عام ونصف على حبس الأمل.. إكرام يوسف تكتب: سنة ونص عدت يا زياد.. غد قريب سوف يأتي

نعلم أن الاستبداد إلى زوال وتضحياتكم لن تذهب سدى.. وأن غدا قريب سوف يجيء ليعود الوطن الجدير بتضحياتكم

النهارده فات سنة ونص على حبس عشاق الأمل.. سنة ونص على خطف زياد الساعة اتنين بعد منتصف الليل في الشارع بعيد عن بيته وبايدين ناس لابسين لبس مدني!! وراكبين عربيات ملاكي!!.. ولولا ستر ربنا وحسن تصرف زياد -اللي نادى على صاحبه عشان يشهد على خطفه -ربنا العالم كان زمان حاله وحالنا ايه!

زياد النبيل المعطاء، اللي كل اللي يعرفوه عارفين انه عايش طول عمره لغيره، وعمره ما انشغل بمصلحة شخصية، ودائما يكون في أول الصفوف وقت التضحية، ويختفي وقت المكاسب!!.. والكل عارف قد ايه رفض مناصب يسيل لها لعاب الكثيرين.. حتى عضوية البرلمان ما قبلش يرشح نفسه لها الا تحت الحاح اصحابه، اللي حملوه مسئولية الحفاظ على الثورة ودم شهدائها.. وكلنا لسة فاكرين اول قسم اقسمه في البرلمان “أقسم بالله العظيم، أن احافظ على مبادئ ثورة ٢٥ يناير، وأن أظل وفيا لدماء شهدائها” فلما هاج الأعضاء والمنصة، قال “النص:..” وردد القسم القانوني!! ولكن بعد أن أعلن أمام الجميع قسمه الاصلي الذي بسببه قبل خوض الانتخابات، وفاز بها رغم ضآلة الامكانات المادية!! ولكن بفضل حب أهالي المقطم له الذين عرفوه قبلها بسنوات وتعلقوا به بعد معركة كارفور قبل ٦سنوات من الثورة.

قالت لي سيدة بسيطة زوجها يعمل سائق ما يكروباص:”كنت اقطع صفحات من كراسات اولادي واكتب عليها انتخبوا زياد العليمي والصقها على الحيطان.. لولا وقفته معانا وتشجيعنا على الاعتصام لرفض انشاء كارفور عند مطلع المقطم كان زوجي اتخرب بيته، كان بيطلع يخبط على ابواب شققنا ويكلمنا، ما كناش مصدقين في الأول لكن هو كان مؤمن باللي بيقوله فمشينا وراه عشان ما كانش في ايدنا غير كده، وربنا نصرنا”! ..وساعده أيضا ثقة الناس به وحبهم له، لانه كان أول وجه من وجوه شباب الثورة ظهر اعلاميا في أخطر لحظة، وفي ظل وجود مبارك وعمر سليمان، وهو يعرف تماما الثمن الذي سيدفعه إذا تم إخماد الثورة، وبقي مبارك وعمر سليمان في السلطة!! وهو نفس السبب الذي جعل شباب الثورة يكلفونه بالقاء أول بيان للثورة باعتباره “اتعرف خلاص وكده كده حيدفع التمن”!

وبإصراره على رفض ذهب المعز ومناصبه، واستمراره في الوفاء بالقسم اللي الذي أقسمه أمام الرب والشعب، لم تتوقف محاولات النيل منه، واستهدافه، والتآمر على حياته، ومحاولات البحث عن سبل للتشكيك في مصداقيته، بداية من صدور قرار للتحري عن “ثروته” كان مضحكا ومحرجا لمن أصدروا القرار!! فلم يتابعوا الأمر؛ إلى محاولات التشهير به أخلافيا، خصوصا أثناء ترشحه أمام الاخوان في الانتخابات، والحقيقة كان أول من كشف هذه المحاولات وفندها اصدقاؤه من شباب الاخوان انفسهم، الذين زاملوه في الجامعة وأيام الثورة، فكان نصيبهم الفصل من الجماعة!! وكان دفاعهم عن زياد من بين أسباب هذا الفصل!!..

ثمان سنوات لم يستطيعوا النيل منه أو التشكيك في مصداقيته؛ فكان خوف من بيدهم الأمر حاليا، من مجرد وجوده في تحالف انتخابي، ينتوي خوض الانتخابات البرلمانية بهدف تصويب بوصلة الساحة السياسية، ومواصلة الدفاع عن أهداف الثورة سلميا وعبر القنوات الشرعية!! وأثارت مجرد نية عمل تحالف انتخابي بين أحزاب شرعية، وتكليف زياد وحسام مؤنس بالتنسيق بين أعضاء التحالف، فزع من ترعب قلوبهم فكرة التغيير خوفا على مصالحهم المعادية لمصالح الشعب! فكان من الضروري إسكاته هو وحسام!

سنة ونص عدت يازياد انكشفت فيها أمور كثيرة: تعرضت مصداقيتك وصدق إيمانك للاختبار؛ فأثبت يوما بعد يوم نبل جوهرك وثباتك على المبدأ، ومازلت قابضا على الجمر لا تقبل المساومة وظللت متمسكا بكلمتك: “ماحدش يتلوي دراعه بيا وماحدش يقول ان دراعه اتلوى بيا”..ونجحت حتى الآن في الاختبار -ربنا يثبتك ويقدرك تفضل عند حسن ظن الناس الطيبين – رغم الثمن الصعب من ايام عمرك وحرمانك من ابنك واحبابك، ومهنتك ومصدر رزقك، ورغم ما تعانيه مع زملائك من ظروف صحية غير آدمية – مع امراضك- وضيق الزنازين والحرمان من ساعات التريض كما في لوائح السجون، والحرمان من الصحف والتعسف في إدخال الكتب، حتى كتب القانون التي تحتاجها لتنشيط علاقتك بمهنتك رفضوها! فضلا عن التعسف في إدخال أنواع المأكولات بلا منطق، وهي المحنة التي يعيشها معك كل سجناء الرأي ويعرفها كل من لديه معرفة بأوضاع السجون المصرية، ويمكن أن يتخيلها كل صاحب قلب سليم.

وتعرض مبدأك الذي كنت تلقنه لابنك، وترد به على من ينصحونك بالإدخار للزمن “انا مش باحوش فلوس، لكن باحوش اصحاب” للاختبار ايضا؛ فكشفت المحنة معادن من اعتبرتهم أصحابا !! ولم تتأخر لحظة عن أي واجب لأي منهم؛ منهم من أثبتوا صحة توقعك، ورهانك عليهم، واثبتوا أصالة معدنهم وجدارتهم بصداقتك، ومنهم من خافوا حتى من مجرد السؤال عنك ولو تليفونيا، أو ربما خشوا من طلب مساعدة!! نحمد الله انه أغنانا عنهم، ومنهم من بلغت بهم الجرأة حد المتاجرة باسمك والبحث عن مكاسب رخيصة ثمنها قبول الصمت عما تعانيه؛ والأدهى انهم يبررون تنازلاتهم، بانهم يقدمون هذه التنازلات املا في انقاذك!!!!

نعلم. ويعلم كل ذي حس سليم أن التعبير السلمي عن الرأي لا يخرب البلاد، ولكن يخربها قمع التعبير السلمي عن الرأي!!.. ونعلم أن الإرهاب الحقيقي هو ترويع الجماهير عن المجازفة بإعلان الرأي سلميا، فيبتعد أصحاب الرأي عن الساحة التي تخلو أمام من يرفعون السلاح!! ونعلم ان المواجهة الحقيقية للارهاب تكون بفتح المجال أمام حرية الرأي والتعبير. فهي الوسيلة لتحقيق الأمن والأمان والسلام المجتمعي.. ونعلم أن الاستبداد إلى زوال، وأن الأيام دول، وأن تضحياتكم لن تذهب سدى.. وأن غدا قريبا سوف يجيء ليعود الوطن الجدير بتضحياتكم.

#الحرية_لزياد_العليمي

#الحرية_لعشاق_الأمل

#الحرية_لكل_سجناء_الرأي

#حتجيبي_مستقبل_منين_يامصر ودا حال ولادك المخلصين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *