ردًا على ترامب.. حماس تحذر: لغة التهديدات لا قيمة لها.. واحترام الاتفاق هو السبيل الوحيد لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين
كتب – أحمد سلامة ووكالات
قال سامي أبو زهري، القيادي في حركة حماس، إنه على الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن يدرك وجود اتفاق يجب احترامه من جميع الأطراف، مشيرًا إلى أن الالتزام المتبادل هو السبيل الوحيد لضمان عودة المحتجزين الإسرائيليين.
وفي تصريحات لوكالة “رويترز” للأنباء، شدد أبو زهري على أن “لغة التهديدات لا قيمة لها، بل تزيد من تعقيد الأمور”، وذلك ردًا على تصريحات ترامب التي لوّح فيها باتخاذ إجراءات تصعيدية في حال عدم الإفراج عن المحتجزين.
من جانبها، أكدت حركة حماس، في بيان رسمي، التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكنها أوضحت أن إسرائيل لم تفِ بالتزاماتها وسجلت العديد من الخروقات.
وأشارت الحركة إلى سلسلة انتهاكات إسرائيلية، أبرزها تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهداف المدنيين بالقصف وإطلاق النار، إعاقة دخول المساعدات الإنسانية بما في ذلك الخيام والوقود ومواد الإيواء، تأخير إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة للمستشفيات المنكوبة.
وأضاف البيان أن “حماس زوّدت الوسطاء بتفاصيل هذه التجاوزات أولًا بأول، لكن الاحتلال واصل انتهاكاته”، داعية إلى الالتزام الصارم ببنود الاتفاق وعدم التعامل معه بانتقائية تخدم طرفًا دون الآخر.
وفي خطوة تصعيدية، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تأجيل تسليم المحتجزين الإسرائيليين، الذين كان من المقرر إطلاق سراحهم السبت المقبل، حتى إشعار آخر، مشددة على أن تنفيذ عملية التبادل مشروط بالتزام الاحتلال بتعهداته.
وأوضح الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أن قرار التأجيل جاء بعد أسابيع من رصد انتهاكات الاحتلال للاتفاق، وعدم التزامه بإدخال المساعدات ووقف الاستهدافات العسكرية ضد المدنيين.
وأضاف أبو عبيدة أن الإعلان عن هذا القرار قبل خمسة أيام من موعد التسليم المقترح جاء لإتاحة الفرصة للوسطاء للضغط على إسرائيل من أجل الالتزام الكامل بالاتفاق، وللحفاظ على إمكانية تنفيذ عملية التبادل في موعدها إذا استجابت إسرائيل لمطالب الحركة.
وتأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر بين الطرفين، خاصة بعد تصريحات ترامب التي طرح فيها خطة مثيرة للجدل للسيطرة على غزة وتهجير سكانها، الأمر الذي أثار موجة رفض واسعة في العالم العربي.
وفي المقابل، دعا وزير الأمن القومي الإسرائيلي السابق، إيتمار بن غفير، إلى ما أسماه بـ”ردّ قوي” على إعلان حماس، عبر استئناف العمليات العسكرية المكثفة ضد قطاع غزة ووقف جميع أشكال المساعدات الإنسانية. يُذكر أن اتفاق الهدنة، الذي أوقف قتالًا دام لأكثر من 15 شهرًا، أفضى إلى إطلاق سراح محتجزين إسرائيليين على خمس دفعات، مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين.. لكن مع استمرار التصعيد، يبدو أن مستقبل الاتفاق بات على المحك.