شخصيات العام.. رسائل حب| أحمد طنطاوي نقطة ضوء لمستقبل مختلف.. مساحة من الأمل رغم “الإسقاط”

لأنه لم ييأس وأصر حتى اللحظة الأخيرة على مواصلة ما بدأه، فرغم إسقاطه في انتخابات النواب. بعد دورة برلمانية كان واحدا من أبرز من خاضوا معارك الجماهير فيه، منتصرا للحق مهما كان الثمن، فإنه أصر أن يرسل مع نهاية العام رسالة أمل للجميع تقول أنه رغم الألم بعد إسقاطه لازال هناك مساحة للأمل من خلال العمل الجماعي والحزبي فكان أن اختاره أعضاء حزب تيار الكرامة رئيسا للحزب.

في نظر البعض، كان مجلس النواب -في دورته المنتهية- مجرد ذراع من أذرع السلطة التنفيذية، ينتمي إليها ويعبر عنها في الوقت الذي تراجعت فيه أدواره الرقابية المنصوص عليها دستوريًا، هكذا رأى بعض المحللين والمتابعين.
لكن البعض الآخر رأى أن بعض المكاسب قد تحققت -رغم ذلك- تحت قبة البرلمان، أهمها بروز أسماء وشخصيات مثّلت المعارضة ووضعت لنفسها مكانًا بين صفوف قياداتها.

أحمد طنطاوي، كان أحد أبرز هذه الأسماء، ففي ظل مجلس أغلبه كان من المؤيدين، برز النائب بجسارة مدافعًا عما رآه صحيحا وما رأى أنه يتوافق مع القيم والمبادئ.. ليكون أحد أقوى الأصوات داخل المجلس.

وربما لم يتم الاستجابة لمعظم ما تقدم به طنطاوي، غير أنه استطاع -بخبراته السياسية والإعلامية- أن يجد لنفسه مساحة تحت نظر كثير من الجماهير المتابعة لقضايا الشأن العام، فمن خلال المبادرات التي تقدم بها تمكن من لفت الانتباه إلى أن المعارضة يمكن أن تقدم حلولا عملية.

وليس طنطاوي نائبًا بالصدفة، فقد مارس العمل السياسي منذ مطلع شبابه فكان عضوًا مؤسسا بحزب الكرامة عام 2005، وأصبح أمين الحزب بقلين عام 2009، ثم عضو المكتب السياسي للحزب عام 2012.. كتب في جريدة الكرامة وتولى القسم السياسي فيها حتى سنة 2012، تولى كذلك منصب نائب رئيس تحرير جريدة «الدولة اليوم» عام 2010، كما عمل في المجال الإعلامي عن طريق تقديم وإعداد برنامجي «حصاد الأسبوع» و«آخر خبر» عام 2010، وبرنامجي «منبر درة» و«رؤية وحوار» عام 2011، وله العديد من الحلقات السياسية للإذاعة المصرية.

ولأنه كان أحد أبرز المعارضين في البرلمان، فقد واجهته حرب ضروس أثناء ترشحه في الدورة الحالية، وتحول تقدمه في عمليات الفرز إلى خسارة انتخابية كما أكد هو بنفسه خلال اعتراضه على النتائج النهائية، لكن ذلك “السقوط” كان في نظر البعض نقطة ضوء.. وهو ما عبر عنه يحيى قلاش نقيب الصحفيين السابق حين قال “نجح أحمد طنطاوي و كسبنا.. بلا شك النجاح محبب إلى النفس، لكن في كثير من الأحيان يكون السقوط أو الإسقاط أشرف لصاحبه وأسطع لمجتمع يبحث عن نقاط ضوء يقتحم بها مستقبل مختلف”.

خسارة طنطاوي لم تمنعه من استئناف العمل، ففي أعقاب ظهور النتائج، أعلن أنه ليس أمام المعارضين إلا استئناف المسيرة واستكمال ما بدأوه، وخلال المؤتمر العام لحزب تيار الكرامة تم الإعلان عن فوز برئاسة الحزب بالإجماع، ليبدأ فصلا جديدًا ولكن بطريقة أخرى من السعي الحثيث للوصول إلى وطن أفضل يحتوي الجميع دون إقصاء.

لذلك تم اختيار النائب أحمد طنطاوي، رئيس حزب الكرامة، من بين الشخصيات التي يتم تكريمها في نهاية عام 2020.. ليس فقط لدوره القوي تحت قبة البرلمان ولكن أيضًا لأنه قرر أن يستمر في الطريق دون تراجع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *