مركزية حزب التحالف تؤكدها دعمها للموقف الشعبي والرسمي الرافض للتهجير: خطة أمريكية تستهدف تصفية القضية الفلسطينية.. ويجب إلغاء كامب ديفيد
كتب – أحمد سلامة
عقدت اللجنة المركزية لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي اجتماعها، اليوم الجمعة، حيث ناقشت تطورات الأوضاع الإقليمية، وأكدت تأييدها للموقف الشعبي والرسمي الرافض لسياسات التهجير القسري، خاصة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من محاولات مستمرة لاقتلاعه من أرضه.
وشددت اللجنة على أن هذا الرفض يعكس التزام مصر التاريخي بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
كما أكدت ضرورة إعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد، بما يحقق المصالح الوطنية المصرية ويضمن الحفاظ على السيادة الكاملة على سيناء، خاصة في ظل التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة.
وأشار الحزب إلى أن الاتفاقية، التي تم توقيعها قبل أكثر من أربعة عقود، تحتاج إلى مراجعة بما يتماشى مع المتغيرات السياسية والاستراتيجية الراهنة. وجدد الحزب التزامه بدعم كل الجهود الوطنية التي تعزز استقلال القرار المصري وتحافظ على الأمن القومي، مشددًا على ضرورة تبني سياسة أكثر استقلالية في التعامل مع القضايا الإقليمية والدولية.
وخلال كلمته، أكد مدحت الزاهد رئيس الحزب رفضه القاطع لخطة التهجير القسري التي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى فرضها على الشعب الفلسطيني، مشددًا على أنها في جوهرها “خطة تطهير عرقي” تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وفرض واقع جديد يخدم المصالح الإسرائيلية على حساب حقوق الفلسطينيين التاريخية.
وقال الزاهد إن هذه الخطة ليست مجرد إجراء مؤقت أو استجابة للوضع الإنساني في غزة، بل هي امتداد للحرب الشاملة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، مؤكدًا أن ما يجري حاليًا ليس مجرد عدوان عسكري، وإنما “حرب على فلسطين، وعلى مصر، وعلى المنطقة العربية بأسرها”، حيث تسعى إسرائيل إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها، وفرض معادلة جديدة تخدم مشروعها التوسعي.
وربط رئيس حزب التحالف الشعبي بين خطة التهجير القسري التي تحاول الولايات المتحدة فرضها على الفلسطينيين، وبين السياسات الأمريكية العالمية التي تتسم بالعدوانية والتوسع، مشيرًا إلى أن “هذه القضية ترتبط بالوضع العالمي وسياسات أمريكا الدولية، التي تنطلق من نهج استعماري وعدواني، سواء في كندا أو المكسيك أو جرينلاند أو بنما”.
وأضاف أن هناك قوى عالمية تحاول فرض سيطرتها على العالم “بمنطق البلطجية والعصابات”، معتبرًا أن واشنطن، عبر دعمها اللامحدود لإسرائيل، تؤسس لنظام دولي يقوم على الهيمنة والقوة العسكرية، وليس على مبادئ العدل والشرعية الدولية.
وشدد الزاهد على أن الموقف المصري، شعبًا وحكومة، واضح في رفض هذه المخططات، قائلاً: “هذه الخطة بالنسبة لنا كشعب مصري نرفضها تمامًا تمامًا، ولن تمر، لأننا عندما نقبل بالتهجير فنحن نخون الفلسطينيين”.
وأوضح أن أي تهاون في مواجهة مخططات التهجير القسري يعني القبول بتصفية القضية الفلسطينية، وهو أمر لن يقبله الشعب المصري الذي يعتبر القضية الفلسطينية جزءًا لا يتجزأ من أمنه القومي.
وأشار الزاهد إلى أن أقوى رد على هذه الخطة لم يأتِ من المؤتمرات السياسية أو البيانات الدولية، بل من “المسيرات المهيبة التي نظمها الفلسطينيون من جنوب إلى شمال غزة، من أجل العودة إلى بيوتهم المهدمة”، معتبرًا أن هذه التحركات الشعبية تعكس إرادة الفلسطينيين في التمسك بأرضهم، ورفضهم لأي محاولات لإجبارهم على مغادرتها.
ودعا رئيس حزب التحالف الشعبي إلى تطوير الموقف الرسمي المصري في مواجهة هذه المخططات، عبر إعادة النظر في اتفاقية كامب ديفيد، قائلاً: “نطالب الرئيس السيسي بتطوير هذا الموقف وإلغاء كامب ديفيد في ظل التوحش الصهيوني، ورغبة تل أبيب في التوسع في المحيط”.
وأشار إلى أن الاتفاقية، التي مر عليها أكثر من أربعة عقود، تحتاج إلى مراجعة جذرية، خاصة مع استمرار السياسات الإسرائيلية التي لا تحترم أي اتفاقات، وتسعى إلى فرض واقع جديد في المنطقة عبر القوة العسكرية والتوسع الاستيطاني.
وأكد الزاهد أن رفض التهجير القسري لا يجب أن يقتصر على مجرد الخطابات السياسية أو المواقف الإعلامية، بل يتطلب خطوات عملية لمقاومته، قائلاً: “يجب إعداد مشاريع لمقاومة التهجير، لأن الأمر لا ينبغي أن يقتصر على مجرد الخطابات الرنانة”.
وأوضح أن دعم صمود الفلسطينيين على أرضهم هو الوسيلة الأهم لإفشال مخطط التهجير، مشددًا على أن “قوافل المساعدات يجب أن تشتمل على كل ما يساعد الشعب الفلسطيني على البقاء في أرضه”، سواء من حيث الدعم الاقتصادي أو الإغاثي أو السياسي.
وفي ختام تصريحاته، دعا رئيس حزب التحالف الشعبي إلى موقف عربي موحد في مواجهة المخطط الأمريكي الإسرائيلي، محذرًا من أن أي تراجع عربي في هذه اللحظة الحرجة سيعني إعطاء الضوء الأخضر لتنفيذ مخطط التهجير القسري، بما يحمله ذلك من مخاطر على الأمن القومي العربي برمته.
وأكد أن مقاومة التهجير ليست مجرد دفاع عن الفلسطينيين، بل هي دفاع عن أمن واستقرار المنطقة العربية بأكملها، مشددًا على ضرورة التحرك الفوري لإفشال هذا المخطط، ومنع أي محاولات لفرضه على أرض الواقع.











