غزة تختنق.. نصف مليون نازح جديد و”أطباء بلا حدود”: القطاع تحوّل إلى مقبرة جماعية
درب
كشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عن نزوح نحو 500 ألف فلسطيني من منازلهم في قطاع غزة، منذ استئناف الكيان الصهيوني عدوانه على القطاع بعد توقف قصير لإطلاق النار، متحدثًا عن كارثة إنسانية تتصاعد يوماً بعد يوم.
ووفق ما نقله موقع “أخبار الأمم المتحدة”، فإن مئات الآلاف من الفلسطينيين اضطروا للنزوح مرارًا قبل الهدنة المؤقتة، بينما عاد شبح التهجير ليلاحقهم مجددًا مع عودة الحرب وتواصل الغارات الإسرائيلية على مناطق مختلفة في القطاع.
وأكد المكتب الأممي أن الأعمال العسكرية المستمرة تتسبب في خسائر مروعة على المدنيين، من بينها القتل الجماعي والنزوح القسري والانهيار الكامل للبنية التحتية الحيوية.
من جانبها، قالت نائبة المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفاني تريمبلاي، إن “التقديرات تشير إلى أن نصف مليون شخص نزحوا منذ منتصف مارس، سواء للمرة الأولى أو بشكل متكرر”، مشيرة إلى أن الغالبية العظمى من سكان غزة، البالغ عددهم أكثر من مليونَي نسمة، أصبحوا بلا مأوى أو استقرار.
وفي تحذير شديد اللهجة، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الأوضاع الإنسانية دخلت “مرحلة الانهيار الكامل” بفعل الحصار الخانق والتجويع المتعمد، متحدثًا عن مجاعة تضرب عمق القطاع وتهدد حياة أكثر من مليون ومئة ألف طفل يعانون من سوء تغذية حاد، في ظل ندرة الغذاء وشُح المياه وتدهور شبه كلي للمنظومة الصحية.
وأكد البيان أن غزة تعيش كارثة حقيقية، وسط حرمان سكانها من أبسط مقومات الحياة، في حين تواصل سلطات الاحتلال عرقلة دخول المساعدات، ما أدى إلى توقف شبه تام لعمليات الإغاثة منذ نحو شهرين.
وقالت تريمبلاي إن المعوقات التي تفرضها إسرائيل حالت دون تنفيذ أغلب مهام المساعدات، مشيرة إلى أن يوم أمس فقط، تم السماح بمرور عمليتين من أصل ستة مخطط لها، وسط ظروف شديدة الخطورة للعاملين في المجال الإنساني.
وفي تصريح مؤلم ومعبّر، قالت منظمة “أطباء بلا حدود” إن غزة أصبحت “مقبرة جماعية” للفلسطينيين والعاملين في الإغاثة، مضيفة أن الفرق الطبية تشهد لحظة بلحظة “الدمار والتهجير الشامل لكامل سكان القطاع”.
وأكدت أموند بازرول، منسقة الطوارئ بالمنظمة، أن جهود الإغاثة تواجه عراقيل هائلة، فيما تستمر الانتهاكات بحق المدنيين في ظل غياب شبه تام للمحاسبة الدولية.
في المقابل، أعلن وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن بلاده تخطط لتمكين شركات مدنية من توزيع المساعدات مستقبلاً، لكنه شدد على أن الحظر الحالي المفروض على دخول الإمدادات سيظل ساريًا في هذه المرحلة.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفع عدد الشهداء إلى ما لا يقل عن 51 ألف فلسطيني منذ اندلاع العدوان في السابع من أكتوبر، في حين تسببت الغارات والقصف في دمار هائل أجبر معظم سكان القطاع على النزوح مرة بعد أخرى، وسط انهيار شبه كامل لجميع جوانب الحياة.