رغم التنديد الدولي.. ترامب يواصل تصريحاته المستفزة: لن يكون من حق الفلسطينيين العودة إلى غزة

واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصريحاته المستفزة قائلا إن الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة إلى غزة بموجب اقتراحه لإعادة تطوير القطاع، وإنما سيكون لديهم مكان دائم آخر يمكنهم العيش فيه.

وأضاف ترامب في مقابلة مع قناة فوكس نيوز نُشرت مقتطفات منها يوم الاثنين أنه يعتقد بأنه يمكن أن يعقد صفقة مع الأردن ومصر لاستقبال الفلسطينيين النازحين.

ووفقا لنص المقابلة، أجاب ترامب عن سؤال حول حق الفلسطينيين في العودة بقول “لا، لن يكون من حقهم ذلك لأنهم سيحصلون على مساكن أفضل بكثير”.

وأضاف “أنا أتحدث عن بناء مكان دائم لهم لأنهم إذا اضطروا للعودة الآن، فسوف يستغرق الأمر سنوات قبل أن يتمكنوا من ذلك. المكان غير صالح للسكنى. وسوف تمر سنوات قبل أن يحدث ذلك”.

وأردف قائلا “أعتقد أن بإمكاني عقد اتفاق مع الأردن. وأعتقد أن بإمكاني عقد اتفاق مع مصر. فمثلما تعلمون، نحن نمنحهم مليارات الدولارات سنويا”.

يذكر أن تصريحات ترامب حول استيلاء الولايات المتحدة على قطاع غزة وتهجير الفلسطينيين منه أثارت ردود فعل قوية على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث اعتبرت العديد من الدول والمنظمات هذه الخطط انتهاكًا لحقوق الفلسطينيين.

في رد فعل قوي على هذه الخطة، أعربت كندا عن دعمها الثابت لحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، مؤكدة رفضها لتهجير الفلسطينيين القسري من غزة. جاء ذلك على لسان وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، التي قالت عبر منصة “إكس” الأربعاء إن “موقف كندا الثابت بشأن قضية غزة لم يتغير”، مشددة على التزام بلادها بإيجاد حل الدولتين، حيث يعيش الإسرائيليون والفلسطينيون بسلام داخل حدود معترف بها دوليًا. كما اعتبرت جولي أن “حماس ليس لها أي دور في حكم غزة” مؤكدة دعم بلادها لحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم ورفض تهجيرهم القسري من قطاع غزة.

من جهة أخرى، وفيما يتعلق بمواقف الأمم المتحدة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أن الشعب الفلسطيني يمتلك حقوقًا غير قابلة للتصرف، وعلى رأسها حقه في العيش على أرضه.

واعتبر جوتيريش في كلمته خلال الاجتماع السنوي للجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، الذي عُقد في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام الدائم في المنطقة. وشدد على أهمية الالتزام بالقانون الدولي وتجنب أي تصعيد قد يزيد من تعقيد الأزمة، محذرًا من أن أي إجراءات قد تؤدي إلى تفاقم الوضع، بما في ذلك التهجير القسري الذي يرقى إلى مستوى “التطهير العرقي”.

كما أكد على استمرار الجهود لإيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين المحتاجين، داعيًا المجتمع الدولي إلى توفير التمويل الكامل للعمليات الإنسانية ودعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي تقدم خدمات إغاثة أساسية للاجئين الفلسطينيين.

على الصعيد الأمريكي، لم يقتصر الأمر على إعلان ترامب عن استيلاء بلاده على قطاع غزة، حيث تطرقت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إلى أن واشنطن لن تتحمل تكاليف إعادة إعمار غزة. وأوضحت ليفيت أن الإدارة الأمريكية ستعمل مع شركاء في المنطقة لإعادة بناء القطاع، مما أثار المزيد من الجدل حول نية الولايات المتحدة في بسط سيطرتها على غزة، وهو ما أثار تساؤلات حول الأبعاد المستقبلية لهذه الخطة ومدى تأثيرها على الفلسطينيين والمنطقة بشكل عام.

ترامب كان قد صرح في وقت سابق خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستكون مسؤولة عن تفكيك القنابل غير المنفجرة التي خلفها الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى إزالة الأسلحة المنتشرة في القطاع. وذكر ترامب أنه من الممكن أن تكون للولايات المتحدة “ملكية طويلة الأمد” في القطاع الفلسطيني، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في العالم العربي والدولي، خاصة في ظل تزايد المخاوف من أن يؤدي هذا الإجراء إلى مزيد من تعميق الأزمات الإنسانية في المنطقة.

يأتي هذا الإعلان في وقت حساس للغاية، حيث تواجه المنطقة تصعيدًا عسكريًا مستمرًا، وتظل الأزمة الفلسطينية واحدة من أبرز القضايا العالقة في السياسة الدولية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *