د. منى مينا تكتب عن تفشي كورونا بالهند: العاقل من يتعظ ويتحسب

هناك الكثير من المعلومات والتحليلات المتاحة عن كارثة انفجار الوباء في الهند.

إذا استعرضنا أهم الأسباب الورادة في الكثير من التغطيات الاخبارية والمقالات التحليلية ..نجد الأتي ..

تعاني الهند تساهلاً واستهتاراً في ما يخص تطبيق الإغلاق والالتزام بالإجراءات الوقائية.

حضر الملايين من الناس “مهرجاناً هندوسياً” قبل أسبوعين على الرغم من ظهور سلالات جديدة من الفيروس، بما في ذلك سلالة “متحولة مزدوجة”، ولم يتوقف أيضاً الدوري الهندي الممتاز في الكريكيت الذي يدر الملايين من الدولارات على الهند، كما مضى رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، قدماً في التجمعات الانتخابية، مباهيا بالأعداد العالية فيها.

معدل الوفيات المنخفض في الهند مضلل إلى حد كبير، حيث يوحي بأن الأمر ليس بهذا السوء ولكن فعلياً الأرقام لا تعكس الواقع، إذ أن معدلات الفقر لا تسمح بدفع كلفة الفحص ومن جهة عدم توفر المعدات المطلوبة لإجراءه في أماكن أخرى.

الاستخفاف ظهر في خطاب المسؤولين في الهند منذ تفشي  الموجة الأولى من الوباء، خاصة بعد بدء التراجع بالأرقام، التي توحي بأن الفيروس قد تم التغلب عليه أو أن بعض المناطق كانت تقترب من مناعة القطيع؛ وأن التلقيح كان وشيكاً، مما يجعله قابلاً للتحكم، وحتى في بعض الأحيان الاستخفاف بالعوارض. وأعلن أعلن حزب رئيس الوزراء  «بهاراتيا جاناتا»، أن الهند تغلبت على فيروس كورونا.

طلبت الحكومة الهندية من “تويتر” حجب التغريدات التي تنتقد أداء الحكومة بذريعة أنها تحتوي على معلومات مضللة في حين كان يستخدم المواطنون المنصة للتنسيق والحصول على مساعدة وحتى توثيق ما يحصل.

على الرغم من قوة الهند الاقتصادية بالأرقام، إلا أنها أهملت لفترة طويلة الرعاية الصحية والاجتماعية للمواطنين الذي يعيشون الظروف الصعبة ولكن الأخطر هو الاستمرار الطويل لهذا الإهمال الذي خلق حالة من اليأس عند المواطنين وصار الموت لديهم أمراً عادياً.

في حين أن العالم بأكمله عملياً وضع في خانة الخيار بين الاقتصاد والأرواح، لم تأمن الدولة الهندية ما يلزم من مقومات لخوض هذه المواجهة الحتمية.

بالنسبة لتوفير اللقاح روّجت الهند لنفسها وصدّقت أحلامها بأنها ستلعب دوراً مفصلياً في توزيع اللقاح وأنها قادرة على لعب هذا الدور خصوصاً أنها تنتج ما يعادل 60% من لقاحات العالم، ولكن أقل من 2% فقط من سكان الهند حصلوا على اللقاح، ظل اللقاح غير متوافر داخل الهند بينما وصلت آخر شحنة من الهند إلى باراجواي في 22 أبريل، وهو اليوم الذي حطمت فيه الهند الرقم القياسي العالمي للإصابات الجديدة.

يعود هذا الواقع إلى أن الحكومة سعت إلى الضغط على القطاع الخاص باستخدام تحديد الأسعار فصار البيع محلياً غير مربحاً بما يكفي لإعادة الاستثمار واتجهت الشركات المنتجة للبيع للخارج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *