كلمة لشادي| رسائل معايدة ودعم للقيادي العمالي شادي محمد تزامنا مع عيد ميلاده في السجن: حريتك حقك والتضامن ليس جريمة
محمود هاشم
دعت سلوى رشيد، زوجة النقابي العمالي شادي محمد، أصدقاءه والمتضامنين معه إلى كتابة رسائل ومعايدات وكلمات دعم له، تزامنا مع عيد ميلاده اليوم الثلاثاء 11 مارس 2025، الذي يقضيه في السجن هذا العام، نظرا لظروفه حبسه على ذمة قضية دعم فلسطين، منذ ما يقارب العام حتى الآن، لتذكيره بأنه حاضر في قلوبهم رغم الغياب.
كتبت سلوى: “يوم الثلاثاء 11 مارس هيكون عيد ميلاد رفيق دربي شادي. وكعادة المناسبات الحلوة اللي فاتتنا من 11 شهر عشان هو مسجون بتهمة عيب نقول إنها تهمة. وبمناسبة عيد ميلاده، بطلب من الأصدقاء والحبايب والمتضامنين وكل الناس اللي على معرفة بشادي إنهم يكتبوله رسائل وكلمات دعم ومعايدة زي ما يكون موجود معانا بره. وأنا عارفة إن محدش نساه، بس هناكدله ده أكتر وأكتر لو ممكن. وأنا متأكدة إن حبايبنا مش هيتأخروا، وكل كلماتكم الجميلة هوصلها له في الزيارة يوم الثلاثاء… في انتظاركم.”
وأضافت: “كلامي ليك مش هيكون مترتب… يمكن يكونوا الـ11 شهر دول هما اللي خلوا أفكاري ملخبطة خالص، بس مشاعري استحالة تكون ملخبطة. حبي ليك بيزيد في كل يوم وانت جنبي وانت في الزنزانة… الزنزانة اللي مقفولة عليك بتهمة مينفعش تكون تهمة: التضامن مع فلسطين. اللي مش بعرف أشرحها لناس كتير وهي فعلاً غير منطقية، بس دايماً بقول هو عقاب على موقف ثابت، بوصلة مبتتغيرش. أنا وانت ثابتين عليها من زمان الزمن، الحمد لله… شهادتي فيك مجروحة، مش عارفة أحكي إزاي كمان عن مواقفك مع زمايلك العمال واهتمامك اللي مبيقلش بقضاياهم. ما انت في صميمها من أول لحظة حطيت رجلك في مجال الغزل والنسيج تقريباً. أنا مفروض أسيب الكلام عن نشاطك العمالي لحد تاني عاش معاك كل التفاصيل دي سنين، ومنهم ناس كانوا في المؤتمر الدائم يمكن يوفوا حقك في الموضوع ده أكتر مني. وأرجع وأقول برضو شهادتي فيك مجروحة… كلام كتير عايزة أقوله مفيش حاجة تكفي… والأمنية الوحيدة الحالية هي حريتك… حريتك وبس… وبرغم أي شيء وإن مناسبات كتير عدت واحنا مش سوا، بس واثقة إن مسيرها تروق وتحلى وطالت ولا قصرت. وآخر كلامي: كل سنة وانت اختياري الصح، وانت رفيق الدرب القوي الصامد، وشريك الحياة، أجدع سند في الدنيا… كل سنة وانت شادي الطيب المخلص الواعي الثابت على مواقفه… كل سنة وانت نعم الحبيب.”
في هذا السياق، عبّر الكاتب الصحفي هشام فؤاد عن مشاعره تجاه شادي قائلاً: “يمضي شادي اليوم عيد ميلاده في عتمة الزنازين، بعيداً عن بيته وأهله وناسه ورفاقه وشغله. شادي خرج دعماً للشعب الفلسطيني فتم القبض عليه منذ عام تقريباً، بتهمة ‘التضامن مع فلسطين’، وأداة الجريمة التي حررتها قوات الأمن لافتة مكتوب عليها ‘افتحوا معبر رفح لا لحرب الإبادة الصهيونية’. بينما سيذكر التاريخ شادي ورفاقه المائة المحبوسين بأنهم كانوا طليعة الشعب المصري في أزهى عصور الحرية دعماً لغزة ورفضاً للتواطؤ، فإن سجانيه مكانهم معروف بالضرورة للكافة أيضاً. شادي بالنسبة لي هو السهل الممتنع، فهو العامل الاشتراكي الذي يناضل وسط طبقته، وفي ذات الوقت هو المناضل ضد الاستبداد ومع الحريات، وهو الذي يتقدم الصفوف لمواجهة حرب الإبادة الصهيونية. ولذا كان طبيعياً أن يعتقل من قبل في أكتوبر 2022 على خلفية نشاطه النقابي في شركة لينين جروب بالإسكندرية، وقاد مع زملائه إضراباً مهماً بالشركة فصل على إثره، كما كان من ضمن مؤسسي المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية ومن مؤسسي النقابات المستقلة. وبالرغم أنه كان متزوجاً حديثاً من رفيقة عمره ونضاله سلوى، إلا إنه لم يركن للراحة حتى بعد اعتقاله وفصله من العمل، فكان من مؤسسي اللجنة الشعبية للتضامن مع الشعب الفلسطيني عندما اندلعت حرب الإبادة. لهذا كله يحق لي أن أفتخر وأتشرف بمعرفتي بشادي، الصلب العنيد، وأتخيله ينشد مع رفاقه أغنية ‘يا ظلام السجن’، التي طالما غناها سجناء الرأي الصامدين في وجه الأنظمة القمعية.”
وكتب عماد فتحي رسالة مؤثرة لشادي: “صديقي العزيز شادي، في يوم ميلادك، أود أن أبعث إليك بأحر التهاني وأصدق الأمنيات. قد تكون الظروف التي نمر بها صعبة وظالمة، لكنني أؤمن بأن العدل سيسود في النهاية. أنت في قلوبنا وفكرنا كل يوم، ونستمد من قوتك وصمودك إلهاماً كبيراً. عيد ميلاد سعيد يا صديقي، وعسى أن يكون العام القادم مليئاً بالحرية والفرح. نحن ننتظرك بفارغ الصبر، وسنظل ندعو ونعمل من أجل إطلاق سراحك وعودتك إلينا سالماً. كل عام وأنت بخير، وإلى الحرية قريباً إن شاء الله.”
كما عبّر الصحفي أحمد خليفة عن تضامنه قائلاً: “كل سنة نت طيب وحر يا شادي، النهارده شادي بيقضي عيد ميلاده في سجن برج العرب، وتهمته دعم فلسطين. الرفيق شادي إنسان هادئ ورقيق جداً، ونقابي عمالي صلب ناضل في قلب العمال ودفع ثمن نضاله من حريته وقوته بكل رضا، والنهارده بيدفع ثمن انحيازه لقضية فلسطين، لأكثر من 10 شهور في الحبس. الحرية لشادي ولعشرات المحبوسين بتهمة دعم فلسطين، وكل التحية لزوجته سلوى رشيد اللي بتناضل من أجل حرية رفيقها بكل قوة وأمل.”
في 29 أبريل 2024، تم القبض على شادي محمد، العضو مؤسس في المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية والقيادي في النقابة المستقلة لعمال شركة “لينين جروب” للمفروشات والمنسوجات، من أمام منزله في الإسكندرية، بعد يوم واحد من القبض على 5 شباب على خلفية تعليق لافتة تضامنية مع فلسطين في محافظة الإسكندرية، ووُجهت إليه تهم الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة والتجمهر غير القانوني.
بدأ شادي محمد إضرابا مفتوحا عن الطعام في 29 يناير 2025، احتجاجًا على نقله إلى سجن برج العرب دون إبداء أسباب، وتجريده من متعلقاته الشخصية، بحسب زوجته ومحاميه.
آنذاك عبرت سلوى رشيد عن قلقها البالغ بعد فقدان التواصل معه، مشيرة إلى أنها لم تحصل على أي معلومات بشأن وضعه الصحي أو مكان احتجازه الحالي.
وفي جلسة غرفة المشورة بمحكمة جنايات بدر، التي عقدت للنظر في تجديد حبسه، الثلاثاء 18 فبراير 2025، تم إدراج اسمه ضمن كشوف المحتجزين في سجن العاشر – تأهيل 6. ومع ذلك، أبلغ المحامون القاضي بأنه تم ترحيله إلى سجن برج العرب، وعند محاولة التأكد من ذلك، أبلغ مسؤولو السجن أنه غير موجود لديهم، بحسب سلوى.
حينها دعت سلوى إلى حملة تدوين للمطالبة بالكشف عن مصير زوجها وإخلاء سبيله، معبرة عن قلقها العميق لعدم معرفتها أي معلومات عن زوجها منذ ما يقارب 3 أسابيع، خاصة بعد نقله المفاجئ من سجن “العاشر 6” إلى سجن “برج العرب” وتجريده من متعلقاته الشخصية.
في منشور لها على فيسبوك، أوضحت سلوى أن إلى أن معاناة شادي بدأت منذ لحظة القبض عليه في 29 أبريل 2024، على خلفية تضامنه مع فلسطين، وتفاقمت في 29 يناير الماضي عندما تم تجريده من متعلقاته الشخصية ونقله بشكل مفاجئ إلى سجن برج العرب، حيث قرر الدخول في إضراب عن الطعام منذ وصوله؛ احتجاجًا على ظروف نقله وسوء معاملته.
ولفتت زوجة القيادي العمالي إلى أن الشهر الأخير كان مليئًا بالآلام المتضاعفة، خاصة بعد تجريد شادي من متعلقاته ونقله إلى سجن برج العرب، ما جعلها تعيش في “كابوس داخل كابوس السجن نفسه”.
وأضافت أنها لاحظت خلال زيارتها له بتاريخ 2 فبراير، تدهور حالته الصحية والنفسية، حيث كان يعاني من فقدان الوزن والإرهاق الشديد بسبب عدم النوم نتيجة الاكتظاظ في الزنزانة، بعد أربعة أيام من الإضراب عن الطعام، وعينيه المحمرتين بسبب قلة النوم نتيجة عدم وجود مكان مناسب للنوم، وملابسه المتسخة التي كان يرتديها منذ أربعة أيام بعد ترحيله دون متعلقاته الشخصية.
وأشارت سلوى إلى أن شادي لم يحضر جلسة تجديد حبسه الأخيرة، مما زاد من مخاوفها بشأن سلامته ومكان احتجازه، وأكدت أنها تقدمت ببلاغات متعددة إلى النائب العام للكشف عن مصيره، دون تلقي أي ردود حتى الآن.
كما تساءلت عن المنطق وراء ما يحدث، معبرة عن رغبتها في الحصول على دليل يثبت أن زوجها ما يزال على قيد الحياة، بعدما تجاوزت مرحلة البحث عن معلومات حول حالته الصحية.
وعبرت سلوى عن أملها في الحصول على معلومات بشأن زوجها ومعرفة ما حدث له، داعية الجميع إلى إرسال رسائل دعم لشادي، على أمل أن تصل إليه وتطمئنه بأن الناس تقف إلى جانبه وتدعمه.
ومؤخرا، أنهى شادي محمد إضرابه بعد تحسن معاملته من قبل إدارة السجن، وفقًا لما ذكرته زوجته سلوى رشيد بعد زيارتها له في مستشفى السجن.
وأوضحت سلوى رشيد أن حالة شادي الصحية تحسنت بشكل كبير، وأنه لا يزال موجودًا في مستشفى السجن. ورغم هذا التحسن، أكدت أن مطلبها الرئيسي يبقى إخلاء سبيله.
وشادي محمد هو عضو مؤسس في المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية وقيادي في النقابة المستقلة لعمال شركة “لينين جروب” للمفروشات والمنسوجات، في عام 2019، تم فصله تعسفيًا من الشركة بعد مشاركته في احتجاجات عمالية طالبت بتحسين الأجور.
في 3 أكتوبر 2022، تم حبسه ووجهت إليه تهم الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة، قبل أن يتم إخلاء سبيله في 24 أكتوبر 2022. في 29 أبريل 2024، أعيد القبض عليه من أمام منزله في الإسكندرية، بعد يوم واحد من القبض على 5 شباب بسبب تعليق لافتة تضامنية مع فلسطين.
ومنذ نقله إلى سجن برج العرب 2، بدأ شادي محمد إضرابًا مفتوحًا عن الطعام احتجاجًا على ظروف احتجازه السيئة، قبل أن ينهي إضرابه بعد تحسن أوضاعه داخل محبسه.
وأفادت زوجته بأنه يعاني من سوء الأوضاع داخل محبسه، وقالت زوجته إنها تقدمت ببلاغ للنائب العام برقم 1102820 للإبلاغ عن إضرابه الكامل عن الطعام واعتماده فقط على الماء، ما يشكل خطرًا جسيمًا على حياته، لكنها لم تتلقَ أي ردود واضحة بشأن مكانه أو وضعه الصحي.