لماذا تراجعت الصحة عن وعدها؟.. شهادات من الفريق الطبي عن مكافأة الـ20 ألف جنيه.. والأطباء: الوزارة صرفت لأول دفعة ثم توقفت
أحمد حسين ينقل عن عامل بمستشفى 15 مايو: وعدونا بمكأفاة 20 ألف جنيه نقصت لـ5 وعند الاستلام أصبحت ثلاثة ونصف فقط
إيهاب الطاهر: الأطباء متفرغون للعمل بمستشفيات العزل ولديهم التزامات مالية ويعملون في ظروف صعبة
إيمان سلامة: تلقينا شكاوى من أطباء بتراجع الصحة عن وعدها في قيمة المكافأة.. كيف نتقاضى 19 جنيهًا بدل عدوى ونحن نواجه كورونا؟
الخشت: تخصيص مكافآت للفريق الطبي في مستشفى قصر العيني الفرنساوي تتراوح من ١٠٠٠ إلى 2000 جنيه يوميًا
كتب – عبد الرحمن بدر
انتقد أعضاء بالفرق الطبية في مستشفيات العزل ما وصفوه بتراجع وزارة الصحة عن وعدها بشأن قيمة مكافأة الفريق الطبي الذي يواجه كورونا، وطالبت نقابة الأطباء وزارة الصحة بحسم هذه المسألة.
الدكتور إيهاب الطاهر، أمين عام نقابة الأطباء، انتقد عدم التزام الصحة بصرف مستحقات الأطباء في مستشفيات العزل. وطالب الطاهر بسرعة صرف المستحقات دون نقصان، ولفت إلى أن الأطباء متفرغون للعمل بمستشفيات العزل، ولديهم التزامات مالية ويعملون في ظروف صعبة.
بدورها طالبت نقابة الأطباء في بيان سابق، الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والدكتور علاء عيد، رئيس قطاع الطب الوقائي بالوزارة، بإعلان بروتوكول محدد للعمل ومكافحة العدوى بمستشفيات الحجر الصحى لمرضى كورونا، وكذلك إعلان البروتوكول الملزم لكافة مستشفيات الحجر للحفاظ على سلامة الأطباء وحقوقهم المالية، عقب ورود شكاوى لنقابة الأطباء من مستشفيات الحجر الصحي من توقف صرف المكافآت التي سبق وقررتها وزارة الصحة لهم.
ولفتت إلى أن وزارة الصحة صرفت مستحقات الأطباء لأول دفعة بمستشفى النجيلة ولم تصرف مستحقات الأطباء بباقي مستشفيات العزل.
وتساءلت النقابة: “ما هي المعامل المالية للأطباء المتواجدين بالحجر؟، لأن ما كان معلوما سابقة هو أن الطبيب سيتقاضى مبلغ ۲۰۰۰۰ جنيه (عشرون ألفا)، ولكن حديثا هناك كلام عن أن هذه المهمة تطوعية، أو بمقابل أقل كثيرا، وبالتأكيد لابد من وضوح الرؤية بخصوص المعاملة المالية لأن هناك التزامات مالية على أي طبيب” .
الدكتور أحمد حسين، عضو مجلس نقابة الأطباء السابق، قال إنه سبق أن أعلنت وزارة الصحة ومسوؤلوها للأطباء في أكثر من فترة بالتأكيد على صرف مكأفاة قدرها عشرون ألف جنيهًا مقابل عمل وإقامة كاملة 14 يومًا بمستشفيات العزل يعقبها نفس المدة حجر منزلي إجباري دون عمل، وبعدها صدرت توجيهات رئيس الجمهورية بصرف مكآفات أخرى، إلا أن وزارة الصحة تُذهل الجميع كالعادة وتتخلى عن التزاماتها فتختزل جميع تلك المكأفات المعلنة إلى 4900 جنيه للمخالط المباشر و2450 جنيها لعضو الفريق الطبي الغير مباشر عن مدة زمنية 28 يومًا كاملة نصفها بالمستشفى والآخر بالمنزل.
وأضاف حسين: “المدرسون المساعدون من الهيئات المعاونة لأعضاء هيئة التدريس بكليات الطب، وكذلك الأطباء المقيمين بها، ففضلًا عن ذهاب الكثير منهم إلى مستشفيات العزل سواء بسيف الحياء أو بالتهديد بالخروج من جِنان الجامعات، هولاء طالتهم نفس المشاكل ولكن لا يستطيع المعظم منهم البوح بها علنًا”.
وتابع حسين: “كتب لي منهم في جامعة أسيوط (تم تكليفنا من الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة والأستاذ الدكتور أمين عام المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية بالعمل في مستشفى العزل بإسنا محافظة الأقصر في الفترة من 27 مارس حتى 10 أبريل الجاري، وأكد لنا قبل السفر، رئيس قطاع الرعاية العلاجية بوزارة الصحة أن كلًا من الأطباء الستة من جامعة أسيوط سيتقاضى عشرين ألف جنيه عن فترة الـ14 يوم المُكلفين بها للعمل في مستشفى إسنا، وقبل مُغادرتنا مستشفى إسنا بعد انتهاء عملنا أخبرتنا إدارة المستشفى أن المكأفاة المالية عبارة عن 350 جنيه فقط في اليوم بالنسبة للأطباء والتمريض، وعندما أعدنا التواصل مع د.مصطفى غنيمة أنكر وعده السابق وقال حرفيًا: أنا مقولتش 20 ألف دي مكأفاة من رئاسة الجمهورية ومحدش يقدر يقول لا لرئيس الجمهورية، وحتى تاريخه لم نتقاضى جنيهًا واحدً”. وشارك بنفس مضمون الشكوى بعدم حصوله على أي مقابل مادي، – طبقا لـ أحمد حسين _ طبيب من جامعة الأزهر عمل نفس الفترة في مستشفى العجوزة.
وتابع حسين: “من مستشفى 15 مايو، يحكي لي مُمثلٌ عن عمال النظافة الذين يتبعوا شركة خاصة متعاقدة مع المستشفى، ويؤكد لي أنهم أيضًا اجتمع بهم مسوؤل وزارة الصحة في بداية تجهيز المستشفى للعزل، وأكد لهم أنهم ضمن الفئات اللاتي ستحصلن على مكأفاة عشرين ألف جنيه مقابل أربعة عشر يومًا بمستشفى العزل، وبعد تنصل وزارة الصحة من هذا الوعد لجميع أعضاء الفريق الطبي ذهب عاملو النظافة لمدير المستشفى الذي تنصل من مسوؤليته عنهم، بعد ذلك وعدّهم مسوؤل شركة النظافة بصرف خمسة الآف، تم إنتقاصها إلى ثلاثة ونصف الآف جنيه”.
وتابع العامل بنبرة يصعب أن تميّز فيها الإنكسار من الاِستِنكار طبقا للشهادة التي نقلها د. أحمد حسين (الوجبات كلها بتتوزع على المرضى والتمريض والأطباء فيها زجاجة مياه معدنية إلا إحنا بنشرب من مياة الحنفية اللي هي من خزان، ده حتى العصير اللي بتجيبه الناس تبرعات إحنا الوحيدين اللي مش بنشوفه، إحنا برضه بني آدمين يا دكتور)..أما الممرضات بنفس المستشفى فتجمعّن على الشكوى من عدم جاهزية استراحتهن والتي كانت قسمًا للعلاج الطبيعي قبل تخصيص المستشفى للعزل، فتقريبًا 25 ممرضة تتناوبن على دورة مياه واحدة بغرفة مشرفات التمريض، هذا وتصفنَّ الوجبات “متتأكلش” دلالة على سوء الطعام.
الدكتورة إيمان سلامة، عضوة مجلس نقابة الأطباء، قالت إنها تلقت عدة شاوى من أطباء عن تراجع الصحة عن وعدها فيما يتعلق بمكافأة الفريق الطبي، وإن المكافأة تراجعت بشكل كبير كما كان معلنًا.
وأضافت: “هذا هو وقت الحديث عن زيادة بدل العدوى، لاتنسوا أن الطبيب إنسان عليه التزامات ومصاريف مدارس وأقساط ويحتاج لينفق على أسرته، فكيف يتقاضى 19 جنيهًا كبدل عدوى وهو يواجه خطر كورونا؟”.
وتابعت إيمان أن تحسين وضع الأطباء في مصر وظروفهم الاقتصادية سيعمل على استعادة الطيور المهاجرة في الخارج وسيمنع مغادرة آخرين خاصة وأن العديد من الدول ستعلن عن حاجتها لمزيد من الأطباء في المستقبل، محذرة من تجاهل مطالب الأطباء وخطورة ذلك على منظومة الصحة في مصر.
وفي الوقت الذي لم تعلن فيه وزارة الصحة عن أرقام واضحة بشأن مكافآت الفريق الطبي، أعلن الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، أنه تم تخصيص مكافآت خاصة للأطقم الطبية والتمريض المشاركين في مستشفى قصر العيني الفرنساوي بعد تخصيصها كمستشفى للعزل تتراوح من ١٠٠٠ إلى 2000 جنيه يوميًا، بالإضافة إلى رواتبهم الشهرية، مع التشديد على مراعاة أعلى مواصفات السلامة ومنع العدوى وفق المقاييس العالمية والتي تنص عليها وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية.
وأضاف: “بالنسبة للعاملين بالقصر الفرنساوي سيحصلون على رواتبهم كاملة دون أدنى تأثر حسب توجيهات رئيس الجمهورية، وأما بالنسبة لطاقم التمريض غير المشارك فى مستشفى الفرنساوى كمستشفى عزل سيتم نقلهم للعمل بمستشفى المنيل التخصصى بكامل إمتيازاتهم المادية دون نقصان.”
وأكد أنه تقرر حضور 10% من الإداريين فقط بالتناوب في مكان مخصص لعملهم بمنطقة بعيدة ومنفصلة عن منطقة العزل، مع الحصول على حوافز مجزية.
“درب” حاول التواصل مع الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة للتعليق على الأمر لكنه لم يرد. وهو ما حدث أيضا مع د. أحمد حسين مشيرا إلى أنه أرسل هذه المشكلات إلى جهات مختلفة لحلها، بدءً من رئاسة الجمهورية وانتهاءً بوزارة الصحة ومرورًا بمجلسي الوزراء والنواب وهيئة الرقابة الإدارية والأمن الوطني .
ويتابع طالبنا أن يُترجم أعضاء مجلس النواب تصريحاتهم الإعلامية ورغباتهم البرلمانية بتعديل القانون 16 لسنة 2018 والخاص بصندوق مصابي وشهداء القوات المسلحة والشرطة، لضم مصابي وشهداء الفريق الطبي في المستشفيات، هذا التعديل الذي لن يستغرق أكثر من ساعات، وهذه المشاكل التي يتطلب حلّها إرادة حقيقية و شفافية في التعامل، بإخراج العاملين بالقطاع الصحي من هوامش الحكومة والعودة بهم إلى درجة الأمان في “هرم ماسلو”، وليس بالتهديد و المراوغة ،نستطيع أن نطمأن في حربنا ضد كورونا.