في مشهد غير مسبوق.. آلاف المستوطنين يقتحمون الأقصى بقيادة بن غفير وسوكوت وسط طقوس تلمودية واستفزازات مقصودة

درب

في تصعيد خطير وغير مسبوق، شهد المسجد الأقصى صباح اليوم الخميس خامس أيام عيد الفصح اليهودي، اقتحامًا واسعًا نفّذه آلاف المستوطنين الإسرائيليين، تحت حماية أمنية مشددة من شرطة الاحتلال، وسط أداء جماعي للطقوس التلمودية داخل باحاته، في مشهد اعتبرته أوساط فلسطينية استفزازًا صارخًا لمشاعر المسلمين وانتهاكًا فاضحًا لقدسية المكان.

ووفقًا لبيان رسمي صادر عن محافظة القدس، فقد اقتحم المستوطنون ساحات الأقصى من جهة باب المغاربة على شكل مجموعات متتالية، وسط حراسة أمنية مشددة، وقاموا بأداء طقوس وشعائر تلمودية بشكل علني في تحدٍ صارخ للوضع القائم.

وشهد الاقتحام مشاركة عضو الكنيست المتطرف تسفي سوكوت، المنتمي لحزب “الصهيونية الدينية”، الذي قام بأداء ما يُعرف بـ”السجود الملحمي” داخل باحات الأقصى، في خطوة أثارت موجة من الغضب والاستنكار.

وتجاوزت الاستفزازات حدود المسجد الأقصى، حيث أفاد مراسل قناة الغد بأن مجموعات من المستوطنين اقتحمت أيضًا مقبرة باب الرحمة، الواقعة إلى الشرق من الأقصى، وانتهكت حرمة القبور، رغم أنها تضم رفات عدد من الصحابة والعلماء وشهداء الفتوحات الإسلامية.

من جهته، أعرب وزير الأمن القومي الصهيوني اليميني إيتمار بن غفير عن “ترحيبه” بالصلوات اليهودية التي أُقيمت داخل الأقصى، واعتبر ما جرى “تطورًا لم يحدث منذ 30 عامًا”، ما يعكس دعمًا رسميًا واضحًا لسياسة الاقتحامات والانتهاكات.

وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن عشرات الآلاف من المستوطنين تجمعوا أيضًا في ساحة حائط البراق، غرب المسجد الأقصى، لأداء “صلاة بركة الكهنة”، ضمن احتفالات عيد الفصح اليهودي، في وقت حوّلت فيه قوات الاحتلال محيط الأقصى إلى ثكنة عسكرية ومنعت دخول مئات الفلسطينيين إليه.

وكانت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس قد كشفت أن 1135 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى أمس الأربعاء وحده، فيما تواصلت الدعوات اليهودية المتطرفة لمزيد من الاقتحامات ضمن ما يسمى “أيام الاقتحامات المركزية”، حيث وفّرت جماعة “جبل الهيكل في أيدينا” المواصلات والرحلات المجانية لتسهيل عمليات الاقتحام.

وفي سياق متصل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة السموع جنوب الخليل صباح اليوم لتأمين دخول مستوطنين إلى موقع أثري في قلب البلدة، بينما شهد الحرم الإبراهيمي في الخليل مساء أمس طقوسًا و”رقصات تلمودية” قادها إيتمار بن غفير وعشرات المستوطنين.

من جانبها، أدانت حركة حماس ما وصفته بـ”الانتهاك السافر” للمعالم الإسلامية في القدس والخليل، مؤكدة أن هذه الاقتحامات المتواصلة تمثل خرقًا واضحًا للقوانين الدولية والقرارات الأممية، ومطالبة بتحرك عربي وإسلامي عاجل للجم العدوان المتصاعد.

وأكدت دائرة الأوقاف الإسلامية أن هذه الاقتحامات اليومية تتضمن جولات استفزازية، وأداء طقوس دينية علنية داخل باحات المسجد الأقصى، بما في ذلك الرقصات الجماعية والتراتيل التلمودية، في محاولة لتكريس واقع جديد وفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *