاذبة ومشاركة جماعة إرهابية، وقررت حبسه على ذمة القضية رقم 621 لسنة 2018. 

وتوالى تجديد حبسه حتى أغسطس 2020 الماضي، حيث قررت غرفة المشورة بمحكمة الجنايات إخلاء سبيله بتدابير احترازية، لكنه القرار لم ينفذ؛ ففي أثناء إنهاء إجراءات إخلاء السبيل، وفوجئ محامي عبد المعطي بعدم التواصل معه، حتى ظهر لاحقا في نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق في قضية جديدة، حملت رقم 880 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، حيث جرى حبسه ويتم التجديد له على ذمتها حتى كتابة هذه السطور. 

تقول زوجته الصحفية زينب مصطفى: أيمن توجهاته ومواقفه معروفة، وكذلك انشغاله بالقضايا العمالية والحقوقية، وليس في هذا أو ذاك ما يخالف القانون على الإطلاق، ولكن في الفترة السابقة للقبض عليه كان يركز على عمله بإحدى دور النشر وحياته الأسرية فقط، وكان بعيدا تماما عن العمل العام. 

اعتبر أيمن أن كتابته هي كل ما يمتلكه في حياته، يسجل فيه لحظات شجونه وأحزانه وكآبته الممتدة، وبعض أفراحه المحدودة، اعتبر أيمن النصوص لحظات من الحكي والبوح الإنساني المتدفق. لذا يمكنك ببساطة أن تعتبر أيمن عبدالمعطي القابع خلف ظلام الزنزانة من الأشخاص الذين لا يملكون في الحياة سوي مبادئهم، وحبهم لوطنهم ونشرهم للأمل بين كل من يعرفوهم. 

تضيف زوجته: كل اللي بتمناه أنه يحصل دراسة لحالة أيمن وكل اللي في وضعه وللأسر اللي بتعاني مثلنا دون أي مبرر ويكون في حلول، أيمن محتاج يرجع لأسرته، ويتابع أبناء الثلاثة وهم بيكبروا بعيد عنه، ويرجع لأهله وأصحابه وشغله. 

وتقول زينب: بنمر فترة صعبة وقاسية جدا وكتير من ملامح حياتنا اتغيرت، مع ذلك بنحاول نفضل واقفين على رجلينا ومتمسكين بالأمل في غد أفضل لنا وللجميع. 

وأشارت زينب إلى أن يوسف وحورية (أبناء أيمن من زوجته السابقة) مفتقدين والدهما في تفاصيل كتير في حياتهم وأكيد محتاجين مشاركته لهم في الأحداث والتطورات اللي بيمروا بها.  

وأضافت: شمس الابنة الصغيرة للأسف متعرفش والدها إلا عن طريق صور بتشوفها لأن اعتقاله حصل بعد ميلادها بحوالي شهرين، وهو كمان اتحرم يشوفها وهي بتكبر وللأسف اصطحابها في الزيارات كان أمر في غاية الصعوبة. 

يذكر أن عبد المعطي، من مواليد 30 يوليو 1970بمنطقة قايتباي بحي الجمالية، وتربي في حي شبرا الخيمة ووجوه في هذه المدينة جعله يتأثر بقضايا العمال منذ مرحلة الثانوية تقريباً، حاصل على ليسانس الإعلام من جامعة القاهرة. 

وقبل أن يعمل في دار المرايا، عمل عبد المعطي في مؤسسة كتب عربية للنشر، ثم مراجع في وكالة الأنباء الإسبانية، ثم عمل منذ عام 2011 في الوحدة الإعلامية للمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية حتى عام 2016، ومن بداية عام 2017 عمل في دار المرايا للنشر والتوزيع. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *