رئيسة وزراء السويد تقدم استقالتها بعد ساعات من توليها المنصب بسبب انسحاب حزب من الائتلاف الذي شكل الحكومة

وكالات

قدمت رئيسة وزراء السويد ماغدالينا أندرسون استقالتها بعد ساعات على تعيينها من قبل البرلمان، بعد فشلها في تمرير مشروع الميزانية وانسحاب حزب “الخضر” من الائتلاف الحكومي.

وقالت أندرسون من الحزب “الاجتماعي الديمقراطي” في تصريح للصحفيين: “ثمة عرف دستوري أن الحكومة الائتلافية ينبغي أن تستقيل في حال انسحاب حزب منها”.

وتابعت: “لا أريد رئاسة حكومة مطعون بشرعيتها”، معربة عن أملها بأن تنتخب مجددا في وقت لاحق.

وقرر حزب الخضر ترك الائتلاف بعدما تبنى البرلمان مقترحا بديلا للموازنة تقدمت به المعارضة اليوم الأربعاء.

وقال بير بولوند، أحد زعيمي حزب الخضر، في مؤتمر صحفي إن هذه هي أول مرة يوافق فيها برلمان ستوكهولم على موازنة تم التفاوض عليها “مع حزب من اليمين المتطرف”، في إشارة إلى حزب الديمقراطيين السويديين الشعبوي.

ولم يتضح بعد ما إذا كانت اندرسون ستواجه تصويتا آخر في البرلمان.

انتخب البرلمان السويدى، صباح اليوم الأربعاء، رئيسة حزب الاشتراكيين الديمقراطيين ماجدالينا أندرسون، رئيسا لمجلس الوزراء والحكومة السويدية، فى يوم تاريخى شهدته البلاد، عندما أصبحت أندرسون، أول سيدة رئيسة للحكومة فى تاريخ البلاد، بعدما سبقها فى المنصب ذاته 33 رجلاً، وخلفًا لرئيس الحزب ورئيس الوزراء الأسبق ستيفان لوفين.

ووفقا لوسائل إعلام سويدية، جاء انتخاب أندرسون، بمخاض صعب تطلب التفاوض مع حزبى الوسط واليسار بعد استقالة سلفها ستيفان لوفين، وتوصلت أندرسون فى ربع الساعة الأخير مساء أمس إلى اتفاق مع اليسار يقضى بزيادة المعاشات التقاعدية مقابل تصويت الحزب لصالحها فى جلسة اليوم.

وفى جلسة انتخاب رئيس الوزراء، يختار أعضاء البرلمان الـ349 بين الزر الأخضر “نعم” أو الأحمر “لا” أو الأصفر “الامتناع عن التصويت”، ويطبق ما يسمى الديمقراطية السلبية، فى التصويت على رئيس الوزراء، ما يعنى أنه لا يتطلب أغلبية الأصوات ليتم انتخابه، وأن المطلوب فقط أن لا يكون هناك 175 صوتاً ضد انتخابه، بغض النظر عن الأصوات الموافقة أو الممتنعة عن التصويت.

وصوت باللون الأحمر ضد أندرسون، كل من أحزاب المحافظين والمسيحيين الديمقراطيين والليبراليين وديمقراطيى السويد، بعد أن ألقى ممثلوها كلمات خلال جلسة التصويت اتهموا فيها الحكومة بالعجز عن حل المشكلات، وقال بعضهم إن السويد تفتقر إلى قيادة، معلنين أن البلاد بحاجة إلى حكومة برجوازية.

وكانت نتائج التصويت 117 صوتاً بـ”نعم” و174 صوتاً بـ”لا” فيما امتنع عن التصويت 57 صوتاً مع غياب نائب واحد فى البرلمان، وبذلك أصبحت أندرسون رئيسة للوزراء بفارق صوت واحد، فيما استقبلت أندرسون نتائج التصويت بالدموع.

ماجدالينا أندرسون، من مواليد مدينة أوبسالا عام 1967، وهى أول وزيرة مالية فى حكومة يقودها الحزب الاشتراكى الديمقراطى، وشغلت قبلها مناصب عدة فى الدولة، فى بداية دراستها الثانوية التحقت بدراسة العلوم الاجتماعية فى المدرسة الكاتدرائية فى أوبسالا، وبعد التخرج انتقلت إلى ستوكهولم وحصلت هناك على درجة الماجستير فى الاقتصاد وكانت تنوى الحصول على دكتوراه فى هذا المجال، لكنها عوضا عن ذلك درست فى معهد الدراسات المتقدمة فى فيينا، النمسا، وفى عام 1995، درست فى جامعة هارفارد بالولايات المتحدة الأمريكية.

 بدأت أندرسون، العمل السياسى عام 1996، حيث شغلت منصب رئيسة التخطيط فى مكتب رئيس الوزراء سنة 1998، ثم سكرتيرة فى وزارة المالية، وخلال الأعوام 2007-2009 أصبحت عضواً فى الحزب الاشتراكى الديمقراطى، ومستشارة السياسة الداخلية لرئيس الحزب، وهى أيضا المتحدث الاقتصادى السياسى لحزب الاشتراكيين الديمقراطيين منذ سنة 2014 حتى اليوم.

وماجدالينا أندرسون، هى الابنة الوحيدة لوالدها يوران أندرسون، الذى كان محاضراً بارزاً فى الإحصاء بجامعة أوبسالا وتوفى بمرض الزهايمر عن عمر 66 عاماً، ووالدتها المعلمة بيريتا أندرشون، وهى متزوجة من ريتشارد هانس فريبيرى، ويعمل أستاذ اقتصاد فى مدرسة بستوكهولم، ولديهما طفلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *