حتى لا ننسى.. 51 عامًا على جريمة الاحتلال الإسرائيلي ضد أطفال بحر البقر في الشرقية: «الدرس انتهى لموا الكراريس»

كتب- عبد الرحمن بدر

أكثر من نصف قرن من الزمان مر على واحدة من أبشع الجرائم في التاريخ، 51 عامًا مرت على جريمة الاحتلال الإسرائيلي الباقية في مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية التي استشهد فيها 30 طفلاً ومُدرسًا، بالإضافة لإصابة 50 آخرين، لن تسقط جريمة الكيان الصهيوني بالتقادم ولن تنساها الأجيال المتعاقبة مهما مرعليها من وقت.

 مازال بعض ضحايا الجريمة النكراء يعيشون بيننا وصور أشلاء رفقاء طفولتهم التي قضى العداوان الغاشم على برائتها لن تغيب عن خواطرهم وقلوبهم.

وبالأمس أحيأت محافظة الشرقية بالذكرى الـ51 للمذبحة، حيث قام الدكتور المحافظ ممدوح غراب، بوضع أكليل من الزهور على النصب التذكاري لشهداء مدرسة بحر البقر، وذلك تخليدا لذكراهم وتكريما لدمائهم  الطاهرة التي روت أرض الوطن.

ومن أسماء الأطفال الشهداء: (حسن محمد السيد الشرقاوى، ومحسن سالم عبدالجليل محمد، وإيمان الشبراوى طاهر، وبركات سلامة حماد، وفاروق إبراهيم الدسوقى هلال، وخالد محمد عبدالعزيز، ومحمود محمد عطية عبدالله، وجبر عبدالمجيد فايد نايل، وعوض محمد متولى الجوهرى، ومحمد أحمد محرم، ونجاة محمد حسن خليل، وصلاح محمد إمام قاسم، وأحمد عبدالعال السيد، ومحمد حسن محمد إمام، وزينب السيد إبراهيم عوض، ومحمد السيد إبراهيم عوض، ومحمد صبرى محمد الباهى، وعادل جودة رياض كراوية، وممدوح حسنى الصادق محمد).

في صباح 8 أبريل 1970 قصفت دولة الاحتلال الإسرائيلي مدرسة أطفال بحر البقر، التي كانت المدرسة تتكون من دور واحد، وتضم ثلاثة فصول وعدد تلاميذهـا 130 طفلاً أعمارهم تتراوح من 6 أعوام إلى 12 عامًا.

مازالت متعلقات الأطفال من ملابس، وأقلام وكتب وأحذية، وأجزاء من القنابل التي قصفت المدرسة، موجود داخل متحف بالقرية التي وقعت بها الجريمة لتبقى حرزًا لكل الأجيال حتى لا يسنوا الجريمة مهما مر عليها من  وقت.

تسبب هجوم الاحتلال الإسرائيلي الغادر في موجة من الغضب والاستنكار على مستوى الرأي العام العالمي، وأجبر الولايات المتحدة ورئيسها نيكسون على تأجيل صفقة إمداد إسرائيل بطائرات حديثة، بعد فترة قصيرة دشنت مصر حائط الصواريخ المصري في يونيو من نفس العام والذي قام بإسقاط الكثير من الطائرات الإسرائيلية.

بررت دولة الاحتلال الجريمة وقال موشى ديان، قائلاً: «المدرسة التي ضربتها طائرات الفانتوم هدف عسكري». 

الطيار الإسرائيلي، امى حاييم، والذي شارك في تلك الجريمة وأسرته القوات المصرية في حرب أكتوبر 1973 قد أقر واعترف بأنهم قصفوا المدرسة الابتدائية عن عمد، وأنهم كانوا يعرفون أنهم يستهدفون بقنابلهم وصواريخهم مجرد مدرسة ابتدائية.

وصفت الحكومة المصرية خلال تلكل الفترة، القصف بأنه «عمل وحشي يتنافى تمامًا مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية»، وقالت الحكومة إن العملية تأتي ضمن تصعيد الغارات الإسرائيلية على مصر للقبول بإنهاء حرب الاستنزاف وقبول مبادرة «روجرز». واعتبر الاتحاد السوفييتي ما فعلته إسرائيل بمثابة غضب العاجز.

وتبقى قصيدة الشاعر صلاح جاهين شاهده على المذبحة التي ارتكبها العدو:

الدرس انتهى لموا الكراريس

بالدم اللى على ورقهم سـال

فى قصـر الأمم المتــحدة

مسـابقة لرسـوم الأطـفال

ايه رأيك فى البقع الحمـرا

يا ضمير العالم يا عزيزى

دى لطفـلة مصرية وسمرا

كانت من أشـطر تلاميذى

دمها راسم زهرة

راسم رايـة ثورة

راسم وجه مؤامرة

راسم خلق جبارة

راسم نـار

راسم عار

ع الصهيونية والاستعمار

والدنيا اللى عليهم صابرة

وساكته على فعل الأباليس

الدرس انتـهى

لموا الكراريس..

ايه رأى رجـال الفكر الحر

فى الفكرادى المنقوشة بالدم

من طفل فقير مولود فى المر

لكن كان حلو ضحوك الفـم

دم الطـفل الفـلاح

راسم شمس الصباح

راسم شـجرة تفاح

فى جناين الاصلاح

راسم تمساح

بألف جناح

فى دنيا مليانة بالأشبـاح

لكنـها قلـبها مرتــاح

وساكتة على فعل الأباليس

الدرس انتـهى

لموا الكراريس …

ايه رأيك يا شعب يا عربى

ايه رأيك يا شعب الأحـرار

دم الأطـفال جايلك يحـبى

يقول انتـقموا من الأشـرار

ويسيل ع الأوراق

يتهجى الأسـماء

ويطـالب الآبـاء

بالثـأر للأبـناء

ويرسم سيف

يهد الزيـف

ويلمع لمعة شمـس الصيف

فى دنيا فيها النور بقى طيف

وساكتة على فعل الأباليـس

الدرس انتهى لموا الكراريس

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *